سياسة دولية

الشيوخ الأمريكي يدعم إنهاء الدعم العسكري للسعودية باليمن

يمر أطفال اليمن بأوضاع صحية صعبة نتيجة الحرب- جيتي
يمر أطفال اليمن بأوضاع صحية صعبة نتيجة الحرب- جيتي

في شقاق نادر مع الرئيس دونالد ترامب، صوت مجلس الشيوخ الأمريكي، الأربعاء، مؤيدا قرارا ينهي المساندة العسكرية الأمريكية للتحالف بقيادة السعودية في حرب اليمن.


وصوت 11 من أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي له ترامب، بالإضافة إلى الديمقراطيين؛ لتوفير 60 صوتا لازمة ليمضي القرار قدما في المجلس، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، وهو ما يمهد الطريق لنقاش وتصويت على مشاركة الولايات المتحدة، في صراع سبب واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.


ويعدّ التصويت رمزيا؛ لأن من غير المتوقع أن يفصل مجلس النواب في الأمر هذا العام. وهدد ترامب باستخدام حق النقض (الفيتو).

 

لكن مؤيدين للقرار قالوا إنه بعث برسالة مهمة، مفادها أن المشرعين غير راضين عن الأزمة الإنسانية في اليمن، وغاضبون من غياب رد أمريكي قوي على مقتل الصحفي البارز جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في تركيا.

 

اقرأ أيضا: لماذا انحسر تأثير السعودية بنقاش الشيوخ حول اليمن؟

وتعهد مشرعون جمهوريون وديمقراطيون بمواصلة الضغط بعد تولي الكونجرس الجديد المسؤولية في يناير/ كانون الثاني؛ من أجل اتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة ضد السعودية، بما في ذلك سن تشريع لفرض عقوبات تتصل بحقوق الإنسان، ورفض مبيعات الأسلحة للمملكة.

 

وقال عضو مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري لينزي جراهام، في مؤتمر صحفي: "إذا كنتم تريدون شراء أسلحة، فهناك أمور معينة يجب أن تقبلوها. كيفية استخدامكم لها تهمنا".

 

وأضاف جراهام، وهو حليف مقرب من ترامب بمجلس الشيوخ: "هذا الشخص، ولي العهد، سام جدا وبغيض جدا ومعيب جدا، بحيث لا أتصور نفسي أتعامل مع السعودية، إلا إذا حدث تغيير هناك".

 

وسيتمتع الجمهوريون بأغلبية أكبر قليلا في مجلس الشيوخ الجديد، لكن الديمقراطيين سيسيطرون على مجلس النواب، وهو ما يزيد احتمالات إقرار تشريع بفرض عقوبات.

 

وكانت إدارة ترامب دعت الكونجرس إلى عدم معارضة تزويد الولايات المتحدة للتحالف الذي تقوده السعودية بالوقود، ومساعدته في الاستهداف، بالإضافة إلى أشكال أخرى من الدعم، فيما يقاتل الحوثيين الذين يعتبرهم جيران اليمن وكلاء لإيران.

 

اقرأ أيضا: موقع أمريكي: الرياض تمول الحزب الجمهوري ونواب يهود بالكونغرس

وفي وقت سابق الأربعاء، دافع وزير الخارجية مايك بومبيو عن تعامل الإدارة مع قتل خاشقجي.


وكرر بومبيو تأكيده بأنه لا يوجد دليل مباشر يربط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بقتل خاشقجي، يوم الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول في القنصلية السعودية بمدينة اسطنبول التركية، رغم تقييم المخابرات المركزية الأمريكية بأنه هو على الأرجح من أصدر الأمر بقتله.

 

ونفت الرياض في البداية علمها باختفاء خاشقجي، ثم قدمت تفسيرات متضاربة، منها أنه قتل في عملية انحرفت عن مسارها.


ترامب يقف بجانب ولي العهد

 

وندد ترامب بقتل خاشقجي، لكنه وقف بجانب ولي العهد السعودي، رغم تقييم المخابرات الأمريكية.


وقال ترامب في مقابلة مع رويترز، الثلاثاء، بالمكتب البيضاوي "إنه زعيم السعودية، وهي حليف جيد جدا".

 

وأدلت مديرة المخابرات جينا هاسبل بإفادة خلف أبواب مغلقة أمام زعماء مجلس النواب، الأربعاء، بشأن مقتل خاشقجي. وسبق أن أدلت بإفادة أمام بعض أعضاء مجلس الشيوخ.

 

وامتنع أعضاء مجلس النواب عن التعليق بأكثر من قولهم إنهم لم يسمعوا شيئا يغير وجهة نظرهم بشأن مقتل خاشقجي.

 

وقال النائب إليوت إنجيل إن لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب ستعقد جلسات بعد بداية العام بشأن كل جوانب السلوك السعودي والعلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة.

 

وأضاف إنجيل الرئيس القادم المرجح للجنة: "السعودية شريك مهم، لكني لا أعتقد أنه يمكننا أن نغض الطرف عندما تطرأ أمور، ونتحدث وكأن شيئا لم يكن".

 

ومن المقرر أن يبحث بومبيو ووزير الدفاع جيم ماتيس مسألة السعودية مع مجلس النواب بكامل أعضائه اليوم الخميس.

 

لكن عدة مشرعين دعوا الكونجرس للفصل بين الصراع في اليمن، والغضب إزاء قتل خاشقجي الذي كان مقيما في الولايات المتحدة، كاتب المقالات في صحيفة واشنطن بوست.

 

وهم يعتبرون السعودية ثقلا موازنا مهما في الشرق الأوسط لإيران العدو اللدود لإسرائيل حليفة الولايات المتحدة الوثيقة. ويرى مسؤولو البيت الأبيض أن دعم السعودية أساسي لخطة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم تكشف إدارة ترامب النقاب عنها بعد.

 

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين، الأربعاء، في القدس، إنه يجب وضع دور الرياض في الشرق الأوسط في الاعتبار عند التعامل مع مصير خاشقجي "المروع".

 

وأضاف نتنياهو للمراسلين الأجانب متحدثا بالإنجليزية: "إذا تزعزع استقرار السعودية، فسيتزعزع استقرار العالم".

التعليقات (0)

خبر عاجل