سياسة عربية

تظاهرات البصرة.. نقص خدمات ظاهرها وصراع سلطة يكتنفها

محتجون يقفون أمام مبنى مجلس محافظة البصرة قبل أن تفرقهم القوات الأمنية- جيتي
محتجون يقفون أمام مبنى مجلس محافظة البصرة قبل أن تفرقهم القوات الأمنية- جيتي

على الرغم من أن حكومة عادل عبد المهدي لم يمض سوى شهرين على انتخابها، فقد عادت تظاهرات البصرة جنوب العراق إلى الواجهة مجددا، والتي قيل إنها كانت إحدى أسباب فقدان سلفه حيدر العبادي للولاية الثانية.


ولعل السؤال الأبرز، هو ما الذي أعاد التظاهرات بقوة إلى البصرة بعد هدوء نسبي شهدته المحافظة الغنية بالنفط في الأشهر القليلة الماضية، حيث كانت قبل ذلك الشرارة الأولى لاشتعال خمس محافظات في وسط وجنوب البلاد.

 

نقص الخدمات


وفي حديث لـ"عربي21" قال النائب عن تيار الحكمة محمد اللكاش إن "نقص الخدمات في البصرة وعدم إيفاء الحكومتين المركزية والاتحادية بالوعد لأهالي المحافظة هو السبب وراء عودة التظاهرات للبصرة".

 

اقرأ أيضا: انتشار أمني كثيف مع تجدد التظاهرات في البصرة (شاهد)

ولفت إلى أن "البعض من هذه التظاهرات يخرج بشكل عفوي بسبب نقص الخدمات، أما البعض الآخر فإنه يريد أن يركب الموجة، ويستغلها سياسيا".


وأوضح اللكاش أن "أهالي المحافظة لم يجنوا شيئا من الوعود، والبصرة تحتاج الكثير، فنأمل من السياسيين جميعا أن يأخذوا في نظر الاعتبار نقص الخدمات لتجاوز هذه العقبة".


وبخصوص نية تيار الحكمة استبدال محافظ البصرة الحالي أسعد العيداني، أكد اللكاش أن "الحكمة، جزء من ائتلاف الإصلاح وهذا الائتلاف يسعى لاستبدال العيداني بشخصية أخرى لأنه لم يقدم شيئا للمحافظة".


وكان من المقرر أن يصوت أعضاء مجلس محافظة البصرة، وعددهم 35، على انتخاب محافظ جديد خلفا للعيداني، الفائز بمقعد في البرلمان، إلا أن الجلسة الاستثنائية لم تعقد جراء عدم اكتمال النصاب القانوني.

 

صراع إرادات


من جهته، رأى المحلل السياسي العراقي الدكتور عدنان التكريتي أن "مظاهرات البصرة ظاهرها الخدمات، وباطنها صراعات عدة، وأداتها المواطن البسيط الذي ملّ من المعاناة وينتظر الخلاص".


وأضاف لـ"عربي21" أن "موقد شرارتها أكثر من جهة، بعضها يحمل لافتة المدنية (ومعه مشروع أمريكي لتغيير المعادلة السياسية على الساحة البصرية) وبالتضاد منه اللافتة التقليدية (العمامة الإيرانية)".

 

اقرأ أيضا: "أمن البصرة" يفرق بالقوة مظاهرة أمام مبنى المحافظة (شاهد)

وبين التكريتي أن "من أوجه الصراع والاقتتال، بوادر انقلاب خفي يقوده زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ليكون خامنئي العراق (أي أنه يأخذ دور الولي الفقيه في حكم البلد)".


وخلص المحلل السياسي العراقي إلى أن "فقدان الخدمات هو الشعار، وتغليب الإرادات هو الأصل، والكل يتصارع للفوز بمغانم هذه الأرض المنكوبة".


وبخصوص الخشية من انتقال التظاهرات لمحافظات أخرى، أعرب عن اعتقاده بأن "البصرة هي نموذج اختبار، فإن نجحت المساعي ربما تنتقل، ولكن التعويل أن إيران قادرة على التماهي بأكثر من وجه للتعامل مع الواقع وللحفاظ على العراق من الضياع".


شهدت محافظة البصرة العراقية، السبت، انتشارا أمنيا كثيفا أمام المبنى الذي حاصره متظاهرون غاضبون أمس، بالتزامن مع تجدد التظاهرات المنددة بالمحافظ أسعد العيداني ورئيس المجلس وليد كيطان.


وأظهر مقطع تناقله نشطاء على مواقع التواصل، وصول أعداد كبيرة من قوات الأمن إلى مبنى مجلس المحافظة وعمل سور أمني يحيط بالمبنى لمنع وصول المحتجين إليه.


وكانت قوات الأمن العراقية قد فرقت، مساء الجمعة، بالقوة، مظاهرة انتظمت أمام مبنى مجلس محافظة البصرة، وذلك عقب إغلاق محتجين بوابة مقر المجلس في محاولة لمنع الأعضاء من الخروج، على خلفية فشلهم في انتخاب محافظ جديد. 

 

اقرأ أيضا: اقتحام فندق يقيم به نائب رئيس وزراء العراق بالبصرة (شاهد)

وقبل أسبوعين اقتحم مئات المتظاهرين الغاضبين، الاثنين، فندقا يقيم فيه نائب رئيس الوزراء العراقي (وزير المالية)، فؤاد حسين، وسط مدينة البصرة جنوبي البلاد؛ احتجاجا على البطالة، بحسب مصدر أمني.


ويُحمّل سكان البصرة، الحكومة المحلية جزءا من المسؤولية في تردي الخدمات العامة في المحافظة التي تعد مركز صناعة النفط في العراق والمنفذ البحري الوحيد.


والبصرة، مهد احتجاجات شعبية متواصلة على نحو متقطع منذ 9 تموز/ سبتمبر الماضي، في محافظات وسط وجنوبي البلاد ذات الغالبية الشيعية، للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وفرص العمل ومحاربة الفساد.

ورافقت بعض من تلك الاحتجاجات أعمال عنف واسعة النطاق خلفت قتلى وجرحى، فضلا عن إحراق مقر القنصلية الإيرانية ومقرات حكومية ومكاتب أحزاب مقربة من إيران.

التعليقات (0)