صحافة دولية

بلومبيرغ: شعار الرياض ارقص واستمتع ولا تنتقد القيادة

حفلات الرقص وأخبار الميزانية تخفي وراءها عاما مظلما للسعودية- بلومبيرغ
حفلات الرقص وأخبار الميزانية تخفي وراءها عاما مظلما للسعودية- بلومبيرغ

نشر موقع "بلومبيرغ نيوز" تقريرا أعدته الكاتبة فيفيان نيريم، تتحدث فيه عن حفلات الرقص وأخبار الميزانية، مشيرة إلى أنها تخفي وراءها عاما مظلما للسعودية.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى حفلة الفنان ديفيد غويتا في مهرجان الفورمولا إي قرب الدرعية، التي رقص فيها الرجال والنساء معا، لافتا إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان قد زار المكان في نهاية الأسبوع، والتقط الصور مع مؤيديه الموالين له، ثم جاءت أخبار الميزانية يوم الثلاثاء وشملت منحا بالمليارات للمواطنين. 

 

وتستدرك نيريم بأن هذا لم يخف ما تعرضت له المملكة في أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي من سمعة سيئة، بشكل دفع بعض السعوديين للتساؤل إن كان المرح هو محاولة لحرف النظر عن التغير في المزاج والرأي العالمي تجاه المملكة.

 

ويؤكد الموقع أن "التغيرات الاجتماعية الحاصلة في السعودية جلبت البهجة وفرصا جديدة للمواطنين، لكنها جاءت بتهديدات خفية: متع نفسك ولا تفكر بتحدي القيادة، فالمرأة مثلا تستطيع قيادة السيارة بعد المنع الطويل عليها، ويمكن الاختلاط بين الرجال والنساء، والاستماع للموسيقى في المقاهي، وهي التي كانت تعد حراما في المملكة المحافظة، لكن أن تعبر عن رأيك بحرية فإن هذا حرام".

 

ويلفت التقرير إلى أنه حل مكان الرؤية المحافظة، والمساحة الضيقة من حرية التعبير، نوع من الوطنية الذي يبجل ولي العهد باعتباره قائد سفينة التغيير، وليس الزعيم المتهور الذي حملته المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" مسؤولية مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول. 

 

وتجد الكاتبة أنه رغم نفي الحكومة السعودية معرفة أو مسؤولية الأمير عن الجريمة، وقيامها بعمليات عزل لقيادات داخل المؤسسة الأمنية، إلا أن ما قامت به الحكومة عزز من الحس العام السائد في البلاد: إما معنا أو ضدنا.

 

وينقل الموقع عن وليد (30 عاما)، قوله في مقابلة مع الصحافية وهو يحتسي القهوة في مقهى في الرياض: "نحن مستهدفون، ولدينا عدو متخيل والكل يكرهنا"، وأضاف وليد، الذي امتنع عن ذكر اسمه بالكامل مثل كل من قابلتهم، أنه "متفائل لكن الإشارات الحالية سيئة ونحن نعيش في وهم". 

 

ويفيد التقرير بأنه بسبب توطيد ابن سلمان حكمه بدعم من والده وحلفاء المملكة في الخارج، فإن الرواية الرسمية والوحيدة السائدة في المملكة أصبحت أن ابن سلمان هو من سيقوم بتحويل المملكة، وقال الأمير إن سحق المعارضة هو ثمن قطع جذور التطرف، وتعزيز التغيير دون إثارة حرب أهلية، مشيرا إلى أنه سجن المعارضين السياسيين والقادة الدينيين الذين اتهمهم بالخيانة، وقاد حملة باسم مكافحة الفساد، سجن فيها أمراء ورجال أعمال احتجزهم لأشهر في فندق ريتز كارلتون قبل افتتاحه في شباط/ فبراير هذا العام. 

 

وتقول نيريم إن الحكومة نظمت سلسلة من الحفلات الموسيقية إلى جانب سباق الفورمولا إي، الذي عقد في الدرعية، ومزجت فيه الأغاني بين الوطنية والرقص، فيما كشفت النساء عن سياراتهن الرياضية، أما الشرطة الدينية فلم تكن موجودة، مشيرة إلى أنه عندما قام غويتا بعزف أغنية "عاش سلمان" انتفض الحضور بالهتاف والتصفيق. 

 

وينوه الموقع إلى أن ألف سائح أجنبي زاروا البلد بناء على تأشيرات خاصة لحضور المهرجانات، فيما هناك من جاء بناء على دعوات من الحكومة، وكانوا أول من دخل السعودية حيث يسمح الرقص والاختلاط. 

 

ويورد التقرير عن المحلل السعودي محمد اليحيى، قوله: "تغير المجتمع السعودي.. لم تعد الافتراضات القديمة عن السعودية قائمة"، فيما قدمت بعض الصحف السعودية سباق السيارات الكهربائية الرياضية على أنه هدية من ولي العهد، أو كما جاء في "أراب نيوز": "السعودية تتسابق إلى المستقبل". 

 

وتذكر الكاتبة أن المعلق في صحيفة "نيويورك تايمز" نيكولاس كريستوف، كتب مقالا تحت عنوان: "لهذا سألت السعوديين عن ولي عهدهم القاتل المجنون"، تم وضعه في صحيفة "عكاظ" على أنه "قصيدة" مدح بالأمير، وجاء عنوانه: "صحافي أمريكي بعد زيارته إلى الدرعية: السعوديون راضون عن ولي عهدهم والدعم له حقيقي".

 

ويذهب الموقع إلى أنه "في ظل غياب الاستطلاعات داخل السعودية فإنه من الصعب معرفة إن كان السعوديون راضين فعلا عن محمد بن سلمان، أم أن الأصوات المعارضة اختفت تحت الأرض، وحتى قبل الإعلان عن خطة التغيير في السعودية انقسم السعوديون حول تخفيف القيود الاجتماعية، وعبر عدد ممن تمت مقابلتهم عن انزعاجهم من الانتهاكات الأخلاقية التي تمت في الحفلات، فيما شعر آخرون مثل فهد (19 عاما) بالتناقض الداخلي، فمع استمتاعه بالحفل، إلا أنه تركه يشعر بالذنب، خاصة عند مشاهدته الرجال والنساء يرقصون معا، وقال لو (كان لدي الخيار لمنعته)". 

 

وينقل التقرير عن وجدان (28 عاما)، وهي منقبة، قولها إن الأخلاق الوطنية يتم تشكيلها للنخبة الليبرالية وليس لأناس مثلها، مشيرة إلى أنها عندما تحسرت على تغيير الثقافة والهوية والأيديولوجية في تعليقات على وسائل التواصل، فإنها واجهت هجوما حادا من مؤيدي محمد بن سلمان، و"كأن أي هجوم وحتى انتقاد له مساو للخيانة". 

 

وتبين الكاتبة أن بعض السعوديين عبروا في أحاديثهم الخاصة عن موقف مختلف من الحفلات، التي يرون أنها فارغة في ظل الحريات المحدودة، التي تم قمعها، وفي ظل وضع اقتصادي غير جيد، وانخفاض أسعار النفط، بعد اغتيال خاشقجي. 

 

ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى أن الحفلات الموسيقية، التي غنى فيها الأجانب، تبدو مثل حملة علاقات عامة تهدف إلى جذب التغطية الإعلامية الخارجية، وتقول "انظروا إلينا لقد تغيرنا".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

0
التعليقات (0)