صحافة دولية

التايمز: لهذا يُعد قرار ترامب بالانسحاب من سوريا خطأ فادحا

التايمز: قرار ترامب يضعف حلفاء الولايات المتحدة ويعد إهانة لهم- جيتي
التايمز: قرار ترامب يضعف حلفاء الولايات المتحدة ويعد إهانة لهم- جيتي

اعتبرت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها، الانسحاب الأمريكي من سوريا قرارا خاطئا، مشيرة إلى أن قرار الرئيس دونالد ترامب يضعف حلفاء الولايات المتحدة. 

 

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إنه "خطأ فادح في الحكم"، مشيرة إلى أن إعلان دونالد ترامب عن سحب القوات يوم الأربعاء عبر "تويتر"، فاجأ كلا من وزارة الخارجية والدفاع، وكشف عن فشل مثير للقلق في الاتصالات مع القيادة العسكرية. 

 

وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي اتخذ القرار دون أن يخبر بريطانيا وفرنسا، الدولتين الحليفتين له، اللتين تحتفظان بقوات في سوريا، وتعملان عن قرب مع القوات الأمريكية، "ما يكشف عن إهانة وقلة احترام لأصدقاء الولايات المتحدة". 

 

وتلفت الافتتاحية إلى أن الرئيس برر سحبه للقوات على خلفية "هزيمة تنظيم الدولة في سوريا، وهو السبب الذي كانت من أجله هناك في أثناء إدارة ترامب".

 

وتعلق الصحيفة قائلة: "صحيح أن الرئيس جعل من شعار حملته الانتخابية سحب القوات من سوريا، وأكد ذلك هذا العام، إلا أن قلة تعتقد أن التهديد من تنظيم الدولة قد انتهى، فلا يزال زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، حرا طليقا في سوريا، فيما ناقض ترامب نفسه يوم أمس عندما قال إن (روسيا وإيران وسوريا وغيرهم الكثيرين، ليسوا راضين عن سحب القوات الأمريكية لأنهم سيقاتلون تنظيم الدولة وغيرهم الذين يكرهونهم دوننا)". 

 

وتفيد الافتتاحية بأن هزيمة تنظيم الدولة ليس هو الهدف الرئيسي للأمريكيين في سوريا، فقد تحدث المسؤولون الأمريكيون عن إخراج القوات الإيرانية من هناك، والتأكد من عملية انتقال سياسي دون الأسد، مشيرة إلى أن "ترامب تخلى بقراره هذا عن كلا الهدفين، فستظل القوات الإيرانية هناك، فيما لن تستطيع الولايات المتحدة التأثير على العملية السياسية ومستقبل سوريا". 

 

وترى الصحيفة أن "الرابحين الرئيسيين من هذا القرار هم الروس والإيرانيون ونظام الأسد، وهم منافسو أمريكا، بالإضافة إلى أن عضو الناتو وحليفة أمريكا تركيا رابحة أيضا، فالقوات التي تدربها القوات الأمريكية وتعمل معها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، الذي تعده تركيا جماعة إرهابية، ولدى الرئيس رجب طيب أردوغان يد حرة، حيث وعد رئيس هيئة الأركان المشتركة التركي بدفن الأكراد في خنادقهم في غضون أسابيع". 

 

وتجد الافتتاحية أنه "ليس غريبا أن يأتي قرار ترامب بعد مكالمة الجمعة الماضية مع أردوغان، وأعلن الرئيس الأمريكي عن الموافقة على صفقة صواريخ باتريوت، وقال البيت الأبيض إنهما ناقشا إمكانية ترحيل رجل الدين التركي فتح الله غولن المنفي في أمريكا". 

 

وتذهب الصحيفة إلى أن "ما سيحدث للأكراد هو سؤال مفتوح، ففي حال قيام أردوغان بتنفيذ تهديده، وشن حملة على الأكراد، الذين يتراوح عدد مقاتليهم ما بين 30 ألف مقاتل إلى 60 ألفا، ولا يتناسب هذا العدد مع العدد الأكبر من القوات التركية، فقد لا يجدون أي مخرج إلا التحالف مع الأسد، وهذا يعني التخلي عن حلم الاستقلال عن بقية سوريا؛ نظرا لغياب القوة الأمريكية، ما سيؤكد في النهاية سيطرة الأسد على بقية سوريا، ويقوي من يد حليفه فلاديمير بوتين".

 

وتبين الافتتاحية أن "من الخاسرين أيضا إسرائيل، التي ستجد نفسها أمام وجود إيراني في سوريا، وسيشعر الحلفاء في المنطقة بالقلق بسبب تخلي ترامب عن سوريا والنفوذ لتوجيه دفتها نحو المستقبل". 

 

وتؤكد الصحيفة أن "الخروج الأمريكي من سوريا سيفرض أسئلة على بريطانيا، التي تحتفظ بقوات هناك، وقالت إنها ستواصل البقاء في البلاد، فما هو الهدف؟".

 

وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إن "هذا الانسحاب يعد إهانة، لكنه بالتأكيد ليس الأعظم أو الأخير الذي سيعانيه حلفاء أمريكا".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)