صحافة دولية

لوس أنجلوس تايمز: حالة أمريكي مضرب عن الطعام بمصر خطيرة

عائلة قاسم ومحاموه يتطلعون إلى زيارة بومبيو للضغط للإفراج عنه عندما يزور القاهرة- لوس أنجلوس تايمز
عائلة قاسم ومحاموه يتطلعون إلى زيارة بومبيو للضغط للإفراج عنه عندما يزور القاهرة- لوس أنجلوس تايمز

نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرا أعده سلامة إسلام، يقول فيه إن أمريكيا أضرب عن الطعام في سجن مصري وصل "إلى وضع خطير". 

 

ويشير التقرير، الذي أعده ترجمته "عربي21"، إلى أن عائلة المواطن الأمريكي المضرب عن الطعام، حثت وزير الخارجية مايك بومبيو على استخدام زيارته المقبلة إلى القاهرة بالضغط على السلطات المصرية للإفراج عن الرجل قبل فوات الآوان.

 

ويلفت الكاتب إلى أن مصطفى قاسم (53 عاما)، وهو بائع قطع السيارات من لونغ أيلاند في نيويورك، قرر رفض الطعام ويعيش على  السوائل منذ صدور الحكم عليه في 8 أيلول/ سبتمبر 2018  في محاكمة جماعية، حيث أصدر قاض حكما بسجنه لمدة 15 عاما، واحتج بأنه لم يرتكب أي شيء. 

 

وتنقل الصحيفة عن صهره مصطفى أحمد، قوله إن قاسم، الذي يحمل الجنسية المزدوجة المصرية الأمريكية، قرر "إما الخروج حرا أو في صندوق" أي ميتا. 

 

وينوه التقرير إلى أن قاسم قد اعتقل في عام 2013، عندما قدم جواز سفره للشرطة، مشيرا إلى أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس ووزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون طرحا قضية قاسم مع الرئيس المصري  عبد الفتاح السيسي قبل صدور الحكم عليه. 

 

ويقول إسلام إنه مع تردي صحة قاسم بمرور كل دقيقة، فإن عائلته ومحاميه يتطلعون إلى زيارة بومبيو من أجل الضغط للإفراج عنه عندما يزور القاهرة هذا الشهر. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن محاميته في أمريكا بارفين ماديراجو، قولها إنه "يخسر وزنه ويتساقط شعره الآن بسبب نقص التغذية.. حتى أطباء السجون يقولون إنه تجاوز المرحلة التي تتأثر فيها صحته بشكل خطير بسبب الإضراب عن الطعام". 

 

وينقل التقرير عن شقيقته إيمان قاسم، المقيمة في نيويورك، قولها إن العائلة حاولت إقناعه بالعدول عن إضرابه، "وحاولنا إقناعه بتناول الطعام  لكنه رفض"، وهو مصمم على أنه لو لم تطلق السلطات سراحه  "فإنه سيواصل إضرابه حتى يموت، لا قدر الله".  

 

ويورد الكاتب نقلا عن صهره أحمد، قوله إن المسؤولين في السجن يعرضون حياة قاسم للخطر، خاصة أنه يعاني من مرض السكري، فئة "2"، وذلك من خلال إجباره على تناول عصائر الفواكه بدلا من عصائر الخضراوات. 

 

وتفيد الصحيفة بأن قاسم اعتقل في 14 آب/ أغسطس 2013، عندما قامت قوات الأمن بمداهمة ميدان رابعة، حيث تجمع المتظاهرون المؤيدون للرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي أطاح به الجيش قبل ستة أسابيع، مشيرة إلى أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" قدرت مقتل أكثر من ثمانمئة شخص في هذه العملية.

 

وبحسب التقرير، فإن صهره، الذي كان معه، أكد أن قاسم لم يكن مشاركا في الاجتجاجات، وأنه كان في زيارة لعائلته، حيث ذهب إلى مركز تسوق قريب من الميدان لتغيير العملة قبل سفره إلى الولايات المتحدة، وعندما عاد الرجلان إلى سيارتهما وجدا أن الفوضى قد انتشرت، وبعدما طلب الأمن منه تقديم هوية أخرج قاسم جواز سفره، وعندها تعرض للضرب واعتقل، وتمت محاكمة قاسم مع عدد من داعمي حركة الإخوان المسلمين المحظورة في قضية وصفتها منظمة أمنستي بأنها "سخرية صارخة من العدالة"، حيث حكم على 75 من 739 متهما، بمن فيهم قادة في الجماعة. 

 

وينقل إسلام عن محاميته الأمريكية، قولها إن فريق المحاماة يحاول الإفراج عنه، وأضافت ماديراجو: "ينتظر استئناف النظر في الحكم عليه، وقد يحتاج إلى أشهر، إن لم تكن سنوات، حتى يصل إلى النظام القانوني، وليس لدى مصطفى الوقت الكافي للانتظار، وأرسلنا مذكرات إلى الأمم المتحدة في محاولة للفت النظرإلى الحالة"، في إشارة إلى النظام القضائي في المنظمة الدولية، الذي يعمل فيه خبراء في القانون.

 

وتذكر الصحيفة أن قاسم قدم قبل أكثر من عام للتخلي عن جنسيته المصرية، بناء على نصيحة فريقه القانوني والخارجية، ولا يزال ينتظر، لافتة إلى أنه تم ترحيل مصري أمريكي، وهو محمد سلطان إلى الولايات المتحدة عام 2015، بعدما تخلى عن جنسيته المصرية، وبناء على مرسوم رئاسي صدر قبل ذلك بعام سمح بترحيل المواطنين الأجانب ممن اتهموا أو حكم عليهم. 

 

وينقل التقرير عن محاميته الأمريكية، قولها إن السلطات الأمريكية زادت من ضغوطها في قضية قاسم، إلا أنها لم تستخدم ورقة النفوذ بشكل كامل، فقبل الحكم على قاسم أخبرت وزارة الخارجية الكونغرس أن بومبيو وقع استثناء للأمن القومي يقضي بالإفراج عن 1.2 مليار دولار كمساعدة عسكرية لمصر، وقالت الخارجية إن لديها قلقا من سجل حقوق الإنسان في مصر، لكن التعاون مع هذا البلد يعد مهما للأمن القومي الأمريكي، مشيرا إلى أن الرئيس دونالد ترامب استقبل السيسي في واشنطن عام 2017، حيث قال إنه قام بعمل رائع، وهنأه في نيسان/ أبريل 2018 بعد فوزه في الانتخابات. 

 

ويورد الكاتب نقلا عن مسؤول برنامج الديمقراطية في الشرق الأوسط، والمدير السابق للشؤون العسكرية المصرية في مجلس الأمن القومي أندرو ميلر، قوله: "أشعر أن إدارة ترامب طرحت وبشكل مستمر قضية قاسم، لكن الإدارة ليست مستعدة للتأثير على مجمل العلاقات لو لم يتم الإفراج عن قاسم"، وأضاف ميلر: "بإضراب قاسم عن الطعام، نأمل أن تؤدي حالته إلى لفت النظر من الإدارة والكونغرس"، وتابع ميلر أن بومبيو سيقوم بطرح موضوعه مع السيسي؛ لأن الفشل يعني بأن الإدارة غير مهتمة بمصيره.

 

وتبين الصحيفة أنه في رد من ممثل الخارجية، وإن كان بومبيو سيطرح موضوع قاسم في زيارته إلى القاهرة، فإنه قال: "نحن قلقون بشكل شديد، فهو مواطن أمريكي، وتم طرح قضيته بشكل مستمر مع الحكومة المصرية". 

 

وتختم "لوس أنجلوس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول شقيقة قاسم إنه يعرف بزيارة بومبيو، ويأمل بأن يفرج عنه، لكن حالته خطيرة، كما تقول إيمان قاسم.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)