طب وصحة

ميديكال إكسبرس: فحص للتنفس يكشف عن سرطانات مختلفة

ميديكال إكسبرس: بدأت التجارب السريرية لتطوير اختبار التنفس لعدة أنواع من السرطان- جيتي
ميديكال إكسبرس: بدأت التجارب السريرية لتطوير اختبار التنفس لعدة أنواع من السرطان- جيتي

نشر موقع "ميديكال إكسبرس" تقريرا حول بدء التجارب السريرية على فحص للنفس، يتم فيه تحليل جزيئات قد تشكل مؤشرا على وجود السرطان في بداياته.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا الفحص يعد الأول من نوعه الذي يبحث عن أنواع مختلفة من السرطان، لافتا إلى أن هناك فرصا كبيرة لتوظيف هذا الفحص الخارجي للتعرف على ماذا يحصل في الجسم، ويساعد على التشخيص المبكر للسرطان، حيث يكون احتمال العلاج أكثر فعالية. 

ويلفت الموقع إلى أن مركز كامبريدج لأبحاث السرطان يقوم بإجراء هذه التجربة التي تكشف عن السرطانات المختلفة، من خلال فحص التنفس، بالتعاون مع شركة "أولستون ميديكال"، التي توفر التكنولوجيا لفحص عينات النفس، ويتم أخذ عينات التنفس من المتطوعين في التجربة لفحص وجود جزيئات ذات رائحة تسمى مركبات عضوية متطايرة (VOCs). 

وينقل التقرير عن البروفيسورة ربيكا فتزجيرالد، التي تقود فريق البحث في مركز كامبريدج لأبحاث السرطان، قولها: "نحتاج أن نطور أدوات جديدة بشكل عاجل، مثل فحص التنفس، التي قد تساعدنا في الكشف عن السرطان وتشخيصه في وقت أبكر، ما يعطي المرضى فرصة أكبر في التشافي من مرضهم". 

وأضافت فتزجيرالد: "نأمل أن نكتشف من خلال هذه التجربة السريرية البصمات التي نحتاجها للكشف عن السرطانات في وقت أبكر، فهي الخطوة الضرورية القادمة لتطوير هذه التكنولوجيا، فتكنولوجيا (أولستون ميديكال) لفحص عينات التنفس هي الأولى التي تفحص لعدة أنواع من السرطان، التي قد تؤدي إلى فحص تنفس شامل".

ويبين الموقع أنه عندما تقوم الخلايا بتفاعلات بيوكيماوية، كجزء من عمليات التمثيل الغذائي، فإنها تنتج مجموعة من المركبات العضوية المتطايرة، وإن تغيرت عملية التمثيل الغذائي بسبب السرطان وغير ذلك من الأعراض، فإن الخلايا تصدر نموذجا آخر من المركبات العضوية المتطايرة، مشيرا إلى أن الباحثين يهدفون إلى التعرف على النماذج المختلفة باستخدام تكنولوجيا "أولستون ميديكال" لعينات النفس. 

ويذكر التقرير أن الباحثين في التجربة سيقومون بجمع 1500 عينة من أشخاص، بمن فيهم أشخاص أصحاء لضبط التجربة، حيث سيتم تحليل المركبات العضوية المتطايرة في التنفس؛ للبحث إن كان بالإمكان الكشف عن مؤشرات لأنواع مختلفة من السرطان، لافتا إلى أن التجربة السريرية ستبدأ مع مرضى يشك بأن لديهم سرطان المريء أو المعدة، ثم تمتد إلى أشخاص يشك بأن لديهم سرطان البروستات أو الكلى أو المثانة أو الكبد أو البنكرياس في الأشهر القادمة. 

ويفيد الموقع بأن القائمين على التجربة يحاولون الحصول على متطوعين من مستشفى إدينبروك في كامبريدج تم تحويلهم من أطبائهم للشك في إصابتهم بهذه الأنواع من السرطان، وسيتم فحص عينات من نفسهم قبل خضوعهم للفحوصات الأخرى، فيما سيقوم المرضى بالتنفس لمدة عشر دقائق في الجهاز لجمع العينة، التي سيتم تحليلها لاحقا في مختبر "أولستون ميديكال" لعينات النفس في كامبريدج.

ويجد التقرير أنه من خلال دراسة أنواع مختلفة من السرطان، فإن هذا البحث سيساعد على التحليل المعمق إن كانت مؤشرات السرطانات المختلفة متشابهة أم مختلفة، مشيرا إلى أن بعض الأشخاص سيشخصون بالإصابة بالسرطان، وستتم مقارنة عيناتهم بالعينات المأخوذة من الأشخاص غير المصابين بالسرطان.

ويقول الموقع إنه إذا أثبتت هذه التكنولوجيا نجاحها في التعرف على السرطان بدقة، فإن القائمين عليها يأملون أن يعمم استخدامها في عيادات الأطباء العامين؛ ليقرروا تحويل المرضى لإجراء مزيد من الفحوص أم لا.

ويورد التقرير نقلا عن المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لشركة "أولستون ميديكال" بيلي بويل، قوله: "هناك فرص متزايدة لاستخدام فحوص التنفس للمساعدة في التشخيص، تضاف إلى فحوص الدم والبول لمساعدة الأطباء في الكشف عن الأمراض وعلاجهاـ وفكرة أن يقوم فحص خارجي كهذا بإعطاء فكرة كاملة عن الوضع الصحي للجسد كاملا فكرة قويةـ وقد تساعد في التخفيف من الألم الذي تنطوي عليه الفحوص الأخرى".

وأضاف بويل: "أثبتت التكنولوجيا التي قدمناها فعاليتها في اكتشاف المركبات العضوية المتطايرة في التنفس، ونفتخر بأن نعمل مع جمعية ابحاث السرطان في المملكة المتحدة، في الوقت الذي نأمل فيه بتطبيق ما توصلنا إليه في جانب مهم من كشف عدة أنواع من السرطان في مرحلة مبكرة لدى المرضى". 

وينوه الموقع إلى أنه يتم تشخيص حوالي نصف حالات السرطان في مرحلة متأخرة في إنجلترا، وهذا يبرز أهمية التشخيص المبكر، خاصة لأمراض مثل سرطان المريء، الذي يعيش 12% فقط من المصابين به لمدة 10 سنوات أو أكثر.

وبحسب التقرير، فإن نريبيكا كولدريك، البالغة من العمر 54 عاما، من كامبريدج، تم تشخيصها في الثلاثينيات من عمرها بالإصابة بمرض حؤول باريت، الذي يصيب المريء، تتحول فيه الخلايا التي تبطن المريء إلى خلايا غير طبيعية بسبب ارتداد الأحماض، الذي يتحول أحيانا إلى سرطان المريء.

وينقل الموقع عن ريبيكا، قولها: "قبل حوالي 20 عاما أصبحت أعاني من الحموضة، وعشت على دواء (جافيسكون) وغيره من أدوية الحموضة. ذهبت الى الأطباء، وتم تشخيص حالتي بعدها بقليل بالإصابة بحؤول باريت، ويجب علي أن أخضع كل عامين لعملية تنظير للمريء لمراقبة حالتي".

ويبين التقرير أن مراقبة المرضى ذوي الاحتمال العالي للإصابة بالسرطان، مثل سرطان المريء، تحتاج في العادة لعمليات مؤلمة للمرضى، الذين قد لا يتطور المرض لديهم، مشيرا إلى أن ريبيكا قررت المشاركة في تجربة الكشف المبكرة عن السرطان من خلال فحص النفس، ففحص خارجي من هذا النوع قد يساعد في المستقبل على تحديد الأشخاص الأكثر احتمالا بالإصابة بسرطان المريء وأولئك الأقل احتمالا للإصابة بالمرض.

وتقول ريبيكا: "كنت سعيدة بالمشاركة في التجربة، وأريد أن أساعد البحث بأي طريقة، في البداية خشيت أن أشعر بالاختناق من لبس الكمامة، لكن هذا لم يحصل أبدا.. وتم الفحص بسرعة دون ألم.. أعتقد أنه كلما زادت الأبحاث لمراقبة حالات المرضى مثلي، وكانت الفحوص المطورة أكثر رفقا، كان ذلك أفضل".

ويورد الموقع نقلا عن رئيس أبحاث الكشف المبكر في جمعية أبحاث السرطان في المملكة المتحدة الدكتور ديفيد كروسبي، قوله: "تكنولوجيا مثل فحص النفس هذه لها قابلية أن تحدث ثورة في الطريقة التي نقوم بها بتشخيص السرطان في المستقبل".

وأضاف: "أبحاث الكشف المبكر (عن السرطان) واجهت تاريخيا نقصا في التمويل، وفي اهتمام قطاع الصناعات، وهذا العمل يشكل مثالا ساطعا لالتزام جمعية أبحاث السرطان في المملكة المتحدة لعكس هذا التوجه لتحقيق تقدم في تشخيص السرطان في مراحله الأولى".

ويختم "ميديكال إكسبرس" تقريره بالإشارة إلى أنه لإدراك أهمية التشخيص المبكر لتحسين فرص البقاء، فإن جمعية أبحاث السرطان في المملكة المتحدة جعلت البحث في هذا الجانب من أولوياتها، وستستثمر أكثر من 20 مليون جنيه إسترليني سنويا في أبحاث الكشف المبكر عن السرطان مع حلول عام 2019. 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)