صحافة دولية

واشنطن بوست: لماذا حجبت السعودية موقع رصيف22؟

واشنطن بوست: السعودية حجبت موقع "رصيف22" بسبب منحه منبرا لخاشقجي- جيتي
واشنطن بوست: السعودية حجبت موقع "رصيف22" بسبب منحه منبرا لخاشقجي- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا لمحرر وناشر موقع "رصيف 22" كريم سقا، يتحدث فيه عن سبب حجب السعزدية لموقعه.

ويشير سقا في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن السعودية حجبت موقعه بسبب منحه منبرا للصحافي الراحل جمال خاشقجي.

 

ويلفت الكاتب إلى ثورات الربيع العربي، التي اندلعت قبل ثمانية أعوام، حيث خرج الرجال والنساء في أنحاء العالم العربي كلها، للمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. 

 

ويقول سقا إن "الإقطاعيات العربية، التي قاومت هويات ما بعد الاستعمار، لم تستطع إخماد المطالب التي طالب بها جيل الفضائيات والإنترنت، فقد ظل الحكام العرب، ولعقود، ملاك الخطوط العامة للديكتاتورية، وفشلوا في استبدال حقهم المقدس للبقاء في السلطة". 

 

وينوه الكاتب إلى فكرة "رصيف22" ولدت من رحم الأحداث وآمال الربيع العربي، بصفته مساحة على الإنترنت لمن يريدون معرفة ما يجري حولهم، وبعد ستة أعوام من ولادة هذه الفكرة ومقرها في لبنان، فإنه أصبح لديه 12 مليون متابع في العام وحول العالم العربي. 

 

ويفيد سقا بأن "150 كاتبا يسهمون في (رصيف22)، وأصبح له متابعون بين القراء الذين يريدون رؤية تحطم الأساطير التي مزقت العالم العربي، بناء على الخطوط الإثنية والعرقية، ولدى الموقع قراء يؤمنون بوعود وموهبة العقل العربي، واكتشفوا قبح الاستبداد، خاصة كراهية المرأة، وعبث الحكام بالوكالة والحروب". 

 

ويقول الكاتب إن "جمال خاشقجي كان واحدا من عدد كبير من الصحافيين الذين تعاونوا مع الموقع، فقبل سبعة أشهر من مقتله، أصبح مساهما منتظما في الموقع، وكان واعيا أن ما يكتبه يقرأ بعناية في الرياض، وكتب خاشقجي بوعي من يعتقد أن كلمات قليلة يمكنها تغيير مسار الصحافة والخطاب الشعبي، وقد تؤدي إلى سجن ناشر أو أسوأ، وكانت مشاركاته في (رصيف22) بناءة ودعمت بعضا من ملامح رؤية 2030، التي أعلن عنها محمد بن سلمان للسعودية". 

 

ويفيد سقا بأن "خاشقجي تحدث من (منتدى أوسلو للحرية) للعالم العربي كله عن قيمة الحرية، وفي مقال ثان عبر عن مخاوف من السجن، وعبر عن خيبة أمله من وضع حقوق الإنسان في العالم العربي، وكتب عن اضطرابات ما بعد الصدمة، وخاف على الصحافيين والمفكرين والأئمة الذين قد يستيقظون في السجن". 

 

ويشير الكاتب إلى أنه "في كانون الأول/ ديسمبر 2018، ونظرا لردة الفعل غير المسبوقة على اغتيال خاشقجي في اسطنبول أمرت مفوضية الاتصالات والمعلومات التكنولوجية السعودية بحجب (رصيف22)، وكان الموقع واحدا من المواقع العربية التي تم حجبها، ما يعني خسارة سوق ديناميكي ومربح". 

 

ويلفت سقا إلى ما قام به الموقع وخلال السنوات الماضية من تغطية النشاط في السعودية، ومقابلة الناشطين الذين اعتقلوا الآن، أو أنهم تحت الإقامة الجبرية، "الذين قدموا بشجاعة تاريخ النزاع في المنطقة، وذهبنا أبعد من هذا، وقمنا بتغطية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، الموضوع المحرم تناوله في الإعلام المحلي".

 

وينوه الكاتب إلى أن "حدود التعبير أصبحت ضيقة، والأنظمة تشعر بالخوف والتوتر، وتقوم عدة أنظمة عربية بتشريعات لتضييق التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي بناء على أوامر الحكام". 

 

ويذكر سقا أن السعودية لم تكن هي الوحيدة التي منعت "رصيف22"، فقد منعت مصر الموقع بعد نشر مقال عن التنافس بين الأجهزة الأمنية للتأثير على الإعلام، بالإضافة إلى أن مصر منعت الدخول إلى 500 موقع رأت فيها غير مرغوبة، بما فيها مواقع محلية. 

 

ويستدرك الكاتب بأنه رغم القيود التي تستخدمها الحكومات لمنع الدخول للمواقع، إلا أن المواقع الوكيلة والمتصفحات على "غوغل" و"يوتيوب" أدت إلى تخفيف حدة السيطرة الحكومية، و"لو توفرت مقالات (فيسبوك إنستانت)  للناشرين العرب فسيكون القارئ العربي قادرا على قراءتها". 

 

ويتحدث سقا عن غياب الإعلام العربي المستقل، خاصة أن الإعلام الجديد ينظر إليه على أنه عميل أجنبي، وبأجندات خطيرة، مشيرا إلى أنه عادة ما يتم التعامل مع الصحافة الاستقصائية، سواء عن الفساد أو الأقليات، من خلال نظرة التخوين والتكفير. 

ويقول الكاتب إن "الصحافيين يظلون في حالة خوف من الهجمات والسجن، حتى بعد إغلاق المؤسسات التي يعملون فيها". 

 

ويختم سقا مقاله بالقول إن "الإعلام العربي المستقل يظل التهديد الذي تخشى منه الحكومات العربية: مستقبل أكثر تسامحا، ومجتمعات مفتوحة، والديمقراطية ليست جريمة، ولا يحتاج الناس لحكامهم ليكونوا رعاة لهم".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
مصري
الجمعة، 04-01-2019 11:55 ص
لولا الغرب القذر و تغافل الشعوب العربية لسقطت تلك النظم العميلة الخائنه و لكن الدوام لله وحده و من لم يري العبرة في سقوط مجنون ليبيا فما له من عقل و لا وعي .