ملفات وتقارير

مناورات عسكرية للبوليساريو تستنفر جيش المغرب

أكد الفاتيحي أن "المغرب له مشروع، ولا يمكن بالمطلق أن يدخل في استفزازات لا تحكمها العقلانية والواقعية" - فيسبوك
أكد الفاتيحي أن "المغرب له مشروع، ولا يمكن بالمطلق أن يدخل في استفزازات لا تحكمها العقلانية والواقعية" - فيسبوك

كشفت وسائل إعلام مغربية أن الجيش المغربي رفع من درجة اليقظة والاستنفار، بعد أن أجرت جبهة البوليساريو مناورات عسكرية، أول أمس الأحد، بالقطاع الشمالي بمنطقة أمهيريز، بحضور زعيم الجبهة، إبراهيم غالي وأعضاء ما يسمى بـ"الأمانة الوطنية والحكومة ووفود من المؤسسات الوطنية ومن المناطق المحتلة".

مناورات عسكرية
وأجرت البوليساريو، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الصحراوية التابعة لها، بمنطقة أمهيريز مناورة عسكرية استمرت لعدة ساعات تمت بقطاع الناحية العسكرية الرابعة ونفذتها وحدات من مقاتلي الناحية من مشاة محمولة، ووحدات الدفاع الجوي، والهندسة، ووحدات الإمداد والإسناد المختلفة.


ولفتت وكالة الجبهة إلى أن الهدف من تنفيذ مثل هذه التمارين القتالية هو "تدريب الوحدات والأفراد على أعمال قتالية قريبة من الواقع، فضلا عن اختبار الجاهزية القتالية للوحدات ومدى قدرتها على تنفيذ المهام بالدقة المطلوبة"، وفق تعبيرها.

رفع درجة اليقظة
صحيفة "المساء" المغربية، ذكرت، الثلاثاء، أن القمر الصناعي العسكري الذي دشنه المغرب، أخيرا، صور مناورات عسكرية لجبهة البوليساريو، ما عجل بإصدار تعليمات لوحدات الجيش المغربي برفع درجة اليقظة والاستنفار، خاصة بعد أن تبين أن المناورات تمت بقطاع الناحية العسكرية الرابعة ونفذتها وحدات من القطاع الشمالي من مشاة محمولة، ووحدات الدفاع الجوي والهندسة، ووحدات الإمداد والإسناد المختلفة لجبهة البوليساريو.

ووقف مسؤولون عسكريون على مناورات للجيش المغربي بمناطق متاخمة لخطوط التماس، وجرى توجيه تعليمات لوحدات الجيش بإعلان التعبئة من طرف القوات المسلحة الملكية على الحدود الجنوبية للمملكة للتصدي لأي تحركات مشبوهة لمليشيات البوليساريو المسلحة.

ولفتت الصحيفة إلى إصدار تعليمات جديدة لوحدات الجيش المغربي بكل من منطقة بئر كندوز، وتشلا وأوسرد، بالرد الحازم على أي استفزاز تقدم عليه مليشيات البوليساريو من حين لآخر على طول الحدود بين المغرب وموريتانيا.

 

اقرأ أيضاالسفير الروسي بالمغرب: أزمة الصحراء يجب أن تحل برعاية أممية

وبدأت الاستعدادات لمناورات كبيرة للجيش المغربي، ستقام على بعد كيلومترات من الجدار الأمني العازل وستشارك فيها أسلحة ثقيلة وطائرات اقتناها المغرب، السنة الماضية، من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والصين، حيث تم نقل إلى المطار العسكري بالداخلة مجموعة من طائرات الميراج والمروحيات والمصفحات والدبابات ومئات العسكريين، الذين تخرجوا حديثا من المدارس العسكرية بعدد من المدن المغربية.

المغرب لن ينخرط في الاستفزازات
تعليقا على استفزازات جبهة البوليساريو، أكد الخبير المغربي في شؤون منطقة الصحراء والساحل، عبد الفتاح الفاتيحي، أن المغرب "يتبع سياسة هادئة وحكيمة، وهذا الأمر لا يمنعه في أن يقدم مذكرة بخصوص هذه الاستفزازات والمناورات التي قامت بها البوليساريو في خرق سافر لقرارات مجلس الأمن الدولي، وطبعا على ضوئها يمكن أن يكوِّن انطباعات أو قناعات بالتوافق مع حلفائه مع الدول الكبرى، لاسيما دول الأعضاء في مجلس الأمن بخصوص مستقبل أي مباحثات وبخصوص سياق الدخول في مباحثات مستقبلية".

وشدد الفاتيحي في تصريح لـ"عربي21" على أن المغرب يتبع إجراءات مسطرية وفق قواعد دولية ووفق قرارات مجلس الأمن، وحضوره كدولة ساهمت في تعزيز  الاستقرار والأمن في المنطقة، مشيرا إلى أن المملكة أحاطت مجلس الأمن والمبعوث الأممي للصحراء، هورست كولر، باستفزازات البوليساريو، لافتا إلى أن القرار السيادي للمغرب سيبقى طالما أن الأمم المتحدة مسؤولة عن الإشراف على تنفيذ القرار الأخير لمجلس الأمن، مؤكدا أن "المغرب ينسجم مع قرارات الدولية خلافا لجبهة البوليساريو وحلفائها".

وحول ما تم تداوله في وسائل الإعلام المغربية من استنفار الجيش المغربي للرد على مناورات البوليساريو، قال الخبير في شؤون الصحراء: "لا أعتقد أن ينخرط المغرب في استفزازات على ضوء ما تقوم به البوليساريو".


وأضاف: "الجيش المغربي يقوم بدوره في حدوده الترابية المعترف بها دوليا، وبالتالي عمليات التدريب أو المناورات جارية في كل الأوقات وبحسب البرنامج المخطط، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون تبعا لتطورات التي تقوم بها البوليساريو، وإن كان الجيش المغربي جاهز على الدوام، كما صرحت الهيئات العليا للقوات المسلحة بناء على تعليمات الملك بأن المغرب لن يتسامح إذا مست وحدته الترابية وأنه جاهز في كل وقت وحين".

وأكد الفاتيحي أن "المغرب له مشروع، ولا يمكن بالمطلق أن يدخل في استفزازات لا تحكمها العقلانية والواقعية، ولكن تحكمها عواطف تنظيم غير مسؤول وغير موثوق فيه ولا مصداقية له لأنه لا ينصاع للقرارات الدولية، وهذا يعطي انطباعا إيجابيا لصالح المغرب، وبالنسبة لجبهة البوليساريو عليها أن تتحمل مسؤوليتها وكذا على بعثة المينورسو تحمل مسؤولية تطبيق القرارات الأممية بكل حزم"، وفق تعبيره.

 

اقرأ أيضاالمغرب غير متفائل بنتائج المفاوضات مع البوليساريو بجنيف

وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب وجبهة "البوليساريو" إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
 
وأعلنت جبهة البوليساريو قيام "الجمهورية العربية الصحراوية" في 27 شباط/ فبراير 1976 من جانب واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوا بالأمم المتحدة.

وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادة المغرب، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر.

وتشرف الأمم المتحدة، على مفاوضات بين المغرب والبوليساريو، بحثًا عن حل نهائي للنزاع حول الإقليم، منذ توقيع الطرفين الاتفاق.
التعليقات (0)