صحافة دولية

صحيفة روسية: هل اتفق العرب والموساد على تأهيل "الأسد"؟

كسر عزلة دمشق الدبلوماسية كان نتيجة اتفاقات سرية بين  السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإسرائيل- سانا
كسر عزلة دمشق الدبلوماسية كان نتيجة اتفاقات سرية بين السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإسرائيل- سانا

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن عملية التأهيل السياسي للرئيس السوري بشار الأسد، التي كانت قبل عامين شبه مستحيلة لتصبح اليوم خطة حقيقية تسهر القوى الإقليمية الرئيسية على تنفيذها.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن دول الخليج العربي التي بدأت في إعادة بعثاتها إلى دمشق، تنوي المضي قدمًا لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

 

كما تشير البيانات الصادرة عن الصحافة البريطانية أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، على استعداد لدعم إسرائيل، حيث يسعى أعضاء الائتلاف الجديد إلى تقليص نفوذ إيران وكبح جماح التوسع العسكري التركي.

وأضافت الصحيفة أن كسر عزلة دمشق الدبلوماسية على مدى الأشهر الماضية، كان نتيجة اتفاقات سرية بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإسرائيل.

 

وقد نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني معلومات عن اجتماع سري نظمته الدول الأربع على إثره تم الاتفاق على تبادل المساعدة بشأن إعادة العلاقات بين الحكومة السورية والعالم العربي.

وفي الواقع، إن أعضاء هذا التحالف غير المتوقع يسعون إلى تحييد النفوذ الإيراني على المؤسسات السورية والحد من طموحات تركيا المتنامية للاستيلاء على شمال شرق سوريا.

 

وخلال الفترة الأخيرة، ظهرت ملامح مواجهة بين الكتل الجديدة؛ بين تركيا وإيران وقطر من جهة، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى. 

وأفادت الصحيفة بأن اجتماع قادة استخبارات الدول الثلاث عُقد بمشاركة رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، وذلك حسب موقع "ميدل إيست آي".

 

اقرأ أيضا : ما الذي ستحصل عليه "قسد" من مفاوضاتها مع نظام الأسد؟

 

في المقابل، إن رغبة أنقرة في استغلال الموقف الأمريكي وإطلاق عملية عسكرية في شمال شرق سوريا يقلق الدول العربية وتل أبيب على حد السواء.

وخلال الاجتماع الرباعي، تم الاتفاق على مجموعة من التدابير شملت ضمان مكانة القيادة الأمريكية من خلال موافقة دول الخليج وإسرائيل على مساعدة واشنطن في تقليص حجم التزاماتها العسكرية والمالية تجاه أفغانستان.

 

إلى جانب ذلك، تم التأكيد على ضرورة بذل جهد للتقليص من التأثير التركي على بعض القوى في البرلمان العراقي، وهو ما أشار إليه الجانب السعودي خلال لقائه مع رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي خلال زيارته إلى الرياض في 17 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي.

وذكرت الصحيفة أن السعودية والإمارات ومصر اتفقت بالتعاون مع إسرائيل خلال هذا الاجتماع على إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، الأمر الذي سيقوض تأثير إيران على الأسد.

 

ويظهر ذلك في بدء البحرين والإمارات العربية المتحدة في استعادة وجودها الدبلوماسي في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن دمشق فقدت عضويتها في جامعة الدول العربية بين سنة 2011 و2012، على خلفية احتجاج أعضاء الجامعة بشكل جماعي على استخدام الحكومة السورية القوة العسكرية ضد المعارضة.

 

أما الآن، فمراكز القوة العربية مستعدة لتخطي الماضي، حيث عقد في التاسع من كانون الثاني/ يناير في القاهرة اجتماع تنسيقي لجامعة الدول العربية، أثيرت فيه مسألة تطبيع العلاقات مع سوريا.

 

اقرأ أيضا :  MEE: هذه نقاط واشنطن الخمس التي سلمت لأنقرة حول سوريا


وأكدت الصحيفة أن أعضاء جامعة الدول العربية لم يفصحوا عن خططهم بعد. كما صرح وزير الخارجية المصري سامح شكري بأنه لا يملك أدنى فكرة عن دعوة ممثلين عن دمشق إلى القمة الاقتصادية المقرر عقدها في بيروت في 19 و20 كانون الثاني/ يناير.

وبينت الصحيفة أن قادة استخبارات الدول الأربع اتفقوا على ضرورة دعم الأكراد السوريين المتمركزين في شمال شرق سوريا، الذين لا يزال مصيرهم مجهولا، لا سيما بعد إعلان الرئيس الأمريكي عن خطط سحب الوحدات الأمريكية من الأراضي السورية.

 

وعموما، يخشى اللاعبون الإقليميون من بقاء القوات المسلحة الكردية دون دعم مالي وعسكري خارجي؛ ما يخول لتركيا، التي تعتبرها دول الخليج باستثناء قطر المنافس الإقليمي الرئيسي إلى جانب إيران، السيطرة على تلك الأراضي.

وتعليقا على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، قال المسؤول السابق عن الملف السوري في وزارة الخارجية الأمريكية، فريدريك هوف، إنه "لا يمكن منح الشرعية للأسد، حتى أن أنصاره من السوريين على دراية تامة بالفساد الذي يمارسه، وعدم كفاءة وقسوة نظامه.

 

مع ذلك، يعتقد بعض أعضاء جامعة الدول العربية أنه بإمكانهم إقناع الأسد بقطع العلاقات مع إيران. إن هذه الخطوة ستكلفهم الكثير في ظل ضعف فرص نجاحها.

 

اقرا أيضا : هذه المؤشرات تدل على عودة سوريا القريبة للجامعة العربية

 

وفي الواقع، إن الدول العربية التي لعبت دورا رئيسيا في تفكيك المعارضة السورية من خلال دعم تشكيلات متطرفة، تكثف حاليا جهودها لضم الأسد إلى صفها.

وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن إيران من جهتها سوف تدعم عودة الحكومة السورية إلى جامعة الدول العربية، نظرا لأنها تدرك أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها ضمان بقاء بشار الأسد في المشهد السياسي.

0
التعليقات (0)