حقوق وحريات

مصر.. معتقلون في طي النسيان و"عربي21" ترصد معاناتهم

رصد تقرير للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وصول المعتقلين السياسيين لـ60 ألفا
رصد تقرير للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وصول المعتقلين السياسيين لـ60 ألفا
يقبع في سجون النظام المصري أكثر من 60 ألف معتقل، وفق منظمات حقوقية، وفيما يتناول الإعلام قصص معاناة بعضهم، إلا أن كثيرا منهم تبقى معاناتهم خلف جدران السجون.

"عربي21"، ترصد حكايات بعض المعتقلين بقضايا سياسية وصفها حقوقيون بالملفقة، وسقطوا ببئر النسيان مع توالي الأحداث السياسية والأمنية القاسية بمصر منذ انقلاب 2013، والذي تلاه فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة".

وبتقريرها عن حقوق الإنسان بمصر في 2017 و2018، أكدت "منظمة العفو الدولة" استمرار القبض على أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" وأنصارها من بيوتهم وأماكن عملهم، فيما رصد تقرير "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" وصول المعتقلين السياسيين لـ60 ألفا.

"عربي21"، حصلت على رسالة من المعتقل المحكوم بالإعدام بقضية "إعدام المنصورة"، الطالب بنهائي كلية الصيدلة بجامعة المنصورة إبراهيم عزب، الذي تم اعتقاله في آذار/ مارس 2014، ومقرر تنفيذ إعدامه في 19 آذار/ مارس المقبل.

يقول عزب برسالته التي نقلتها أسرته: لا يهم من يذكرنا أو ينسانا، فما عدنا نفكر بأنفسنا، فأنا في خلوة وتأمل لما حدث ويحدث بمصر، وأتقرب من الله أكثر، وآمل أن يكون الفرج قريبا، ولست نادما أنني كنت بجانب الحق والعدل الذي سينتصر بالنهاية".

وأضاف: "أتمنى من الله استعادة حريتي قريبا أنا وجميع المظلومين حتى يمكن إنقاذ البلاد من الانهيار والمصير المظلم الذي تُدفع إليه؛ لأننا دعاة بناء وإعمار بالأرض ولسنا دعاة هدم وتدمير وإهلاك للحرث والنسل كما يفعل غيرنا".

ونفى عن نفسه تهمة الإرهاب بقوله: "لقد كنا حائط الصد المنيع ضد الإرهاب والتطرف والغلو"، داعيا "المصريين لأن يفيقوا قبل فوات الأوان وضياع كل شيء، وعندها لن ينفع الندم؛ لأن البلاء سيعم الجميع بلا استثناء".

وقال إن "النظام ظالم، ويسعى لتدمير البلاد والعباد، وتدمير مستقبل مصر"، مؤكدا أنه "لا أمل إلا بالشباب الواعي المتميز علما ودينا وخلقا فهم أكثر الناس إخلاصا وحبا لهذا البلد المبتلى بهذا النظام الذي لا يحب إلا نفسه ومصلحته، وليذهب الجميع للجحيم؛  ولكن بإذن الله لن يتمكنوا من هذا، وسوف ينتصر الحق، وتزول دولة الظلم، ونحتفل جميعا بنصر الله".



ومن طالب الطب لطالب الهندسة المعتقل محمد، من العاشر من رمضان، والذي تسببت أمه باعتقاله وسجنه ودفعه ثمن جرم لم يرتكبه، برغم أنه لم يمارس أي نشاط سياسي سوى التعاطف مع الشرعية.

أحد أقارب محمد، يقول لـ"عربي21": "كانت أمه سببا بتدمير مستقبله الذي حلمت به وكاد أن يتحقق ويتخرج من كلية الهندسة"، موضحا أن "الأم كانت تعاني من تشوش نفسي بفعل البروباجندا الإعلامية للانقلاب، فذهبت للأمن بنفسها، وأبلغت عن ولدها بأنه من أنصار الرئيس محمد مرسي".

وأضاف: "الصدمة كانت كبيرة لمحمد وجميع أقاربه، بعد اعتقاله بوشاية أمه التي أفاقت وندمت وذهبت للضابط الذي وشت إليه ترجوه دون جدوى، وبعد فترة أُطلق سراح محمد، إلا أنه لم يهنأ بحريته، فبعد أشهر أعيد اعتقاله من داخل الجامعة، وما زال رهن الحبس منذ 3سنوات".

ومن طالب الهندسة إلى الطالبين بالفرقة الأولى بجامعة الأزهر بالقاهرة، عبد الرحمن سعيد، وصهيب سيد، -يتيم الأب- من قرية البلاشون مركز بلبيس محافظة الشرقية، الذين تم اعتقالهما عشوائيا من شقق طلبة الأزهر بعد حادث كنيسة التبة بمدينة نصر شرق القاهرة الشهر الجاري.

زميل للطالبين، قال لـ"عربي21": "بينما يستعد عبدالرحمن وصهيب للامتحان بعد صلاة الفجر، هجمت عليهما قوة أمنية من عشرات الضباط والقوات الخاصة ليقتادوهما حفاة بلا ملابس سوى ما يستر العورة، وتم إخفاؤهما قسريا لمدة 15 يوما، ولما تأكدوا أنهم لا علاقة لهم بواقعة الكنيسة حرر الأمن لهم قضية تظاهر".

وفي مأساة أخرى، تحدثت "عربي21" لأحد زملاء المعلم الأزهري المعتقل آب/ أغسطس 2015 معاذ الفرماوي، من قرية الزوامل بمركز بلبيس محافظة الشرقية.

ويقول صديق معاذ عنه إنه " إنسان وديع الطبع كطيور بستان المانجو، صاحب قلب طيب كبير وروح شفافة كالنسيم، عرفته كحاتم الطائي في الكرم والسخاء، عالم وخطيب تربى على الوسطية والاعتدال في أروقة الأزهر الشريف".

وأكد أن "أهل قريته الزوامل البسطاء يجلونه ويأسون على اعتقاله فيمن اعتقل بعد أحداث الانقلاب العسكري، وحكم عليه ظلما بثلاث سنوات قضاها من سجن لآخر، ولما انتهت المدة وأتم إجراءات إخلاء سبيله فقد الأمل من جديد بحريته".

وأضاف صديق معاذ: "أعاد الآثمون إخفاءه قسريا مرة ثانية منذ شهر، ولا يعلم أحد عنه شيئا، ويعيش أهله وأهل خمسة آخرين من الشرقية في حالة رعب من مصير مجهول ينتظره ومن معه".


وعبر صفحتها بـ"فيسبوك"، حكت زوجة المعتقل ياسر الأباصيري قصة المعتقل الأستاذ الدكتور سيف فطين، خريج هندسة القاهرة، والمعيد بها، والحاصل على  الدكتوراة بجامعة "ماساشوستس للتكنولوجيا" بأمريكا عام 2002، وعمل بشركة "نستله" هناك حتى عام 2005، وعاد للعمل بمصر كأستاذ بالهندسة الكيميائية بجامعة القاهرة، ثم أستاذا بجامعة زويل.

وتقول أم مصطفى: "دكتور سيف قام بالعديد من الأبحاث بمجال الهندسة الكيميائة وتطبيقات الديناميكا الحرارية والأمثلة الاستوكاستيكية، ونمذجة العمليات والأجهزة الهندسية".

مضيفة أن "الدولة بدلا من تكريم الدكتور سيف، اعتقلته منذ شهرين، وتم إخفاؤه قسريا وحتى الآن"، قائلة: "هذه قصة صغيرة حزينة من حكايات الظلم ببلاد العسكر".



التعليقات (0)