سياسة دولية

"بريكست" يوتر الأجواء الأمنية في إيرلندا الشمالية

شهدت ايرلندا الشمالية السبت تفجير سيارة مفخخة دون إصابات- جيتي
شهدت ايرلندا الشمالية السبت تفجير سيارة مفخخة دون إصابات- جيتي

أعلنت الشرطة في إيرلندا الشمالية الإثنين أن حافلتين قد سرقتا في مدينة لندنديري التي شهدت قبل يومين تفجير سيارة مسروقة في اعتداء نُسب إلى مجموعة جمهورية منشقّة.

وكانت المدينة شهدت السبت تفجير سيارة مفخّخة أمام مقر المحكمة في المدينة، كانت الشرطة قد تلّقت تحذيرا هاتفيا بشأنها.

ولم يسفر التفجير، الذي أدانه السياسيون من مختلف الأطراف، عن سقوط ضحايا، لكنّه عزز المخاوف من أن يزعزع بريكست سلاما تم التوصل إليه بصعوبة في المقاطعة البريطانية.

والإثنين أعلنت الشرطة حصول سرقتين جديدتين، وقالت إن ثلاثة رجال ملثّمين سرقوا شاحنة لنقل البضائع ثم تركوها في الطريق. وقد قامت الشرطة بتفجيرها بعد أن أجلت سكان المنطقة.

وفيما بعد، تلقّت الشرطة بلاغا عن قيام أربعة رجال ملثّمين، أفيد أن أحدهم مسلّح، بسرقة حافلة توزيع في حي آخر من المدينة التي تعتبر ثاني أكبر مدن إيرلندا الشمالية.

وقالت الشرطة إن السارقين أمروا كلا من السائقين بقيادة الحافلة إلى موقع محدد وتركها فيه.

وقال الرقيب في الشرطة غوردون ماكالمونت: "نحن في خضم تنفيذ عملية أمنية، وإقامة حواجز وإخلاء عدد من المنازل".

وبعد أن أوقفت الشرطة الأحد أربعة رجال يبلغون من العمر 42 و34 عاما إلى جانب اثنين في الـ21 من عمرهم، تم توقيف شخص خامس يشتبه في تورّطه في تفجير السبت.

وذكرت الشرطة أنها أوقفت رجلا يبلغ 50 عاما بموجب قانون الإرهاب في إطار التحقيق الجاري.
وقالت الشرطة إنها تعتقد أن مجموعة شبه عسكرية تطلق على نفسها "الجيش الجمهوري الإيرلندي الجديد"، تقف خلف التفجير.

وقال مارك هاميلتون من جهاز الشرطة في إيرلندا الشمالية لإذاعة "بي بي سي": "لم أر جهازا كهذا يتم استخدامه منذ مدة طويلة. إنه تكتيك عالي المخاطر".

وقال هاميلتون إن "الجيش الجمهوري الإيرلندي الجديد" ارتبط مؤخرا بعدة حوادث لكن تفجير السبت "هو الهجوم الأكبر على الأرجح الذي يقع في السنوات الأخيرة".

وأنهى اتفاق سلام أبرم عام 1998 ثلاثة عقود من العنف الطائفي في إيرلندا الشمالية الذي انخرطت فيه مجموعات شبه عسكرية جمهورية ووحدوية والقوات المسلحة البريطانية.

وقتل نحو 3500 شخص في النزاع، الكثير منهم على أيدي "الجيش الجمهوري الإيرلندي".

وقال هاميلتون الأحد إن "الجيش الجمهوري الإيرلندي الجديد عازم على جر الناس إلى حيث لا يرغبون".

وتسود مخاوف من أن يكون الهجوم مؤشرا إلى سعي هذه المجموعات شبه العسكرية لاستغلال الاضطرابات السياسية الحالية حول وضع إيرلندا الشمالية وحدودها مع جمهورية إيرلندا التي أوجدها بريكست.

وعنونت صحيفة "آيرش إنديبندنت" في هذا الصدد الاثنين "قنبلة المنشقين تغذي المخاوف من عودة الإرهاب بعد بريكست".

وجاء في مقال الصحيفة أن "حوادث على غرار تفجير ديري تذكرنا بأن خطر (قيام) حدود +فعلية+ أو مرئية سيكون هدفا لهذه (المجموعات) الطائشة التي تريد أن تجرنا جميعا إلى تاريخنا الحديث المظلم".

 

اقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي: ليس لدينا حلول لـ"بريكست" ولن نفاوض مجددا

وأضافت: "على هذا الخطر أن يدفع كافة قادتنا السياسيين لبذل كل ما هو ممكن لتجنب احتمال كهذا".

وفي كلمة لها أمام البرلمان دانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي باسمها وباسم المجلس التفجير الذي وقع السبت، منوّهة بشجاعة الشرطة وحفاظها على سلامة السكان.

وقالت ماي إن "هذا المجلس يقف مع شعب إيرلندا الشمالية في التأكيد على عدم العودة إلى العنف والإرهاب اللذين سادا في الماضي".

وأدان قادة أحزاب إيرلندا الشمالية من الجانبين الجمهوري والوحدوي التفجير، وكذلك فعل قادة جمهورية إيرلندا.

ووصف رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار التفجير بأنه "مروع وطائش وعمل إرهابي نزق".

التعليقات (0)