ملفات وتقارير

هجوم من رئيس برلمان ليبيا على "سلامة".. هل بدأ الصدام؟

هاجم صالح الملتقى الوطني الجامع التي ستعقده البعثة قريبا رافضا أن يكون هذا الملتقى بديلا عن مجلس النواب الذي يرأسه
هاجم صالح الملتقى الوطني الجامع التي ستعقده البعثة قريبا رافضا أن يكون هذا الملتقى بديلا عن مجلس النواب الذي يرأسه

أثار الهجوم الشرس الذي شنه رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، على المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، وبعثته ومؤتمره الجامع، عدة تساؤلات حول حالة الصدام بين الطرفين علانية، وما إذا كان هجوم "صالح" هو ردة فعل على إحاطة المسؤول الأممي الأخيرة لمجلس الأمن.

واتهم "صالح" المبعوث الأممي إلى ليبيا بالانحياز إلى طرف المجلس الرئاسي الحالي ورئيسه فائز السراج؛ للحيلولة دون تغييره، مشيرا إلى أن البرلمان ماضٍ نحو إعادة هيكلة "الرئاسي" رغم اعتراض المجلس الأعلى للدولة.

"انقلاب على الشرعية"

كما هاجم صالح الملتقى الوطني الجامع التي ستعقده البعثة قريبا، رافضا أن يكون هذا الملتقى بديلا عن مجلس النواب الذي يرأسه، واصفا ذلك حال حدوثه بـ"انقلاب على الشرعية"، مبديا اعتراضه على حضور الملتقى إلا بعد الاطلاع على جدول أعماله، حسب تصريحاته لصحيفة "العين" الإماراتية.

في سياق متصل، اتهم طاهر السني، المستشار السياسي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي، الدول العظمى الخمس بالوقوف وراء التحكم بأداء غسان سلامة، وأن الأمم المتحدة تحتاج إلى إصلاح جذري، مضيفا: "كفانا لوما لرؤساء البعثات الأممية الذين وصلوا إلى 5 في 7 سنوات، العيب فينا والحل لن يكون إلا منّا".


"انزعاج وتجاوز"

من جهته، رأى الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، أن "هناك انزعاجا من الأطراف الموجودة حالياً بسبب ما يطرحه سلامة من مقترحات تحاول تجاوز حالة الجمود بشكل جذري ونهائي، وذلك من خلال مخرجات توافقية في الملتقى الجامع، وهذا يعني انتهاء تواجد كثير من الشخصيات في السلطة، ما يقلقهم".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "المبعوث الأممي أعلن أنه سيسعى ليتوافق الليبيون على إجراء انتخابات نيابية ثم استفتاء على الدستور ثم انتخابات رئاسية، وهذا أمر صار ضرورياً لأن العملية بحاجة لاستحقاقات تشريعية يعجز عنها البرلمان، وهذا ما يفسر رفض الأخير خاصة والأجسام الأخرى عامة لهذا الاتجاه الذي سينهي وجودها في السلطة".

وتابع: "ويبقى التحدي أمام سلامة وبعثته هو إمكانية الخروج بتوافق على هذا المقترح وإمكانية إخراجه لحيز الواقع".

"حملة ممنهجة"

وقال رئيس مؤسسة "ليبيا للإعلام" (مستقلة)، نبيل السوكني، إن "هناك حملة ممنهجة ومنظمة من قبل مؤيدي كل من حفتر وحسونة طاطاناكي (رجل أعمال) وعارف النايض ضد المبعوث الأممي غسان سلامة، كونه لا يتماشى مع مزاجهم وطلباتهم بإقامة انتخابات رئاسية دون دستور".

وأضاف لـ"عربي21": "من ذكرتهم يهاجمون سلامة وخطواته لأنه ضد مصالحهم على الأقل في موضوع الانتخابات، أما تصريحات مستشار المجلس الرئاسي، الطاهر السني، فأعتبرها تصريحات طبيعية؛ لأنه استخدم فيها معيار الكيل بمكيالين".

"أجسام فاشلة"

الناشط الليبي محمد خليل، رأى من جانبه أن "تصريحات مستشار السراج ليست هجوما بقدر ما هي وصف لعمل البعثة الأممية ودورها وما هي المرجعيات التي تستند إليها، خاصة أن هناك تناغما بين حكومة الوفاق والسراج وبين سلامة".

وتابع: "أما عقلية صالح، فإنه كالعادة يرمي في فشله وفشل مجلسه البائس في كافة الاستحقاقات المنوط بها على سلامة، لذا أعتقد أن هناك حملة مكثفة لمهاجمة خطة المبعوث الأممي؛ بغرض تأزيم الوضع أكثر وبقاء هذه الأجسام الفاشلة وقت أكثر ممكن"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".

لكن الناشط السياسي من الشرق الليبي، فتح الله غيضان، أشار إلى أن "هجوم صالح والسني على مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا هي باختصار ردة فعل صريحة منهم كون سلامة يرى فيهم أطرافا معرقلة"، مضيفا لـ"عربي21": "مؤخرا تم تجاوز كل هؤلاء من قبل سلامة وبعثته للذهاب إلى ما يطلق عليه المؤتمر الجامع".

 

اقرأ أيضا: خطاب هجومي من "غسان سلامة".. لماذا أغضب ساسة ليبيا؟

التعليقات (0)