صحافة دولية

صحيفة روسية: هل تساعد موسكو أردوغان بإنشاء المنطقة الآمنة؟

أردوغان يجري زيارة إلى موسكو اليوم الأربعاء للقاء بوتين والحديث عن الملف السوري- جيتي
أردوغان يجري زيارة إلى موسكو اليوم الأربعاء للقاء بوتين والحديث عن الملف السوري- جيتي

نشرت صحيفة "نيزافيسمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الاجتماع المقرر عقده اليوم في موسكو بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه خلال المحادثات المزمع عقدها سيناقش الطرفان مسألة التسوية في سوريا، فضلا عن الجوانب الرئيسية للتعاون الثنائي في المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية.
 
من جانبه، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف: "في الفترة الأخيرة، ازدادت حدة الاستفزازات من طرف الإرهابيين، لدرجة أنهم عززوا سيطرتهم داخل مناطق وقف التصعيد. لذلك، بات من الضروري إجراء محادثات مع الجانب التركي".
 
ونقل معد الصحيفة فلاديمير موخين، عن أوشاكوف، أن الرئيسين سيناقشان جوانب مختلفة لمسألة التسوية السورية، بما في ذلك انطلاق عمل اللجنة الدستورية والوضع في إدلب. ووفقا للجانب التركي، يتعلق الموضوع الرئيسي للمحادثات التي ستجمع بين الرئيسين بإنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية السورية.
 
وعشية زيارته لموسكو، صرح أردوغان قائلا: "سأجري مع الرئيس الروسي محادثات ونقيم آخر الأحداث في سوريا. كما سنتطرق للحديث عن مصير المناطق المحررة من الإرهابيين وسننظر في مسألة إنشاء منطقة أمنية".
 
وأشار الجانب التركي إلى أن تركيا لن تسمح بإنشاء منطقة عازلة في شمال سوريا، من شأنها أن تتحول إلى مستنقع، مثلما هو الحال في شمال العراق اليوم حيث تتركز الوحدات التابعة لحزب العمال الكردستاني.

 

اقرأ أيضا: أردوغان: لن نسمح بتحوّل منطقة آمنة لمستنقع إرهاب ضد تركيا

 

الجدير بالذكر أنه في 21 كانون الثاني/ يناير، أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، استعداد الجيش التركي للقيام بعملية عسكرية جديدة لإنشاء منطقة عازلة، مشيرا إلى أن مدينة منبج ومنطقة شرق الفرات، التي تتركز داخلها وحدات سوريا الديمقراطية، من أكثر المناطق غير الآمنة التي تتخبط في وضع صعب.
 
وأضافت الصحيفة أن وحدات من الشرطة العسكرية التابعة للقوات الروسية تقوم بدوريات في مدينة منبج، جنبا إلى جنب مع قوات سوريا الديمقراطية.

 

وعلى الرغم من ذلك، أعلن أردوغان مرة أخرى أن مدينة منبج ستعاد لأصحابها، مشيرا بكلامه إلى القوات المسلحة الموالية لتركيا. في المقابل، لا تشاطر كل من روسيا والولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى وجهة النظر التركية المتمثلة في تصنيف وحدات سوريا الديمقراطية كمنظمة إرهابية.
 
تجدر الإشارة إلى أنه خلال مكالمة هاتفية جمعت بين وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ووزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في 21 كانون الثاني/ يناير، أشار بومبيو إلى أهمية ضمان أمن تشكيلات قوات سوريا الديمقراطية الكردية، التي تعمل في سوريا كحليف للولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم الدولة.

 

اقرأ أيضا: بومبيو: نحتاج تحالفات لضمان استقرار الشرق الأوسط


وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة تدعم موقف تركيا بشأن إنشاء منطقة عازلة تمتد على 32 كيلومترا في سوريا على طول الحدود التركية.

 

وفي وقت سابق، ذكر أردوغان، بعد المحادثة الهاتفية التي جمعته بنظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في 15 كانون الثاني/ يناير، أن "أنقرة مستعدة لضمان الأمن على البر، في حين سيتكفل الجانب الأمريكي بضمان سلامة المجال الجوي". علاوة على ذلك، أشار الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم كالين، أنه في حال تم إنشاء منطقة عازلة، ستخضع هذه المنطقة لسيطرة تركيا.
 
وأشارت الصحيفة إلى التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال الأسبوع الماضي، والذي ذكر فيه أن موسكو ليست ضد فكرة إنشاء منطقة عازلة تمتد على 20 ميلا في سوريا. كما لفت إلى أن هذه المسألة ستطرح على طاولة النقاش ضمن المحادثات التي ستجمع الرئيسين الروسي والتركي.
 
ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري والجنرال الروسي المتقاعد، يوري نيتكاشيف، قوله: "لا أفهم تماما موقف روسيا فيما يتعلق بإنشاء تركيا لمنطقة عازلة في شمال سوريا. فقبل سنة، منحت روسيا لتركية فرصة الاستيلاء على مدينة عفرين، ونحن لا نريد أن يتكرر السيناريو ذاته في مدينة منبج وغيرها من الأقاليم التي تتواجد فيها وحدات سوريا الديمقراطية".

 

اقرأ أيضا: أردوغان وبوتين يلتقيان اليوم بموسكو ويناقشان الملف السوري


وأضاف الخبير أنه "خوفا من التعرض لهجوم تركي بعد انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية، ناشد حزب الاتحاد الديموقراطي المسؤولين الروس بأن يصبحوا الضامن الرئيسي للمصالحة مع دمشق. ونتيجة لذلك، تجري في الوقت الراهن مفاوضات بين ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي ونظام بشار الأسد. عموما، في حال توصل الجانبان إلى اتفاق، لن يكون في سوريا مكان لتركيا أو للقوات الموالية لها".
 
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأنه في 22 كانون الثاني/ يناير، احتج العديد من المدنيين من متساكني مدينة القامشلي السورية ضد فكرة تشكيل منطقة عازلة في شمال سوريا، خشية من إمكانية استخدام المنطقة العازلة لاحتلال المزيد من الأراضي من طرف القوات المسلحة التركية.

التعليقات (0)