ملفات وتقارير

هذه هي أسباب دعم واشنطن لخوان غوايدو رئيسا لفنزويلا

أعلن رئيس البرلمان في فنزويلا نفسه رئيسا انتقاليا- جيتي
أعلن رئيس البرلمان في فنزويلا نفسه رئيسا انتقاليا- جيتي

تصاعد العداء القديم بين الولايات المتحدة وفنزويلا، وعاد للواجهة، بعد أن أعلنت واشنطن دعمها لرئيس البرلمان خوان غوايدو الذي عين نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.

 

ودعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مجلس الأمن لاتخاذ خطوة ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وحث المجلس على الاعتراف برئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد.

 

وأثار هذا الدعم الأمريكي لغوايدو تساؤلات عن أسبابه، وعن الأهداف الأمريكية وراء هذا الدعم السياسي له لا سيما وأنه طلب تأييده في المجتمع الدولي.

 

دوافع واشنطن

 

من جهته، رأى الكاتب والصحفي محمد المنشاوي، بأن دعم واشنطن لغوايدو "جاء معبرا عن موقف إدارة ترامب المعارض للحكومة والرئيس الفنزويلي"، مضيفا أن "واشنطن بصفة عامة لا تتفق مع سياسات الرؤساء اليساريين في دول أمريكا الوسطى والجنوبية".


وتابع المنشاوي في حديثه لـ"عربي21": "الولايات المتحدة تعتبر المنطقة في أمريكا الجنوبية حديقتها الخلفية، لهذا هي تتبع سياسة عدائية ضد فنزويلا، واتبعت السياسة ذاتها في مراحل تاريخية ضد نيكاراجوا وبوليفيا وكوبا".

 

اقرأ أيضا: تعرف على القوى الرئيسية المؤيدة لأطراف الصراع في فنزويلا


وأوضح بأن "هذا العداء يرتبط أيضا بمصالح شركات الطاقة الأمريكية التي تتأثر سلبا بسياسات حكومة فنزويلا ضد الشركات والاستثمار الأجنبي، بسعي واشنطن لدعم معارضي الرئيس الفنزويلي مادورو".


من جهته، قال المختص بالشأن الأمريكي خالد الترعاني: "هناك عداء مزمن بين الإدارات الأمريكية المتعاقبة وفنزويلا منذ أيام هوجو شافيز واستمر ذلك حتى الرئيس مادورو".


وأشار الترعاني في حديثه لـ"عربي21" إلى "أن هذا العداء سببه أن فنزويلا بحكمها الحالي والسابق ترفض أن تلعب بقواعد اللعبة الأمريكية في الأمريكيتين اللاتينية والوسطى، التي تعتبرها واشنطن ضمن دائرة التأثير المباشر، بالتالي أدى هذا الأمر إلى أن يكون هناك حصار اقتصادي لفنزويلا، ومناكفات دائمة ودعم أمريكي لمحاولات انقلابية سابقة ولاحقة".

 

النفط والتجارة


وحول علاقة النفط وتجارته في فنزويلا بالمساعي الأمريكية للإطاحة بمادورو، قال الترعاني: "سوف تستفيد الشركات النفطية الأمريكية في حال سقط مادورو، ولكن لا أعتقد أن هذا هو الأهم بالنسبة لواشنطن، ولكن هي يهمها أن تكون إرادة الدولة الفنزويلية تابعة لها، وليس لروسيا والصين".

 

بدوره، قال الخبير الاقتصادي العربي المقيم في لندن نهاد إسماعيل: "انسحبت غالبية الشركات الأمريكية من فنزويلا أثناء فترة حكم هيوغو تشافيز بسبب سياساته الاشتراكية والإجراءات الشعوبية، وتم إهمال المئات من حقول النفط هناك، وفي حال إزاحة خلفه نيكولاس ماردورو وعودة الهدوء والاستقرار وتغير السياسة النفطية هناك، قد تعود الشركات الأمريكية للاستثمار في فنزويلا وثروتها النفطية".


وقال لـ"عربي21": "تشافيز دمر الصناعة النفطية وأفقر البلد وهربت الشركات من فنزويلا، التي كانت تنتج أكثر من مليونين ونصف المليون برميل من النفط، لكنها الآن تنتج أقل من مليون و200 ألف برميل".


وأضاف أن "هناك عددا كبيرا من مصافي التكرير الأمريكية في الولايات الجنوبية التي كانت تعتمد على النفط الفنزويلي، وتبحث الآن عن بدائل من المكسيك وكندا لتلبية حاجتها، ولن تستطيع الحصول على خصم في الأسعار من المصادر الجديدة".


وأوضح بأنه "إذا سقط مادورو وحل محله غوايدو وهو براغماتي وليس إيديولوجي، ويرسي الاستقرار في البلاد، ستعود الشركات الأمريكية للعمل في فنزويلا، بالتالي إعادة تأهيل الصناعة النفطية، وحتما ستستفيد واشنطن، لأن فنزويلا لديها احتياطي نفطي تعادل السعودية، ولكن المشكلة هي غياب الاستقرار السياسي وتفشي الفساد".


وقال: "كانت أمريكا تستورد نصف مليون برميل يوميا، وهذه الكمية قد تتوقف إذا تم تنفيذ العقوبات النفطية ضد فنزويلا".


وأوضح أن "75 في المئة من السيولة أو الدولارات تأتي لفنزويلا من الولايات المتحدة"، مضيفا أن "حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حوالي 23 ملبار دولار 2017، وهذا الرقم مرشح للزيادة إذا استقرت الأوضاع في فنزويلا لغير مادورو".

 

وعن تأثير أزمة فنزويلا على أسواق النفط العالمية، قال إسماعيل: "سيكون التأثير على أسعار النفط ضئيل جدا، وربما 1 أو 2 في المئة فقط، وذلك لأن السوق العالمي لا يعاني من نقص حاد، والطلب العالمي على النفط لن يرتفع بسبب الحروب التجارية وتباطؤ اقتصاد الصين واسيا".

 

تأثير سياسي أمريكي

 

وفي حال تمكن رئيس البرلمان خوان غوايدو من إسقاط الرئيس مادورو، ووصل هو إلى الحكم كما تتمنى الولايات المتحدة، فما هي الفائدة السياسية التي ترجو واشنطن تحقيقها من ذلك؟

 

اقرأ أيضا: في فنزويلا.. مفتاح الأزمة السياسية بين يدي الجيش

 

وأجاب المحلل السياسي خالد الترعاني على هذا التساؤل بالقول: "إذا أطيح بمادورو وجاء رئيس مؤيد لواشنطن ستصبح فنزويلا أقرب الدول التي تحوم بفلكها، وستكون قدرة واشنطن للتأثير عليها أكثر من أي دولة أخرى".


وأوضح أنه في هذه الحالة سيكون النظام الذي يقوده غوايدو صنيعة أمريكية، بالتالي سيكون مدينا لها، إضافة إلى أن إزاحة نظام مادورو يعد مكسبا كبيرا لأمريكا، وضربا لمصالح الصين وروسيا، اللتين تكادان تكونان الدولتين الوحيدتين اللتين تدعمان نظام مادورو وبقوة.

 

حليف روسيا والصين


من ناحيته، قال الكاتب والصحفي محمد المنشاوي: "سمح الرئيس الفنزويلي مادورو بتوغل الروس والصينيين في فنزويلا، إضافة إلى أن الانهيار الاقتصادي سببت سياساته غضبا شعبيا واسعا، سعت واشنطن لأن تستغله كما ظهر في رد فعلها على قرار رئيس الجمعية الوطنية، بإعلان نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، بالتالي التخلص من مادورو حليف الصين وروسيا".

 

وحول ماذا يمكن أن تقدم واشنطن لخوان غوايدو كي يستطيع مواجهة مادورو، قال المنشاوي: "فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجميع بقوله إن كل البدائل متاحة بما فيها استخدام القوة العسكرية إن لزم الأمر".


وتابع: "لكن لا أعتقد أن تتهور واشنطن وتقوم بعمل عسكري مباشر في فنزويلا، خاصة مع دعوة ترامب المتكررة لسحب الجيش الأمريكي من الصراعات الدولية سواء في  شبه الجزيرة الكورية أو الشرق الأوسط، وتكلفة التدخل في دولة لها جيش قوي ستكون كبيرة وتفتقد للشرعية الدولية في الوقت ذاته".

 

حماية أمنية واستخبارية


بدوره، قال خالد الترعاني: "تستطيع واشنطن تقديم الكثير من ناحية الحماية الأمنية والاستخباراتية واللوجستية، إضافة لاستمرار محاولة إضعاف مادورو، وهو الآن ضعيف بالأصل، وقد يؤدي هذا الأمر بالنهاية إلى إزاحة النظام الحالي، وارتقاء غوايدو لسدة الحكم في فنزويلا".


وأضاف أن "أمريكا ليست وحدها من يؤيد غوايدو في هذا الأمر، بل أيضا فرنسا وكندا وعدد من الدول الغربية، وكل تلك الدول أيضا تعارض مادورو، وستقوم مع أمريكا بتوفير غطاء سياسي ودبلوماسي في المحافل الدولية لغوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا".

 

اقرأ أيضا: أوروبا تمهل فنزويلا 8 أيام لإجراء انتخابات.. والأخيرة ترد

التعليقات (1)
جويدة
الأحد، 27-01-2019 01:34 ص
احد اهم الاسباب هو كسر اى محاولة تمرد من الدول الاخري فالمشكلة فى نجاح اى نظام حكم فى امريكا اللاتينية متمرد على امريكا انه سيكون مثال يحتذى لاخريين وبالتالي سوف ينفرط عقد الدول الموالية خاصة ان اغلب الشعوب فى العالم يعادى السياسات الامريكية فعلا. هذا رأى المتواضع