ملفات وتقارير

غضب جنوب ليبيا من قوات حفتر واتهامها بـ"النهب والسرقة"

اتهام قوات حفتر بانتهاكات في الجنوب الليبي- جيتي
اتهام قوات حفتر بانتهاكات في الجنوب الليبي- جيتي

تسببت تصرفات بعض قوات اللواء الليبي، خليفة حفتر المتواجدة في الجنوب الآن في إحداث حالة غضب لدى بعض أعيان مدينة سبها، الذين طالبوا بمحاكمة العسكريين هناك، وسط تساؤلات عن إمكانية تطور الأمر أكثر، وما إذا كان اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر سيحتوي الموقف ويعتذر لهم.

وعبر عدد من أعيان وقبائل مدينة سبها (جنوب ليبيا) عن رفضهم قيام قوة تابعة لحفتر، بـ"عمليات نهب وخطف في المدينة والاعتداء على مدنيين واعتقال بعضهم"، مطالببين بإطلاق سراح المختطفين فورا وإعادة المسروقات والاعتذار الرسمي ورد الاعتبار، وتقديم الجناة للمحكمة العسكرية.

تدخلات دولية عاجلة

ودعا أعيان سبها كل من حكومة الوفاق الليبية والنائب العام والمنظمات الدولية إلى "التدخل العاجل لمراعاة النسيج الاجتماعي في الجنوب".

وانتشرت مقاطع "فيديو" توضح اعتداء قوات تابعة لحفتر على عائلة المواطن الليبي، عثمان مادي في مدينة سبها، وأخرى توضح شكوى العائلة من الاعتداء على منزلها والعبث بمحتوياته.

 

اقرأ أيضا: تحذيرات أممية من حرب جنوب ليبيا.. هل تضغط على حفتر؟


وطرح هذا الغضب وكذلك تصرفات قوات حفتر تساؤلات عدة لنشطاء ليبيين، إن كان سيكرر حفتر سيناريو الشرق الليبي من تدمير ممتلكات ونهب وسرقة على أيدي قواته؟ وهل هذه تصرفات فردية أم توجيهات من القيادة العامة؟ وكيف ستستغل حكومة الوفاق هذه الخروقات لصالحها؟

تحقيق وإساءة "للجيش"

من جهته، قال الناشط من الجنوب الليبي، علي سعيد نصر، إن "الاجتماع الذي رفض هذه التصرفات اقتصر علي أعيان تابعين لعائلة الشخص الذي تم مداهمة منزله ولم يشمل كل مكونات "سبها"، والحقيقة أي عمليات عسكرية عادة ما يصاحبها بعض الأعمال والحوادث الغير قانونية"، بحسب قوله.

وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "مثل هذه الأعمال يجب أن تكون منضبطة، وبما يتماشى مع روح القانون، والأمر بحتاج إلى تحقيق لإثبات صحة الادعاءات بشأن المسروقات وإن ثبتت يجب إرجاعها ومعاقبة من قامو بذلك، وإن كنت أتوقع تكرر هذه التصرفات التي تسيء للجيش (قوات حفتر)"، وفق تعبيره.

ترحيب وأوامر عسكرية

وقال رئيس منظمات المجتمع المدني بالجنوب الليبي، فرحات غريبي، إن "أغلب مكونات الجنوب ترحب بدخول الجيش التابع للقيادة العامة (حفتر) نظرا لغياب سلطة الدولة هناك، والعبث الذي أصاب المنطقة من قبل عصايات داعش والتشاديين وعصابات التهريب"، وفق قوله.

وأضاف لـ"عربي21" أن "هناك مجموعات لا ترغب في دخول الجيش للجنوب، وهي مجموعات محسوبة على "الإسلام السياسي" وأخرى مستفيدة من الوضع الحالي، وثالثة محسوبة على النظام السابق والتي لاتريد قيام الدولة ومؤسساتها، لكن الجيش يخوض حربا على الإرهاب وما حدث هي أخطاء فردية"، بحسب تصريحاته.

استمرار انتقام حفتر

لكن الصحفي من مدينة درنة الليبية، عبدالحميد الحصادي، أكد أن حفتر "سيكرر دماره للبنية التحتية للمدن والبنية التحتية للنسيج الاجتماعي حتى يحقق أهدافه التي تتلخص في "الدوس" على الجميع في سبيل حكم البلاد بالفولاذ والنار، لذا لن يتغير منهاج حفتر في تدمير كل شيء في ليبيا"، بحسب قوله.

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "الجنرال الليبي لن يقبل بأي قبيلة سترفض ما تقوم به المليشيات التي يقودها باسم الجيش المزعوم وسيتهم كل من يخالفه من القبائل بالمرتزقة الأجانب لينتقم منهم بحجة معاداتهم للجيش ومعاركه هناك".

 

اقرأ أيضا: لماذا تأخرت الوفاق الليبية بتعيين آمر عسكري لمنطقة الجنوب؟


وتابع: "للأسف سيستخدم الجنوب لتصفية الأحقاد والانتقام من ناحية وساحة صراع بين إيطاليا وفرنسا من ناحية أخرى، وسينتج عن ذلك تهجير وإبادة للقبائل الليبية العريقة في الجنوب وأيضا للمكونات الأصيلة التي ستكون وقود ونار هذه الحرب الخاسرة لليبيين عامة وأهل الجنوب خاصة"، وفق تقديراته.

تصرفات فردية مرفوضة

لكن الناشط السياسي من الشرق الليبي، فتح الله غيضان أشار من جانبه؛ إلى أن "الجيش لم يعط أي أوامر بمداهمة المنازل أو اعتقال أهلها، ومن فعلوا ذلك هم خارجون عن القانون وليسوا من أفراد الجيش هناك".

وأكد لـ"عربي21" أنه "سيتم محاكمة الفاعلين من القيادة العامة، وأنه في المنطقة العسكرية "سبها" تم اعتقال أحد العناصر التي ظهرت في مقطع مسيء لأحد القبائل في الجنوب، وتم دفعه لتقديم اعتذار عما بدر منه من إساءة ناهين على أنه سيعاقب على فعلته هذه"، وفق قوله.

 

وتابع غيضان: "نحن في حرب ومن الطبيعي أن تجد تجاوزات وانتهاكات، لكن كلها مرفوضة طبعا من القيادة العامة التي هي قادرة على الرد الحاسم والعقوبة الرادعة لهذه التصرفات ومن يقوم بها"، وفق كلامه.

"محاكمة عسكرية فورية"

وقالت الناشطة الليبية، هدى الكوافي، إن "رفض الاعتداء ليس من أهالي سبها وفقط، فكل وطني سيرفض ما قامت به بعض الجماعات الخارجة عن القانون، وكيف لأفراد من الجيش يفترض أنهم تربوا على احترام القانون والطاعة أن يقوموا بمثل هذه التصرفات".

وأضافت لـ"عربي21": "لايوجد مبرر أبدا للاعتداء على حرمات البيوت ولن يكفي الاعتذار، لكن الواجب والضروري الآن أن يتم تقديم هؤلاء للمحاكمة العسكرية فورا، أما عن موقف "المشير" فلو استطاع إحتواء من قاموا بمثل هذه الأفعال في بنغازي ومحاكمتهم لربما يستطيع السيطرة على من يبعدون عنه آلاف الأميال".

التعليقات (0)