صحافة دولية

التايمز: كيف كشفت مباريات كأس آسيا عن توسع الصدع بالخليج؟

التايمز: مباريات كأس آسيا كشفت عن توسع الصدع في الخليج- جيتي
التايمز: مباريات كأس آسيا كشفت عن توسع الصدع في الخليج- جيتي

نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا أعده مراسلها ريتشارد سبنسر، يتحدث فيه عن توسع الصدع بين دول الخليج.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الثروة الخيالية في شبه الجزيرة العربية لا يمكنها أن تخفي الخصام الحالي، لافتا إلى التقدم الذي حققته عُمان، والطرق التي باتت تربطها مع دول الخليج الأخرى، بعد خمسة عقود من رحيل بريطانيا عن آخر المحميات لها في شرق السويس.

 

ويقول سبنسر إن دول الخليج، وإن لم توفر الحرية السياسية لسكانها، إلا أنها جيدة من ناحية توفير الطعام والأساسيات لهم، مشيرا إلى أن النظام الذي تركته بريطانيا وراءها تبدو عليه اليوم ملامح توتر.

 

وتلفت الصحيفة إلى ان آخر مظهر بدا لهذا التوتر هو مباريات كأس آسيا لكرة القدم، التي تستقبلها الإمارات العربية المتحدة، وتواجه فيها قطر في المباريات نصف النهائية، مشيرة إلى أن البلدين يعيشان حالة من العداء المستحكم، فكلتاهما ثريتان، وعلى علاقة قوية مع الجيش البريطاني، إلا أن الإمارات تقود مع السعودية حصارا على الدوحة. 

 

وينوه التقرير إلى أن أبو ظبي، التي منعت القطريين من دخول أراضيها، تقوم بشراء البطاقات المتبقية للمباراة كلها، وتوزيعها مجانا على مواطنيها، لافتا إلى أن الإمارات لاحظت وجود مجموعة من العمانيين الذين لا يرتاحون لهم في الجانب الداعم لقطر، ولهذا فإنها تريد حرمانهم من البطاقات.

 

ويقول الكاتب إن "خلافات كهذه قد تكون تافهة، إلا أنها جعلت الدبلوماسيين البريطانيين في حالة من الدهشة، لدرجة أنهم يريدون تمزيق شعر رؤوسهم، خاصة أن دول الخليج تمثل لبريطانيا في مرحلة ما بعد البريكسيت شريان الحياة". 

 

وتذكر الصحيفة أن الإمارات تعد رابع دولة لسوق الصادرات والخدمات البريطانية خارج الاتحاد الأوروبي، فيما تظهر عمان وقطر والسعودية في قائمة الدول العشرين التي تعد وجهة الصادرات والعلاقات التجارية البريطانية، مشيرة إلى أن منع البضائع من جبل علي في دبي، والمتجهة نحو قطر، يترك آثاره السلبية على اقتصاد الإمارات العربية المتحدة. 

 

ويشير التقرير إلى أن سبب الأزمة الحالية هو ما تتهم دول الحصار به قطر من دعم الإسلام السياسي، وعلاقتها القريبة مع إيران، "وهو ملمح تشترك به مع عمان"، مستدركا بأن الأسباب الكامنة وراء الخلاف تظل أساسية، فقد اختلفت عمان مع السعودية حول الحرب في اليمن، وانتقدت عمان الدور الذي تؤديه السعودية والإمارات، اللتان تشنان حملة ضد المتمردين الحوثيين نيابة عن الحكومة الشرعية. 

 

ويبين سبنسر أنه في المقابل فإن الإمارات انتقدت عمان لحرفها النظر عن تهريب السلاح إلى المتمردين، مشيرا إلى أن الشكوك تعود جذورها لسنوات طويلة، فعندما حاولت بريطانيا مساعدة سلاطين عمان للتصدي لحركات تمرد في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، في كل من الجبل الأخضر وجنوب ظفار، فإنها وجدت أن المتمردين يحصلون على أسلحتهم من السعودية. 

 

وتعلق الصحيفة قائلة إن وجود هذه الدول التي قامت بريطانيا بإنشائها، بعد سلسلة من المفاوضات الجاهزة والصعبة، ووسط نزاعات محلية، حيث تم رسم الحدود بناء على رغبات شركات النفط التي دفع لها الحكام المحليون، يعني أن المفاوضات لم تنته، مع أنه لا يوجد أحد يقترح إعادة رسم الحدود بينها. 

 

وبحسب التقرير، فإن بريطانيا افتتحت في عمان أول قاعدة عسكرية لها في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، وهى الأولى الواقعة شرق السويس منذ عام 1972. 

 

وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول الكابتن السابق إيان غاردنر، الذي ساعد عمان في أثناء ثورة ظفار، وألف كتابا بعنوان "في خدمة السلطان"، إنه فخور بما حققه البلد من تطور، لكنه يخشى من المستقبل، فالخليج ثري ولكنه مهمة لم تنجز.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)