سياسة عربية

ما سرّ زيارات مكثفة يجريها زعماء ومسؤولو الدول للعراق؟

العاهل الأردني زار العراق بعد أقل من شهر على زيارة رئيس حكومة بلاده- الرئاسة العراقية
العاهل الأردني زار العراق بعد أقل من شهر على زيارة رئيس حكومة بلاده- الرئاسة العراقية

تزايدت وبشكل لافت للنظر، زيارات زعماء ومسؤولي دول العالم إلى العراق، ولاسيما بعد تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة عادل عبد المهدي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الأمر الذي يطرح تساؤلات ملحة حول أسبابها والأهداف التي تقف وراءها.


كان آخرها، زيارة ملك إسبانيا فيليب السادس إلى العراق، الأربعاء، بعد انقطاع دام أربعة عقود، حيث التقى الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الحكومة عادل عبد المهدي وكبار المسؤولين.

 

اقرأ أيضا: ملك إسبانيا يزور بغداد ويلتقي نظيره العراقي

"زيارات استثمارية" 


وفي حديث لـ"عربي21" قال النائب في البرلمان العراقي عباس صروط، إن "تشكيل حكومة جديدة برئاسة عبد المهدي والاستقرار الأمني الذي يشهده البلد بعد إنهاء داعش، وتبادل المصالح، يدفع الدول لتوطيد العلاقات، لأن العراق بلد خصب للاستثمارات".


وأضاف أن "الزيارات في غالبها استثمارية واقتصادية، لأن العراق بلد مهم وموقعه إستراتيجي ويمتلك ثروات هائلة، فبالتالي دول العالم تبحث عن استثمارات ومصالحها".


وبخصوص دور البرلمان في الاتفاقات الاقتصادي التي تعقدها الحكومة العراقية، قال النائب إن "مثل هذه الاتفاقيات لن تمر إلا بموافقة البرلمان، لأنه هو من يصوت عليها بعد إبرامها من الحكومة".


وقبل أسبوعين، زار ملك الأردن عبد الله الثاني، العراق بعد أقل من شهر على زيارة رئيس حكومته عمر الرزاز، التقى خلالها برؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان، وجرى الاتفاق على ملفات عدة أغلبها تتعلق بالاقتصاد والأمن.

 

اقرأ أيضا: ظريف يزور العراق بعد أيام من زيارة بومبيو.. هذا برنامجه

"أجندات مختلفة"


من جهته، قال عضو تحالف "سائرون" القيادي بالحزب الشيوعي العراقي علي مهدي لـ"عربي21" إن "الزيارات الحاصلة تعكس الاستقرار الأمني بالعراق، وكذلك الدول لديها تطلعات مختلفة تجاه البلد".


وأوضح أن الأمريكان لديهم موقف ملتبس، فهم من جهة يريدون استقرار الوضع في العراق، ومن جهة أخرى يعتبرون البلد أحد واجهاتهم لقضية تصعيد الموقف ضد إيران بعد الحصار الذي فرض على طهران، والأخيرة تعتبر العراق محطة للصراع ضد أمريكا لتصفية الحسابات.


أما بخصوص، زيارة ملك الأردن، فقد رأى أنهم يريدون الاطمئان على الوضع الأمني ومدّ خط الأنبوب النفطي من البصرة إلى ميناء العقبة، وكذلك استثمار العلاقات الاقتصادية مع العراق. 


وبخصوص اعتراض "سائرون" على الاتفاق النفطي بين العراق والأردن، أكد علي مهدي أن تحالفه "لا يعترض على توطيد العلاقة مع أي بلد، على شرط أن تكون متكافئة واحترام السيادة، ولا تكون على حساب مصلحة العراقيين".


وأضاف أن "هناك نقاشا حاصلا على موضوع الأنبوب، والأردن قرر تخفيض سمة الجمارك على البضائع الداخلة للعراق، وأن الخطوة هذه بمثابة ضوء أخضر لتطمين العراق، بدخول البضائع بأسعار مناسبة، وكذلك خليج العقبة هو أحد المحطات الأساسية للعراقيين".

 

اقرأ أيضا: العاهل الأردني يصل إلى العاصمة العراقية بغداد

وفي الوقت نفسه، أكد علي مهدي لـ"عربي21" أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بغداد قبل أسبوعين، فإن أجندتهم تركزت على بحث وضع الفرنسيين الكثيرين الذين التحقوا مع تنظيم الدولة.


وأشار إلى أن فرنسا متخوفة من رجوع أعداد من مواطنيها كانوا مع تنظيم الدولة في الشمال السوري إلى بلدهم، ولاسيما بعد الفراغ الذي يسببه الانسحاب الأمريكي من سوريا.


وذكر القيادي في تحالف "سائرون" أن الجانب الفرنسي، بحث التنسيق بين العراق وقوات سوريا الديموقراطية "قسد"، لصد تنظيم الدولة ومنع عودة عناصر تنظيم الدولة الفرنسيين إلى فرنسا مجددا، وحصلوا على تطمينات عراقية بهذا الخصوص.


ويشهد العراق، زخما في الزيارات الرسمية، حيث زار البلد مطلع الشهر الجاري، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، تلتها زيارة لوزيري النفط والخارجية الإيرانيين على رأس وفود سياسية واقتصادية كبيرة.


كانت أولى الزيارات عقب تشكيل الحكومة الجديدة من وزير الخارجية القطري، ثم وزير النفط السعودي، جرى خلالهما بحث العلاقات الاقتصادية والسياسية، حيث أبدى المسؤولان استعداد بلديهما للمساهمة في إعادة إعمار العراق.


ومن المقرر أن يجري رئيسا تركيا رجب طيب أردوغان، وإيران حسن روحاني زيارة رسمية إلى العراق في شهر آذار/ مارس المقبل، لبحث تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية مع بغداد.

 

اقرأ أيضا: رئيس حكومة العراق يكشف تفاصيل اتفاق نفطي مع الأردن

التعليقات (0)