ملفات وتقارير

لماذا يحاول العلمانيون واللادينيون تعرية المصريات؟

المؤلفة جمعت بعض النساء بحديقة عامة وقمن بخلع الحجاب وإلقائه على الأرض- فيسبوك
المؤلفة جمعت بعض النساء بحديقة عامة وقمن بخلع الحجاب وإلقائه على الأرض- فيسبوك

أثار كتاب بمعرض القاهرة الدولي للكتاب حالة من الغضب بين المصريين وأصحاب التوجه الإسلامي في مصر، على خلفية تحريض الكتاب المصريات على خلع الحجاب والنقاب.


الكتاب المثير للجدل جاء بعنوان "خالعات الحجاب والنقاب- الثورة الصامتة"، للكاتبة دينا أنور، مؤسسة حملة "البسي فستانك واستردي أنوثتك‏" المطالبة بارتداء الملابس والفساتين القصيرة كما كانت النساء بفترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.


لكن المثير بالقصة هو أن المؤلفة جمعت بعض النساء بحديقة عامة وقمن بخلع الحجاب وإلقائه على الأرض وفي الماء والإطاحة به إلى السماء، وعرضت تلك الصور بغلاف الكتاب الذي كتبته على مدار 4 سنوات وقالت إنه يحتوي على تجارب نساء أُجبرن على ارتداء الحجاب.


والمثير أيضا، أن واقعة خلع الحجاب جاءت بحضور ومشاركة الكاتب المثير للجدل بمواقفه من الدين الإسلامي والمرأة والحجاب والنقاب وصاحب فكرة "مسيرة خلع الحجاب بميدان التحرير"، قبل سنوات شريف الشوباشي، وبدعم من والد الفنانة حلا شيحة، العائدة للفن بعد خلع النقاب ثم الحجاب، التشكيلي أحمد شيحة.


وكتبت دينا أنور، عبر صفحتها بـ"فيسبوك": "بكل الحب، بكل الفخر، أهنئ رائداتي الجميلات على صدور كتابهن، بمعرض الكتاب"، واصفة إياهن بـ"البطلات الواعدات، اللائي قمن ببطولة غلاف كتابي وشاركنني تصوير حالة البهجة والفرحة والسعادة والحرية بكل شفافية ومصداقية وجمال وشجاعة وقوة وتحدي ومواجهة".


وقدمت الناشطة النسوية العلمانية، الشكر لمن دعته بـ"رائدنا شريف الشوباشي على تشجيعه ودعمه ومجيئه هذا اليوم لدعمنا وإهدائه لمقدمة الكتاب"، مضيفة: "وشكر خاص للأستاذ الدكتور والفنان التشكيلي أحمد شيحة والد الفنانة حلا شيحة على إهدائه خاتمة الكتاب".


أنور، المؤيدة بشدة لرأس نظام الانقلاب بمصر عبدالفتاح السيسي والرافضة بشدة للثورة المصرية، ختمت بالقول: "المجد لحفيدات هدى شعراوي، وسيزا نبراوي، وصفية زغلول، وقاسم أمين، المجد لخالعات الحجاب والنقاب".

 

 

خوف من الماضي

 
وحول السر وراء استمرار محاولات بعض العلمانيين واللادينيين لتعرية المصريات، يرى الكاتب والباحث مسعود حامد، أن "ما يحدث هو ضمن سياسة عامة ممنهجة منذ اللحظة الأولى للانقلاب بتجفيف منابع الدين ومظاهره".


حامد، بين لـ"عربي21"، أن تلك السياسة "بدأت بحرق مسجد (رابعة) وحرق المصاحف وقتل العلماء مرورا بالتضييق على المدارس ذات الاتجاه الإسلامي، وتأميم الجوامع ونشر قيم مخالفة للدين تحت دعاوي الحرية والانفتاح والعلمانية".


وتابع: "وثقافيا عاد التوسع بروايات وكتب صادمة للرأي العام، وتمكين الصف المتطرف من العلمانيين لتشويه كل ما هو إسلامي والتشويش عليه، وتتم تلك السياسات مزامنة مع مثيلاتها بالرياض وأبو ظبي وبعض المدن العربية، لتذويب حائط الصد الإسلامي أمام تغول إسرائيل".


وفي تفسيره لسبب دعم الأنظمة هذا التوجه من سفور وعري المرأة، قال حامد: "كل حركات الاستقلال بالدول العربية كان منطلقها الإسلام، والإسلام يرعب تلك الأنظمة المنقلبة العاجزة عن الإصلاح والتنمية والتحرير، فالإسلاموفوبيا مرض هذه الأنظمة".


وأكد أنه "لذا فهي تحارب تجلياته ورجاله، كما أن الإسلام رابط قوي للشعوب ومنطلق لهم ومحفز حضاري وذاكرة أجدادهم، لذا يحاربونه خوفا من الماضي الذي يتراقص أمامهم وخوفا من الحاضر المنتشر بالربيع العربي وآخرهم السودان، وخوفا من المستقبل الذي يحرك شباب الثورة هنا وهناك".


الصراع مع الإخوان


وفي تعليقه يعتقد الكاتب والباحث خالد الأصور، أنه "في ظل أجواء الاستقطاب التي نحياها منذ 6 سنوات، كان من نتيجته أن النظام بصراعه السياسي مع الإخوان، غالبا هناك من يتبنى ما يظن أنها (ينابيع) وأرض خصبة لـ(الجماعة الإرهابية)، فيكون الحل هو تجفيف هذه الينابيع، واعتماد سياسة الأرض المحروقة مع هذه الحالة الخصبة المهيئة لعودة الجماعة ولو من أبواب دينية واجتماعية".


الأصور أوضح لـ"عربي21"، أنه "لذلك يتيح المجال واسعا أمام أمثال هذه الكاتبة وغيرها، لممارسة هذا التجفيف المحكوم عليه بالفشل سلفا، لكنه حتما سينجح بإثارة الغبار والجدل وشغل الناس؛ وهذا هدف آخر من الأهداف المرجوة".


وحول عدم اقتصار تلك الحملة على مصر وأنها ممتدة من تونس لمصر إلى السعودية وغيرها، يرى الأصور، أن "العامل الخارجي حاضر لا محالة؛ لكن أمر مصر وتونس غير السعودية"، موضحا أن "الأخيرة مستهدفة بهذا الجانب بشكل أساسي ومقصود به الجانب الديني، بينما مصر وتونس، ربما تجفيف ينابيع التيار الإسلامي المنافس، فضلا عن إلهاء الجماهير بقضايا جدلية مفتعلة يظل هدفا مهما".


عرض الكتاب بمعرض القاهرة وسط ضجة إعلامية أثار انتقادات وردود فعل غاضبة، بمواقع التواصل الاجتماعي.


حرب الدولة


وانتقد الناشط المصري الدكتور ‏أحمد عبد الباسط، نشر شخصية وصفها بالنكرة هذا الكتاب بمعرض القاهرة بالوقت الذي يمنع فيه عشرات الكتب الدينية لكبار علماء المسلمين بحجج أمنية، وقال: "نعلم يقينا أن الدولة تحارب كل ما هو ديني وله سمت إسلامي وتترك كل ما يدعو للانحلال والفجور".


 وأضاف: "من تريد من النساء خلع الحجاب والنقاب هذه حريتها؛ ولكن عندما تقوم شخصية نكرة مثل مؤلفة هذا الكتاب بجمع مجموعة من الساقطات لعمل فوتوسيشن لخلع الحجاب والنقاب والاستهزاء به وإلقائه بالماء فيجب أن يقف لهم الجميع، وليس معنى أن الحكومة تؤيد كل ما هو منحل أن نصمت نحن أمام هذا العبث بشيء من صميم الدين".


وأشار إلى أن بعض التعليقات على الصور تشعرك بالحزن على الوضع الذي وصلت له مصر الدولة الإسلامية، متوقعا أن يصنع الإعلام منها بطلا من ورق.

 

 


ورفضت فتيات مصريات تلك الدعوة، وقالت الناشطة هدير عرفة: "خالعات الحجاب متنمرات وعنصريات"، مؤكدة أن من يتحدث حول حرية الملبس "إنسان غوغائي جاهل".

 

 

وقارنت أخريات بين تلك الدعوة بمصر وبين موقف شابة فلسطينية رفضت خلع الحجاب أمام قوات الاحتلال الإسرائيلي.

 

 

 

ref_src=twsrc%5Etfw">31 يناير 2019

التعليقات (3)
مصري
الأحد، 03-02-2019 07:48 ص
وهل يقال علي هؤلاء المتشيطنات نساء مسلمات أنهم خبيثات مندسات علي النساء المسلمات العابدات القانطات المدفعات عن دينهم كالأسود الكواسر ، نساء هم درة الإسلام بحق ممن أعزهن الله بهامات لا تعرف الإنحناء شامخات آبيات في أشد المحن التي لا تزيدهن إلا صلابة فلله دركن ، أما هؤلاء الذليلات فليفرحن الأن بخلع ما يريدن من ثياب لم تستر أبدا عورتهن و لا فرق أبدا بين حالهن قبل أو بعد خلع ملابسهن ، و لكن في النهاية هناك قبر و ظلمة و وحشة ووحدة و ندامة لا رجعة فيها فأنتظرن نهايتكن المحتومه .
مواطن صالح و شريف.
الجمعة، 01-02-2019 01:23 م
و هل للشيطان (المتمثل في العلمانيين واعداء الاسلام جميعا) دور اخر الا افساد الخلائق و الاخلاق و ابعادهم عن الخالق . الله غالب.
مالك علي
الخميس، 31-01-2019 08:07 م
اذا انتقدت لبس نسائهم العاري قالوا هذه حرية شخصية. أما ارتداء نسائنا لباساً محتشماً فلا يدخل عندهم تحت باب هذه الحرية. هؤلاء خنازير على هيئة بشر.