حقوق وحريات

مقتل 85 معارضا في مصر خلال شهر .. لماذا يصمت العالم؟

محامي: غياب الرقابة القضائية والحقوقية على السجون يدفع الجهاز الأمني لمزيد من الانتهاكات التي تصل لحد القتل- الداخلية المصرية
محامي: غياب الرقابة القضائية والحقوقية على السجون يدفع الجهاز الأمني لمزيد من الانتهاكات التي تصل لحد القتل- الداخلية المصرية

كشفت منظمة "نجدة" لحقوق الإنسان، أن كانون الثاني/ يناير الماضي شهد 85 حالة قتل خارج القانون لمعارضي نظام الانقلاب العسكري بمصر، مقارنة بـ30 حالة شهدها الشهر نفسه من عام 2018، كما شهد الشهر نفسه اختفاء قسريا لـ129 حالة وثقتها المنظمة، مقارنة بـ 59 في الشهر نفسه من العام الماضي.

ويتزامن مع التقرير الحقوقي الذي حصل "عربي21" على نسخة منه، تقدم العشرات من أهالي المعتقلين السياسيين بشكاوى للمجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر ومنظمات حقوقية أخرى، تفيد بمنع الزيارة عن ذويهم المعتقلين، وشملت الشكاوى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والسفير معصوم مرزوق والدكتور رائد سلامة وعلاء عبد الفتاح وشادي الغزالي حرب، ومحمد القصاص وأحمد دومة وغيرهم.

كما علق الدكتور محمد البرادعي على منع الزيارة عن المعتقلين السياسيين، وخاصة الدكتور محمد مرسي ونجله أسامة، مشيرا عبر حسابه بتوتير إلى أن "حرمان السجين من الزيارة عقوبة قد تساوي في قسوتها السجن ذاته".

بينما كشف أحمد النجل الأكبر للرئيس مرسي، أن أسرته لم تزر شقيقه أسامة المسجون بسجن العقرب منذ 17 شهرا، ولا يعرفون عن أحواله أي شيء.

في حين كشفت منى سيف شقيقة الناشط علاء عبد الفتاح في صفحتها على الفيسبوك، أنها تمكنت الأحد من زيارة شقيقها بعد منعهم من الزيارة واعتصامهم أمام مجمع سجن طرة طوال الأسبوع الماضي، وأكدت منى أن الزيارة لم تتم في السجن المسجون به علاء وهو سجن عنبر الزراعة، وإنما تمت بسجن شديد الحراسة 2، ومن خلال العازل الزجاجي، وباستخدام سماعة التليفون، وهي المرة الأولي التي تتم فيها الزيارة بهذا الشكل طوال الخمس سنوات التي سجن فيها شقيقها.

 

اقرأ أيضا: أسرة ناشط مصري تعتصم أمام سجن طره بعد "رفض الزيارة"

وحملت أسرة الناشط السياسي شادي الغزالي حرب، في حديثها لـ"عربي21" وزارة الداخلية وقطاع الأمن الوطني مسؤولية حياة شادي الذي دخل في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 17 يوما، وتم منع الزيارة عنه، وهو ما يثير الشكوك حول صحته التي تعاني من عدم الاستقرار.

ونشرت زوجة رئيس الحركة المدنية السفير معصوم مرزوق عبر صفحتها بالفيسبوك تعليقا يؤكد منعها من زيارة زوجها، دون توضيح أية أسباب سوى أنها "أوامر عليا" كما أخبرها ضباط السجن.

"قتل وتعذيب"

وعلمت "عربي21" من مصادر حقوقية أن مصلحة السجون تتكتم على مقتل أحد المعتقلين السياسيين بسجن العقرب على يد مفتش مباحث السجن المقدم أحمد أبو الوفا، نتيجة تعذيبه قبل عدة أسابيع في التأديب، ما أدى لنقل أبو الوفا من السجن ووقفه عن العمل، إلا أن مصلحة السجون رفضت الرد على مطالب المحامين بالكشف عما يحدث لمعتقلي السجن سيئ السمعة، والمعزول عن العالم الخارجي منذ 17 شهرا متصلة.

من جانبه يؤكد المحامي والحقوقي أحمد عبد الباقي لـ"عربي21" أن "ما يحدث بالسجون المصرية فاق كل التصورات، حيث أصبحت الانتهاكات أمرا اعتياديا، ليس داخل السجون فقط، وإنما خارجها أيضا، موضحا أن سلطات الأمن توسعت خلال الأشهر والأسابيع الماضية في عزل المعتقلين السياسيين عن العالم الخارجي، ولم يعد الأمر قاصرا على سجن العقرب فقط، وإنما امتد لغيره من السجون الأخرى".

ويضيف عبد الباقي أن "غياب الرقابة القضائية والحقوقية على السجون وغير السجون، يدفع الجهاز الأمني لمزيد من الانتهاكات التي تصل لحد القتل دون محاكمة، كما يحدث في عمليات التصفيات الجسدية التي أصبحت وجبة أمنية أسبوعية، بالإضافة لتنفيذ أحكام الإعدام دون انتهاء كل إجراءات التقاضي، كما جرى في إعدام ثلاثة شباب من المنصورة بقضية مقتل نجل أحد المستشارين".

ويشير الحقوقي المصري إلى أن "نظام السيسي لم يعد يعنيه سمعته الحقوقية الدولية، وهو ما يبرر توسعه في الانتهاكات الحقوقية، بالتزامن مع بدء أعمال المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وهي الاجتماعات التي تراجع الدول في البلاغات والتقارير الخاصة بالتعذيب والاختفاء القسري والقتل خارج إطار القانون والإعدامات دون محاكمات عادلة، وغيرها من الملفات التي تعد مصر طرفا أصيلا فيها".

في إطار متصل، يؤكد الباحث السياسي أسامة أمجد لـ"عربي21" أن "ردود الأفعال الحقوقية الدولية التي صاحبت تنفيذ الإعدامات في شباب المنصورة قبل أيام كانت قوية، ولكنها لم تكن مؤثرة، حيث لم يصدر أي قرار حتى الآن من الحكومات أو الهيئات والمؤسسات الأوروبية والدولية الرسمية، يمكن أن تكون رادعة للسيسي، أو تدفعه لوقف هذا التصعيد، خاصة أن هناك 62 معارضا في انتظار تنفيذ حكم الإعدام، بعد أن رفضت محكمة النقض الطعون التي قدموها".

ويضيف أمجد أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تدعم السيسي، وتبرر سياسته الانتقامية مع معارضيه، باعتباره الأفضل لهم والأقرب لتنفيذ مخططاتهم، في حين تتغاضى الحكومات الغربية عن هذه الانتهاكات لوجود مصالح اقتصادية وسياسية مشتركة، أشبه بالرشاوي التي يقدمها السيسي لهم مقابل الصمت عن جرائمه المتواصلة".


اقرأ أيضا: وثيقة تثبت إعدام 3 مصريين بالمخالفة لإجراءات التقاضي (صورة)

التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 11-02-2019 04:02 م
لقد صمت المصريين فلماذا لا يصمت العالم أجمع ؟؟؟

خبر عاجل