ملفات وتقارير

لماذا يحرض السيسي الغرب على الإسلام والمساجد بأوروبا؟

السيسي حذر دول أوروبا والعالم من خطر محتمل يأتي من الخطاب الديني داخل المساجد- جيتي
السيسي حذر دول أوروبا والعالم من خطر محتمل يأتي من الخطاب الديني داخل المساجد- جيتي

واصل رئيس سلطة الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، حملته التحريضة على الإسلاميين، ملصقا بهم وبدور عبادتهم اتهامات الإرهاب والتطرف، ومحذرا دول أوروبا والعالم من خطر محتمل يأتي من الخطاب الديني داخل المساجد، داعيا قادة أوروبا لمراقبتها.

وخلال مشاركته بمؤتمر ميونخ للأمن، السبت، دعا السيسي،  الأوروبيين إلى مراقبة المساجد ودور العبادة، حاثا إياهم على إصلاح الخطاب الديني، وقال إنه داوم في لقاءاته مع المسؤولين الأوروبيين أو من أي دولة أخرى على حثهم على الانتباه لما ينشر في دور العبادة.

وشدد السيسي على ضرورة "تضييق الخناق على الجماعات والتنظيمات التي تمارس الإرهاب، أو الدول التي ترى في غض الطرف عنه -بل وفي حالات فجة تقوم بدعمه- وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ومطامع إقليمية".

وزعم السيسي أن "ثلاثين مليون مصري نزلوا إلى الشارع رفضا للحكم الديني المبني على التطرف والتشدد، الذي سيؤدي إلى حرب أهلية"، مطالبا رؤساء دول وحكومات حضروا المؤتمر، إلى تعزيز التعاون التنموي لمكافحة الإرهاب.

 

حديث السيسي يدعو للتساؤل: حول أسباب ممارسته هذا الدور التحريضي على كل ما هو إسلامي في خطابه الموجه نحو العالم ونعته الإسلاميين بصفة الإرهاب وما أهدافه من استخدام المساجد كفزاعة للغرب؟.

مقومات بقاؤه


وفي رده على ذلك التساؤل، قال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور أشرف عبدالغفار، إن "مقومات بقاء السيسي عند الغرب هو ما يدعيه من أن الإسلام والإرهاب وجهان لعملة واحدة وأنه لا مكان للإسلام في العالم وبخاصة أوربا وأمريكا".

عبدالغفار، أكد لـ"عربي21"، أن السيسي "إن قضى علي الإسلام في المنطقة العربية بالتعاون مع بقية أضلاع مثلث الشر محمد بن زايد وبن سلمان (وليا عهد أبوظبي والسعودية) فلا عتاب عليه من الغرب لأن العدو مشترك والخطر واحد في مواجهة الجميع".

وتابع: "كان الأولى برئيس دولة مسلمة أن يدعو العالم إلى احترام الإسلام وقيمه والسعي لإفشال المجال للمسلمين لتعريف العالم بالإسلام الذي يدعي أنه يحمله؛ و لكنه يريد في كل وقت أن يدافع عن المسيحية واليهودية وأن يهاجم الإسلام بكل ما يملك".

 

اقرأ أيضا: السيسي يدعو أوروبا لمراقبة المساجد.. ويتذكّر الأرمن (شاهد)

وأضاف الإسلامي الرائد في العمل الإغاثي والخيري بأوروبا أن السيسي "يظن بذلك أن هذه مقومات بقاؤه ولا يعلم أن العالم لا يحترم من يقدم الولاء لغيره دون أهل وطنه"، موضحا أن "الغرب يستخدمه ولكن لا يحترمه".

وختم عبدالغفار بقوله، إن السيسي بذلك "يؤكد أنه ما جاء ليحكم البلاد بل ليهدمها ويهدم قيمها بل ويمتد العداء إلى خارج الأوطان لإثبات معرفته وولاءه في تنفيذ المهمة التي كُلف بها".

أربعة أسباب


من جانبه يرى الإمام المصري بالمشيخة الإسلامية بدولة الجبل الأسود، سامح الجبة، أن ما قاله السيسي في خطابه لأوروبا والعالم الغربي "ليس تحريضا من السيسي؛ بل هذا الدور يقوم به في حربه على الهوية الإسلامية وعلى كل من يدعو للتمسك بها من دعاة ومفكرين وجمعيات وحركات، فهو أحد أدوات المشروع الصهيوأمريكي".

الداعية الأزهري أكد لـ"عربي21"، أنه يقوم بذلك لأربعة أسباب أولها محاولة كسب الشرعية ورضا المجتمع الدولي بأنه أفضل من يخدمهم في مواجهة الإسلام خاصة بعد تعالى الأصوات في الغرب بخطأ دعم هذا النظام الإستبدادي والسكوت عليه".

وتابع: "وثانيا: فإنه يسعى للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان التي فاقت كل حدود وإسكات الأصوات المطالبة بفضح هذه الانتهاكات ومحاكمته عليها".

وبين أن السبب الثالث هو "التغطية على الفشل الإقتصادي والمعاناة التي يعانيها الشعب من جراء هذا الإنقلاب الدموي"، مضيفا "ورابعا: تكريس التبعية والسير في ركاب المجتمع الدولي والإقليمي والذي يريد رهن إرادة مصر وعدم تحريرها".

حيلة نفسية


وفي إجابته قال الباحث والإعلامي أحمد رشدي، "قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر"، وليس مستغربا ممن قال (اللي ما يرضيش ربنا إحنا معه)، وادعى أن ثوابت الإسلام تريد أن تصحح، واتهم كافة المسلمين بأنهم قتلة (مليار ونص عايزين يموتوا باقي العالم)، من سلم مسلمي الروهينجا طلاب الأزهر للحكومة الصينية لتقتلهم".

رشدي، أوضح لـ"عربي21"، أن "من كانت هذه حاله وذاك ديدينه ليس غريبا عليه أن يحرض على المسلمين في أوروبا، فهو على كل حال إن لم يكن كارها للإسلام مارقا عنه فهو على الأقل يريد أن يقول أن الخطأ ليس فيه ولكن في الدين الذي يعاديه، وهي حالة من حالات الحيل النفسية المعروفة".

وقال إن "من يدعي أنه يحارب الإرهاب نيابة عن العالم والإرهاب من وجهة نظره يتمثل في المقام الأول في خصومه السياسيين وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين والتي تمثل تيارا وسطيا يمتد أثره في مساجد أوروبا؛ فهو يدعو إلى الحرب على خصومه باسم الإرهاب".

 

اقرأ أيضا: انطلاق "ميونخ للأمن" بمشاركة 35 دولة.. تتناول هذه الملفات

وأكد الباحث الإسلامي، أن "الأمر لا يخلو من تطبيق قاعدة خير وسيلة للدفاع الهجوم؛ فالسيسي سيئ الذكر الذي تلاحقه الأسئلة المحرجة عن حقوق الإنسان بمصر أراد أن يبادر هو بالهجوم من خلال تخويفهم بالإرهاب، وإن كنت أشك أن يصل إلى هذا المستوى من الفكر السياسي".

وختم بالقول: "لكن تبقى الصورة الأوضح من خلال متابعة أداء السيسي وأذرعه وعصابته هي أنه يرى الإسلام والإسلاميين خطرا محدقا يجب أن يُحارب وينتهى".

وعبر "توتير" قال القيادي بالجماعة الإسلامية الدكتور أسامة رشدي: "السفاح السيسي، لايكتفي بالإرهاب الذي يمارسه على المصريين بالداخل وعلى مساجدهم؛ بل يحرض العالم على المساجد وقمع المسلمين"، متعجبا "لا أدري من أي طينة خبيثة نبت هذا الحقود الأشر".

التعليقات (3)
مواطن صالح و شريف.
الأحد، 17-02-2019 09:39 م
لكي يقوم بالدور المنوط به على اكمل و جه . ولكن هيهات كان غيره اشطر و ادهى و امر. وبقي الاسلام صافيا شامخا و المعتنقين له في تزايد مستمر و معتبر في الارض. (ابن مليكة) مثله مثل من امر بقطع غصن فقطع الشجرة ليكسب شهادة حسن سلوك لدى اسياده الصهاينة . مبروك بلحة.------------ الله ينتقم منك و من اسيادك امين.
مصري
الأحد، 17-02-2019 09:17 م
لأنه ليس بمصري علي الإطلاق ، و لا بمسلم ، السيسي أصولة يهودية إسرائيلي النشأة و الهويه و الجنسية و الإنتماء ، صهيوني و إرهابي العقيدة ، مجرم بالفطرة و الوراثة .
مصري جدا
الأحد، 17-02-2019 08:07 م
هو يتكلم بلسان اليمين الغربي المتشدد تقديما لأوراق اعتماد جديدة ومتكررة ،،، هنا يطالب بتجديد الخطاب الديني دون تحديد ما المقصود بالتجديد اللهم إلا اذا كان تحويل الاسلام إلى صورة علمانية أشبه الوضع السوري مثلا ،، وهناك يطالب بمراقبة المساجد ويذكر الارهاب مرتبطا بالإسلام دون غيره ،، السيسي لا يعنيه العرب ولا الاسلام وهو يخاطب الخارج دوما باللغة التي يحبون ،، يتكلم دوما عن الهجرة غير الشرعية ،،، وعن ملف الارهاب ،، وعن آمن اسرائيل ،، والغرب يعجبه ذلك بمباركة أمريكية ودعم صهيوني وتمويل خليجي ،،،، لكن الايام دول لأشباه الدول ،،،