سياسة عربية

بعد إنهائه بسوريا.. ما سرّ عودة هجمات تظيم الدولة بالعراق؟

تنظيم الدولة نفذ إعدامات بحق عراقيين اختطفهم من الأنبار- أ ف ب (ارشيفية)
تنظيم الدولة نفذ إعدامات بحق عراقيين اختطفهم من الأنبار- أ ف ب (ارشيفية)

تصاعدت هجمات تنظيم الدولة، في عدد من المدن العراقية بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي إنهاء تواجده في سوريا بشكل كامل، مقررا بذلك سحب كامل قواته بعد إتمام مهمتها.


وعلى الرغم من الانكسار الكبير الذي شهده التنظيم في العراق، فقد نفّذ في الآونة الأخيرة هجمات اختطاف وتفجير في مدن كانت تقع تحت سيطرته لمدة ثلاث سنوات، منها الموصل، كركوك، الأنبار وصلاح الدين.


هل يعود للعراق؟


وكان آخرها، إعلان السلطات العراقية، اليوم الثلاثاء، العثور على جثث ستة عراقيين أعدمهم تنظيم الدولة من أصل 12 اختطفهم من صحراء منطقة النخيب غربي الأنبار بعد يوم من اختطافهم.


وفي حديث لـ"عربي21" قال النائب في البرلمان العراقي حسن فدعم إن "تنظيم الدولة عبارة عن عصابات تنفذ بعض الأعمال الإجرامية في مناطق صحراوية نائية ووعرة يتخذها ملاذات حتى يلفت الأنظار إليه".


وأضاف النائب أن "عناصر داعش، انهاروا في العراق ولا يمكن أن يعاودا ترتيب صفوفهم، لأن هزيمتهم كانت في وقت زهوهم وسيطرتهم على مساحات واسعة في العراق وسوريا، مع امتلاكه السلاح والعتاد".


ولفت إلى أن "الهدف من تنفيذ التنظيم عمليات خطف وقتل تستهدف الناس البسطاء ورعاة الأغنام في مناطق نائية، حتى يحصل على زخم إعلامي في محاولة منه لاستقطاب عناصر جديدة".


وتابع فدعم: "لكن الأوضاع على أرض الواقع تختلف تماما، لأن الجانب الاستخباري للأجهزة الأمنية العراقية تحسن كثيرا، وبدأت تباغت خلايا التنظيم في الأنبار ومناطق أخرى، وقد اعتقلت قبل أيام خلية نفذت إعدامات في مدينة الفلوجة".


"توظيف داعش"


من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي العراقي الدكتور سعدون التكريتي لـ"عربي21" إنه "من أجل فهم طبيعة التصعيد الأخير لتنظيم داعش في المحافظات العراقية، وقدرته المتكررة على تنفيذ بعض العمليات، لا بد لنا من فهم ماهية داعش".


وأوضح أن "داعش عنوان واسع يتم العمل من خلاله وتحت ظله لتحقيق أهداف متعددة، وفي ظل ذلك يمكن تفسير السبب في عدم إنهاء فلوله، والقبول ببقاء خلاياه نائمة، وهو أمر مقصود، إذ يتم العمل على إيقاظها في أوقات ولغايات محددة".


وأشار التكريتي إلى أنه "يمكن اليوم اعتبار داعش مثلا عاملا أساسيا في الحرب الباردة المتواصلة بين الولايات المتحدة وإيران، وبالتالي يركن الخبراء الذين يرون استحالة حدوث مواجهة عسكرية بين الطرفين إلى إمكانية توظيف عنوان داعش في إحراج أحدهما عبر إيجاد جو من التدهور الأمني الممكن تحقيقه بسهولة بسبب هشاشة الواقع العراقي".


واختتم الباحث في الشأن السياسي العراقي قائلا: "لذلك، مثلما كان سنوات احتلال داعش للمحافظات العراقية ورقة وظفتها أكثر من دولة، تغدو اليوم عملياته وسيلة واضحة وفاعلة للضغط والحصول على المكاسب".

 

وفي تغريدة له على "تويتر" قال زعيم مليشيات "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، إنه "في ظل التركيز الأمريكي الأخير على عودة خطر داعش الذي تزامن مع انسحابهم من سوريا ومحاولة إيجاد مبررات لتواجدهم في العراق. لا نستبعد الأيادي الأمريكية وراء خطف المدنيين في كربلاء و صلاح الدين".


والثلاثاء، قال رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، إن العراق معني بتطورات المعارك في سوريا وتطهير آخر جيب من تنظيم الدولة.


وأضاف عبد المهدي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي أن "العالم اليوم أكثر أمنا وسلما بسبب التضحيات التي بذلها العراقيون في القضاء على تنظيم الدولة".


وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد قال الأحد الماضي، إن الولايات المتحدة لا تريد أن تقف وتشاهد مقاتلي تنظيم الدولة المعتقلين في سوريا يتغلغلون في أوروبا التي من المتوقع أن يذهبوا إليها إذا أطلق سراحهم.


 وأعلن ترامب في تغريدته على "تويتر" أن "أمريكا تنسحب من سوريا بعد تحقيق النصر بنسبة مئة في المئة على تنظيم الدولة".

التعليقات (0)