مقالات مختارة

النفوذ الأمريكي البريطاني إلى أين؟

مارك غونغلوف
1300x600
1300x600

من ضمن الأشياء المتوقعة بالنسبة للإمبراطوريات، أنها إلى زوال مهما طال بها الزمان وربما نشاهد إحداها تسقط الآن.


منذ أيام مارغريت ثاتشر ورونالد ريغان، والعالم يحكمه تحالف أمريكي - بريطاني، أطلق عليه مدير تحرير وكالة «بلومبرغ» للأنباء، جون ميكلثويت، اسم «أنغلوسفير». لكن بعد مرور 40 عاما، وهي غمضة عين بمقياس التاريخ، فإن هذه الهيمنة تبدو كأنها بدأت في التلاشي.


رأينا الضربات القاصمة تتوالى عام 2016 مع النتائج الصادمة لاستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب الرئيس دونالد ترامب، وكلاهما شكل منعطفا دراماتيكيا بعيدا عن رؤية العالم التي حددت معالم الشراكة. وربما وجدت دول أخرى أن «الأنغلوسفير» متخم أو مدمر، وربما هناك من يشعر بالشماتة. لكن جون جادل بأن «الأنغلوسفير» قد عادت عليهم بالنفع أيضا، وأن مشكلاته ليست بهذه الضخامة.


هناك دلائل تدعو إلى التفاؤل مهما كانت ضآلتها، حيث يشير جون إلى أن نفوذ «الأنغلوسفير» عميق ومتسع يتخطى حجم لندن وواشنطن. وحتى في هذه المدن هناك من عاد إلى صوابه؛ فها قد انشق 11 عضوا برلمانيا بريطانيا عن أحزابهم ليشكلوا تحالفا وسطيا صغيرا للدفاع عن تلك الأفكار البديهية، لمنع الاندفاع صوب منحدر «بريكست». وفي هذا الصدد، كتب محررو الرأي بوكالة «بلومبرغ» يقولون، إن هذا ليس بالكثير لكنه يمثل بابا للأمل.


يقول الكاتب نوح سميث: «هنا في المستعمرات، لا يزال التدهور ملحوظا وستراه جليا إن قدت سيارتك عبر جسر أو ركبت قطارا متجها إلى نيويورك». ويشير سميث إلى أن التنمية الاقتصادية تتحرك في اتجاهين، وأن زيادة الفساد وارتفاع التكلفة والبنية التحتية المتداعية والنتائج المتفاقمة، جميعها توحي بأن الأمور تسير في الاتجاه الخطأ. لقد رأينا ذلك من قبل في إيطاليا، القوة الاقتصادية الكبيرة التي تعثرت في ظل قيادة قائد شعبوي تنقصه الكفاءة. الشيء نفسه يمكن أن يحدث هنا.


حذر ترامب أنصاره من أنهم سيرهقون من كثرة الفوز، ولحسن حظهم تعاطوا جرعة خسائر صحية، أشهرها عدم نجاحه في إجبار المكسيك أو أي جهة على سداد تكلفة بناء الجدار الحدودي مع المكسيك. والأسبوع الجاري توقف ترامب عن محاولة تحقيق حلمه بتشكيل قوة فضائية جديدة، وعلمنا كذلك أن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، قد تجاهلت فكرته الحصول على أموال للمساعدة في إخماد الحرائق من ولاية كاليفورنيا.


كتب المحلل الاقتصادي براين شباتا يقول، إن الأمر استغرق بعض الوقت قبل أن يتمكن بنك الاحتياطي الفيدرالي أخيرا من معالجة نوبة الغضب العارم، حيث أعطى محضر اجتماع أول من أمس الأسواق ما تحتاجه، بأن منحها قدرا من السكينة وباتت أسواق السندات الآن هادئة.


ويقول الخبير الاقتصادي محمد العريان، إن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يستقر بسهولة، حيث لا يزال هناك عدد من الألغام في طريق التواصل؛ بدءا من اجتماع لجنة السياسات المقررة الأسبوع القادم. لكن سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن الأسواق ستستمر على هدوئها إلى الأبد، إذ إن إرسال أي إشارة متضاربة، قد تنهي حالة الهدوء السائدة.


وقالت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، إن التعقيد في إجراءات الحصول على السلاح من شأنه أن يقلل من فرص قتل الأبرياء، وإنك إن رأيت في ذلك نوعا من «الغباء»، فلا بد أنك عضو في «رابطة حائزي الأسلحة الخفيفة» في الولايات المتحدة المستفيدة من وفرة هذه الأسلحة في الأسواق. فهذه الرابطة تعارض إصدار هذا القانون الذي يحد من حيازة الأسلحة، الذي اقترحه الحزب الديمقراطي في هذا الصدد.


ويقول مقترح الحزب الديمقراطي، إن الحد من تراخيص حيازة الأسلحة يعني الحد من وفيات الأطفال، لأن السلاح يعتبر السبب الثاني لوفيات الأطفال في الولايات المتحدة. اختصارا: القليل من الأسلحة يعني القليل من الوفيات.

 

عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية
1
التعليقات (1)
رائد خير
السبت، 23-02-2019 01:50 م
ينطلق السيد مارك غونغلوف من قراءة خاطئة للوضع السياسي الدولي بقوله (منذ أيام مارغريت ثاتشر ورونالد ريغان، والعالم يحكمه تحالف أمريكي – بريطاني) . بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ، تدهورت مكانة بريطانيا الدولية و معها فرنسا ، مما أدى إلى توافق بين أمريكا – الاتحاد السوفيتي على تقاسم النفوذ في العالم في مطلع الستينات في لقاء كينيدي – خروشوف المشهور الذي أسقط بلدان الاستعمار القديم من الحسابات السياسية الكبرى . استعاضت بريطانيا عن ذلك بتطوير علاقة خاصة غير ندية مع أمريكا هي في حقيقتها ليست علاقة تحالف بل دوران في فلك أمريكا بدليل موافقة بريطانيا على أي شيء تقرره أمريكا و بدليل طاعتها لأمريكا حين تدخل حروباً ليس لبريطانيا مصلحة فيها حين تطلب أمريكا من بريطانيا إرسال قوات للمشاركة . كلنا يعلم أن قوات بريطانيا شاركت أيام عميل أمريكا "رئيس الوزراء توني بلير" في العمليات العسكرية في منطقة البصرة و ضربتها القوات الأمريكية (تحت بند نيران صديقة) ، فماذا فعلت بريطانيا ؟ ثم إن هذه القوات البريطانية خرجت من البصرة فما كان من أمريكا سوى إحلال عميلتها إيران مكانها. دخلت بريطانيا الاتحاد الأوروبي كحصان طروادة لمنع وجود اتحاد فعال ينافس أمريكا ، و أدرك الأوروبيون ذلك . كانت قصة الخروج "التي لم تتم بعد" هي محاولة تشجيع على فرط عقد الاتحاد لكن لم نلاحظ بلداً أخر يحذو حذوها مما يعني أن المحاولة فشلت . بريطانيا تتراجع و من الصعب تصور أن تعود لتنافس أمريكا في المستقبل .