هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أخبرت عائلة صحفي أردني مختف في سوريا، "عربي21"، أن مصير ابنها لا يزال مجهولا، بعد أن تم اعتقاله بشكل قسري في سوريا، قبل أيام عدة.
وأكدت أن الصحفي المختفي، عمير مصعب يوسف الغرايبة (30 عاما)، ذهب إلى سوريا 7 شباط/ فبراير الجاري بقصد السياحة، وكان برفقته الكاميرا التي اعتاد على استخدامها، وهي كاميرا صغيرة عادية من نوع "canon"، وكان معه صديقان رافقاه في رحلته.
وأضاف محمد الغرايبة، أن شقيقه عمير ما يزال مصيره مجهولا حتى الآن، وأنه تواصل مع المسؤولين الأردنيين من أجل معرفة مكان احتجاز عمير، ومساعدته، مؤكدا أنه تلقى وعودا بمتابعة الأمر.
اقرأ أيضا: بدء العمل بمعبر نصيب بين الأردن وسوريا ودخول أول المسافرين
ولكنه قال إن الجانب الأردني لم يعلم حتى اليوم مصير عمير، رغم تواصلهم مع الجانب السوري، مضيفا أن دمشق لم تتعاون حتى اللحظة في الكشف عن مصير شقيقه.
وقال إن شقيقه اعتقل أثناء عودته لبلاده، الأسبوع الماضي، على حاجز أمني بعد خروجه من مدينة كسوة السورية، وتمت مصادرة الكاميرا التي بحوزته، مؤكدا أنها كانت تحتوي على صور مناطق سياحية فقط، بحسب صديقيه اللذين كانا برفقته.
وأكد أن عائلته "تبدي استغرابها لما يجري مع ابنها عمير"، مؤكدة أنه "لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، وليس شخصا متطرفا، لكي يتم التعامل معه بهذا الشكل".
وأضاف في التفاصيل، أن شقيقه تم توقيفه من القوات النظامية على الجانب السوري، بالإضافة إلى صديقيه، وتم التحقيق معهم، ولاحقا تم الإفراج عنهما، إلا أن عمير تم اعتقاله ومصادرة الكاميرا الخاصة به.
وأكد أن شقيقه عمير سبق أن عمل في مؤسسات صحفية عدة، وهو مصور محترف، إلا أنه لم يحز على عضوية في نقابة الصحفيين حتى اليوم.
وأكد أن النائب الحالي طارق خوري، والنائب السابق صلاح الزعبي، يتابعان الأمر مع النظام السوري.
وقال محمد لـ"عربي21"، إنه تم التواصل مع الخارجية الأردنية والسفارة في سوريا، بالإضافة إلى الديوان الملكي، وأطلقنا مناشدات باسم العائلة، وبعثنا برسالة إلى الملك عبد الله الثاني، عن طريق مدير الديوان الملكي الذي وعدنا بأنه سيوصلها له، لكن لا رد حتى الآن.
تواصل أردني مع دمشق
من جهته، أكد مصدر من الخارجية الأردنية، في حديثه لـ"عربي21"، أن الأردن تواصل بشكل رسمي مع الجانب السوري، بعد اتصال شقيق عمير بهم، وتأكيده اعتقال شقيقه في سوريا الذي ذهب في سياحة، وليس بمهمة رسمية لأي مؤسسة صحفية.
وأكد أن التنسيق جار مع الجانب السوري لمعرفة مصير عمير، رافضا الحديث عن المزيد من التفاصيل، وأن الحكومة الأردنية ليس لديها علم بعد بمكان تواجد المواطن الأردني عمير الغرايبة في سوريا.
اعتراف سوري
وبحسب الوكالة الألمانية، "د ب أ"، فإن مصدرا دبلوماسيا سوريا، أقر باعتقال الصحفي الأردني، وقال إن "الشاب المذكور لم يدخل إلى سوريا كسائح عادي بل دخل صحفيا".
وأوضح الدبلوماسي، الذي طلب عدم ذكر اسمه للوكالة، أن الأجهزة الأمنية صادرت كاميرا عمير، بعد أن التقط صورا من دون الحصول على تصريح من السلطات ووزارة الإعلام".
نقابة الصحفيين: لم يبلغنا أحد
من جانبه، أكد نقيب الصحفيين الأردنيين، راكان السعايدة، في حديثه لـ"عربي21"، أنه ليس لدى النقابة علم باعتقال أي صحفي أردني في سوريا، وأنه لم يتم التواصل معها بهذا الخصوص.
وقال إن النقابلة ليس لديها عضو مسجل باسم عمير الغرايبة، ولكنه عبر عن استعداده للمساعدة في معرفة مصير الشاب، حتى وإن لم يكن مسجلا في النقابة، لا سيما أنه كان يعمل لدى مؤسسات صحفية عدة.
وأكد السعايدة أنه حاول بشكل شخصي أن يعرف قصة الصحفي الغرايبة، وأنه يتابع المستجدات.
من جهته، قال شقيق الغرايبة لـ"عربي21"، إنه سيتحدث مع نقابة الصحفيين، لإعلامهم بالمستجدات بخصوص شقيقه، شاكرا أي تعاون معه بهذا الخصوص.
وأكد أن شقيقه حين اعتقل كان متوقفا عن العمل لصالح أي مؤسسة صحفية، رغم أنه عمل مع الكثير من المؤسسات سابقا، إلا أنه خلال الفترة الماضية كان يعمل لحسابه الخاص فقط.
اقرأ أيضا: "أشقاء ألداء" مع عقود من التوتر.. قراءة بعلاقات الأردن وسوريا
من جانبه، قال رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين في الأردن، نضال منصور، إنه يتابع القضية أيضا، ولكنه لم يحصل على أي خيط يدل على مصير الصحفي الغرايبة.
وحاولت "عربي21" التواصل مع النائب طارق خوري، إلا أنه لم يرد على الاتصال.