صحافة إسرائيلية

خبراء إسرائيليون يستبعدون التوصل لاتفاق سلام.. لماذا؟

لورد: الإنجاز السياسي الكبير لنتنياهو هو نجاحه في عزل الفلسطينيين عن بيئتهم العربية والإسلامية
لورد: الإنجاز السياسي الكبير لنتنياهو هو نجاحه في عزل الفلسطينيين عن بيئتهم العربية والإسلامية

قال درور إيدار، السفير الإسرائيلي في إيطاليا، إن "مواصلة بعض الإسرائيليين الاعتقاد بأن حل الدولتين هو المناسب لحل الصراع مع الفلسطينيين يحمل تجاهلا من إمكانية اتصال هذه الدولة الفلسطينية، التي سوف تنشأ فوق جبال الضفة الغربية مع دولة حماس في غزة وشرق الأردن، وهذا خطر كبير".


وأضاف إيدار في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21"، أن "تبني هذا الحل يتزامن مع مرور مئة عام على اتفاق تقسيم هذه البلاد بين الملك فيصل والزعيم الصهيوني حاييم وايزمان، بعد الحرب العالمية الأولى. وبعد 18 عاما بعد هذا التاريخ في العام 1937، اقترحت لجنة بيل البريطانية للتحقيق في أحداث الثورة الفلسطينية الكبرى تقسيم البلاد".


وتابع بأنه "بعد عقد كامل من ذلك التاريخ، أقرت الأمم المتحدة قرار التقسيم 181، لكن الفلسطينيين رفضوا القرار، وحينها اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية الأولى 1948، حتى بعد إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية قبل حرب الأيام الستة 1967، وانطلاق مسيرة مدريد 1991، والاعتراف بالمنظمة ممثلا شرعيا للفلسطينيين، لم يتنازل الفلسطينيون عن حلمهم، ليس فقط بإقامة دولة مستقلة لهم، بل حرمان اليهود من إقامة دولتهم الخاصة بهم".


وأشار إلى أن "هذا موقف فلسطيني عربي مجمع عليه، حتى من قبل أعضاء الكنيست العرب، لا يعترفون بحق الشعب اليهودي بإقامة دولته المستقلة، ولذلك فإنه حتى في حال وصول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى نتيجة سياسية، فسيبقى الفلسطينيون ينظرون لإسرائيل على أنها دولة احتلالية استعمارية، وتنفذ نظام الأبارتهايد؛ لأنهم يصنفون حق العودة الإسرائيلي بأنه قانون عنصري يفضل اليهود على الحصول على الجنسية الإسرائيلية".


وأكد أن "الفصائل الفلسطينية، التي تمثل الحمائل والعشائر الفلسطينية، لديها قاسم مشترك، وهو كراهية اليهود واقتلاعهم من هذه الأرض، لأننا بعد فترة وجيزة في حال انسحبنا من الضفة الغربية فإن حماس سوف تسيطر على السلطة الفلسطينية المترهلة التابعة لأبو مازن، من خلال إحياء الخلايا النائمة الخاصة بالحركة، وفي النهاية ستتم مصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية كي يتحدا ضد إسرائيل".

 

أمنون لورد، الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، قال إنه "في وقت ما سيصل الإسرائيليون إلى تفاهم مع الفلسطينيين، وحينها لن نستطيع منع نتنياهو من إبرام صفقة سياسية معهم، مع أن الفلسطينيين يسعون في التوقيت المناسب لتدمير صفقة القرن الخاصة بالرئيس ترامب، ولذلك فإن التوترات الحاصلة في باب الرحمة بالحرم القدسي، وزيادة حدة الأوضاع الأمنية في غزة، قد تجعل مصير الصفقة في مرحلة الخطر".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "هذا ما يجعل جهود المبعوثين الأمريكيين جيراد كوشنير وجيسون غرنيبلاث محفوفة بكثير من المخاطر والقلق، مع العلم أن وصول الفلسطينيين والإسرائيليين إلى التفاوض المباشر بينهما وليس من خلل وساطات غير مباشرة أمر ما زال مبكرا".


وختم بالقول إن "الإنجاز السياسي الكبير لنتنياهو هو نجاحه في عزل الفلسطينيين عن بيئتهم العربية والإسلامية، وجعلهم يشعرون بأنهم وحدهم، وهم اليوم يجدون أنفسهم من دون حلفاء: لا تركيا ولا الاتحاد الأوروبي، وبالتأكيد اليسار العالمي".

0
التعليقات (0)