صحافة دولية

تأخر دفن ضحايا مجزرة نيوزيلندا حوّل حزن الأهالي إلى غضب

قالت الصحيفة إن 34 شخصا ممن أصيبوا في الهجمات، كانوا يتلقون العلاج خارج مستشفى كرايستشيرش، الأحد- الأناضول
قالت الصحيفة إن 34 شخصا ممن أصيبوا في الهجمات، كانوا يتلقون العلاج خارج مستشفى كرايستشيرش، الأحد- الأناضول

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن المعاناة الشديدة التي يواجهها أهالي ضحايا كرايستشيرش، في الوقت الذي ينتظرون فيه موعد تسليم جثامين أحبائهم.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أرا بارفين زادت اهتمامها بزوجها فريد بعد تعرضه لحادث سير منذ عدة سنوات أجبره على استخدام كرسي متحرك. وقد كثفت بارفين من رعايتها لزوجها في الوقت الذي بدأ فيه مرضه يتعاظم. 

وتعتبر أرا أحد الضحايا الخمسين الذين ماتوا في مجزرة مسجد النور، إذ استهدفها الإرهابي برينتون تارانت إثر محاولتها الدفاع عن زوجها، ولا زال فريد ينتظر دفنها. وقد استقر الزوجان في نيوزيلندا بعد مغادرتهما لبنغلادش سنة 1994.


محمود خان، أحد أصدقاء فريد، قال في تصريح لصحيفة الغارديان: "لقد توفيت زوجته. تعرض صديقي فريد لحادث سير قبل 20 سنة، اضطر على إثره إلى استخدام الكرسي المتحرك. لقد كانت زوجته تدعمه طوال الوقت، لكنه فقد هذا الدعم الآن. إنه أمر محزن للغاية".


وكان محمود خان يقف عند أبواب غرفة الطوارئ لدعم البنغلاديشيين، نظرا لعدم وجود قنصلية لبنغلاديش في نيوزيلندا.


وقالت الصحيفة إن 34 شخصا ممن أصيبوا في الهجمات، كانوا يتلقون العلاج خارج مستشفى كرايستشيرش، الأحد. 

 

اقرأ أيضا"عربي21" تحاور أحد الناجين من مجزرة نيوزيلندا

وأوردت الصحيفة أن القنصل الفخري البنغالي في نيوزيلندا التقى محمود خان في المستشفى يوم الأحد، وتواصل مع أهالي القتلى.

 

وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من وجود بعض الاختلافات في الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بدفن الموتى، إلا أن دفن الميت في أسرع وقت ممكن يعتبر من المبادئ الأساسية للإسلام. وعادة ما ترغب العائلات في دفن موتاها في مدة لا تزيد عن 24 ساعة من توقيت وفاتهم، إلا أن الشرطة النيوزيلندية لم تقدم أي معلومات بخصوص موعد تسليم الجثث لأهالي الضحايا، مما ساهم في ازدياد قلقهم. ويعمل خان على تهدئة الناس ومواساتهم.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة أوضحت أنها لا تستطيع، في الوقت الحالي، تقديم أي معلومات بخصوص موعد تسليم الجثث لأهاليهم. ومع ذلك، قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، إن "سلطات بلادها ستبدأ تسليم الجثث إلى الأسر لدفنها بحلول ليلة الأحد". ويعمل أخصائيو الطب الشرعي وعلماء الأمراض على جمع الأدلة التي تحتاجها الشرطة من الجثث لتوجيه الاتهامات للمتورطين في القضية.
 
وفي هذا الصدد، قال مفوض الشرطة النيوزيلندية، مايك بوش: "نحن نقدر جدا الضروريات الدينية والثقافية، إلا أنه يتعين علينا تحديد سبب الوفاة، ونحن نعمل على القيام بهذا الأمر في أسرع وقت ممكن". وعند سؤاله عن موعد تسليم الجثث، أوضح  بوش أنه "لا يستطيع تقديم موعد محدد لتسليم الجثث".
 
وأشارت الصحيفة إلى أن اتحاد الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندا يخطط لإرسال فريق مكون من 20 شخصا إلى كرايستشيرش، في الوقت الذي تسلم فيه الجثث لذويها، للمساعدة في دفن الضحايا. وعلى صعيد آخر، بقي أحمد تاني، مؤسس ورئيس مركز كانتربيري لإعادة توطين اللاجئين، الذي لم ينم منذ أيام في مستشفى كرايستشيرش. لم يتوقف هاتف أحمد عن الرنين، إذ كان أفراد عائلات القتلى والجرحى يتواصلون معه من خارج المستشفى للحصول على الدعم اللازم.

 

اقرأ أيضامن هم ضحايا الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا؟ (صور)

وفي هذا السياق، قال أحمد، الذي لم يجد وقتا للحزن على فقدانه للعديد من أصدقائه بسبب اهتمامه بدعم أهالي الضحايا، في تصريح لصحيفة الغارديان: "أنا أشعر بالخوف مثل باقي أهالي الضحايا، إن سبب فزعنا هو أنه لم يتبادر إلى ذهن أحد أبدا أن شيئا مثل هذا سيحدث. يشعر العديد من الأشخاص بالإحباط، إذ أنهم لا يدركون ما الذي يتوجب عليهم فعله. ولكن، ساعدنا الدعم الذي تحصلنا عليه من أفراد المجتمع النيوزيلندي على التخفيف من هذا الإحباط. كنت على موعد مع أحد أصدقائي في مكان عملي لمساعدته في العثور على مسكن، إلا أنه توفي. شعرت بحزن شديد عندما سمعت خبر مقتله. إنه يقطن في نيوزيلندا منذ سنة 1985".
 
وأفادت الصحيفة بأن أحمد أكد أن معظم الجالية المسلمة التي تواصل معها تتفهم سبب عدم تمكن الشرطة من تسليم الجثث. وصرح أحمد قائلا: "يعتبر الوضع الحالي مختلفا، لأنه عمل إجرامي. يجب علينا كمسلمين تفهم هذا الوضع، ويتوجب على السلطات مراعاة المعتقدات الإسلامية. عندما يموت مسلم ميتة طبيعية، فإن دفنه في أقل من 24 ساعة يعتبر توقيتا مثاليا للدفن. ولكن الوضع مختلف الآن، لأنه يتوجب على الحكومة أن تحقق في كل تفاصيل الجريمة".
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الصبر والتفهم لم يكن رفيقا لبعض أهالي الضحايا في هذه المحنة. فعلى سبيل المثال، وقف اللاجئ الأفغاني ميا، البالغ من العمر 24 سنة، خلال يوم الأحد تحت المطر خارج كلية هاجلي رفقة اثنين من أصدقائه، وكان جميعهم مبللين بشدة.
 
وحيال هذا الشأن، قال اللاجئ الأفغاني: "أخبرونا في كل مرة يأتون للحديث معنا أنهم سيوفرون لنا المزيد من المعلومات، ثم يعودون ويعلموننا أنه يتوجب علينا الانتظار ساعة أخرى".

 

وأضاف: "نحن نقف هنا منذ الساعة الثامنة والنصف، ولم تردنا سوى بعض الأعذار للمزيد من التأخير، إنه أمر محبط للغاية. تخطط السلطات لتسليم الجثث في وقت واحد حتى تتمكن جميع العائلات من رؤيتها ثم دفنها، كما أنه يتوجب عليهم تنظيف بعضها أولا لأن بعض الجثث تضررت بشدة".

 

وقال رجل آخر، يدعى أمير، إنه "يتوجب على السلطات تسريع إجراءات التحقيقات".
 
اقرأ أيضاإمام مسجد النور يتحدث لأول مرة عن مجزرة نيوزيلندا


التعليقات (0)