سياسة دولية

بومبيو يبدأ زيارة للشرق الأوسط.. إيران على رأس الأجندة

أجرى اتصالا مع ولي العهد السعودي أمس الثلاثاء لذات الملف- جيتي
أجرى اتصالا مع ولي العهد السعودي أمس الثلاثاء لذات الملف- جيتي

يبدأ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جولة بالشرق الأوسط، ابتدأها بالكويت التي زارها أمس الثلاثاء، في محاولة لتعزيز الجهود الأميركية ضد إيران، والتي افتتحها بومبيو بمؤتمر جامع بمدينة وارسو البولندية الشهر الماضي.

 

ويصل الوزير الأمريكي اليوم الأربعاء للقدس المحتلة، للقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في خضم حملة لإعادة انتخابه، وتسخين كبير بالضفة الغربية المحتلة وغزة.

 

وهاتف بومبيو أمس الثلاثاء، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".

وقالت الوكالة إن ابن سلمان تلقى اتصالا هاتفيا من بومبيو، وجرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب استعراض أهم المستجدات الإقليمية والدولية، والجهود المشتركة المبذولة تجاهها.

وسيطغى ملف إيران على محادثاته في "الحوار الاستراتيجي" الذي سيجريه الوزير الأميركي مع حكومة الكويت، وسيتم أيضا التطرق إليه في "إسرائيل" ولبنان خلال جولته. 

وأكد بومبيو للصحافيين الذين يرافقونه في جولته، أنه سيركز على "الخطر الذي تمثله الجمهورية الإسلامية الايرانية".

ووصل الوزير إلى الكويت مساء الثلاثاء، بينما تسعى واشنطن لإنشاء "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" أو "الناتو العربي" لجمع حلفائها العرب ضد إيران.

وجعلت إدارة ترامب من التصدي لـ"نفوذ (إيران) المزعزع للاستقرار" المحور الرئيسي لسياستها في المنطقة وهي تضاعف تحركاتها لتحقيق هذا الهدف.


اقرا أيضا :  بومبيو يهاتف ابن سلمان لبحث المستجدات الإقليمية


وفي هذا السياق، قام بومبيو برحلة إلى الشرق الأوسط في كانون الثاني/ يناير دعا خلالها إلى "وحدة الصف" بمواجهة إيران، ثم نظم مؤتمرا في شباط/ فبراير في بولندا سعيا لتوسيع "التحالف" ضد طهران، من غير أن ينجح في ذلك.

ولكن اللقاء الأهم سيكون بعد ظهر الأربعاء في القدس المحتلة مع بنيامين نتنياهو في خضم حملته الانتخابية.

وقال بومبيو: "أنا ذاهب إلى إسرائيل بسبب العلاقة الهامة التي تجمعنا" مؤكدا وجود "قضايا استراتيجية نعمل عليها معا".

وأضاف: "سيتغير القادة في البلدين بمرور الوقت، وهذه العلاقة مهمة بغض النظر عن من هم القادة".

وإن كانت واشنطن تنفي أي تدخل لها في السياسة الداخلية الإسرائيلية، فإن الزيارة ستعطي نتنياهو دعما ثمينا في وسط معركته من أجل البقاء في السلطة، رغم مخاطر توجيه التهمة إليه في قضايا فساد.

"محتلة" أو "تسيطر عليها إسرائيل"

 
وبالرغم من القضايا التي يواجهها نتنياهو فإنه حصل على دعم صريح من ترامب الذي قال عنه في نهاية شباط/ فبراير: "إنه قام بعمل رائع كرئيس للوزراء، إنه حازم وذكي وقوي".

وأدت مواقف المليونير الجمهوري إلى إبعاد الكثير من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، غير أنه يحظى في المقابل بتأييد ثابت وقوي في إسرائيل.

وتعتبر حكومته الأقرب إلى الدولة العبرية منذ زمن طويل وقد اتخذ خطوات رمزية وعملية في آن تأكيدا لدعمه لإسرائيل، منها الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لها، بما يتعارض مع الإجماع الدولي ومع عقود من السياسة الأميركية، وقطع أكثر من 500 مليون دولار من المساعدات عن الفلسطينيين منذ 2018، إضافة إلى وقف تقديم الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وتعتبر إسرائيل القدس المحتلة برمتها عاصمة لها، في حين تطالب السلطة الفلسطينية والنظام الرسمي العربي بما تسمى القدس الشرقية عاصمة للدولة المنشودة.


وخلال زيارة تستغرق يومين إلى القدس، سيتوجه بومبيو لزيارة السفارة الأميركية الجديدة في القدس المحتلة التي تم نقلها من تل أبيب بعد أمر من ترامب.

 

وكان القرار الذي اتخذ أواخر عام 2017 واعترف بالقدس المحتلة كعاصمة للدولة العبرية أثار غبطة نتنياهو وجزء كبير من الرأي العام الإسرائيلي.

وسعيا منه لتوظيف شعبية ترامب لصالحه، يتوجه نتنياهو إلى واشنطن لاحقا لحضور الاجتماع السنوي لـ"لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية" (إيباك)، أكبر لوبي يهودي مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، وسيغتنم هذه الفرصة للظهور مع ترامب.

ومع انتخابات 9 نيسان/ أبريل يبدأ العد العكسي لعرض خطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي عمل فريق صغير بقيادة صهر الرئيس وأحد كبار مساعديه جاريد كوشنر على إعدادها وسط تكتم شديد في البيت الأبيض، ويرجح طرحها بحلول الصيف.

وأكد بومبيو أنه "يجب أن يرغبوا بالحديث إلينا. ستكون هذه بداية جيدة"، في إشارة إلى الفلسطينيين مع رفض السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أي تعامل مع الإدارة الأميركية التي لم تعد، برأيها، وسيطا محايدا.

كما أن الولايات المتحدة لم تعد تشير إلى مرتفعات الجولان على أنها منطقة "محتلة من إسرائيل" بل كمنطقة "تسيطر عليها إسرائيل"، وفق ما جاء في تقريرها السنوي الأخير حول حقوق الإنسان، وهو ما اعتبره البعض تمهيدا لاعتراف أميركي بسيادة إسرائيل على هذه المنطقة الاستراتيجية.

وإن كانت الإدارة الأميركية تؤكد أنها لم تبدل سياستها، إلا أنها لا تزال ترفض أن توضح هذه السياسة.

وردا على أسئلة الصحافيين حول هذه التسمية الجديدة، أكد بومبيو أن "هذه اللغة تعكس الحقائق كما نفهمها" موضحا أن "هذا كان بيانا واقعيا حول كيفية رؤيتنا للوضع. ونحن نعتقد أنه كان دقيقا للغاية".

 


التعليقات (0)