حقوق وحريات

ما حصيلة ضحايا مناطق "الهُدن" في سوريا؟ تقرير يجيب

تتعرض المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام السوري لقصف مستمر - جيتي
تتعرض المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام السوري لقصف مستمر - جيتي

رصدت حركة سورية ضحايا ما أسمتها "الهُدن الدموية" في سوريا، حيث وثقت في تقرير ضخم عشرات الآلاف من الضحايا الذين قتلوا بشكل خاص على يد النظام السوري وحلفائه، في المناطق التي يفترض أنها مشمولة باتفاقيات هدنة.

وتشمل مناطق الهُدن ريف دمشق، ودرعا، وريف حمص الشمالي، وريف حماة، وريف حلب، وإدلب. لكن عاد جزء كبير من هذه المناطق لسيطرة النظام، بموجب اتفاقيات "مصالحة" برعاية روسية، تضمن تهجير غالبية سكانها الرافضين لتسوية أوضاعهم مع سلطات النظام. وما تزال مناطق إدلب وريف حلب وريف حماة الشمالي خارج سيطرة النظام، وهي تتعرض للقصف العنيف حتى الآن بين الحين والآخر.

ورصد التقرير الذي أصدرته "حركة تحرير الوطن" السورية، مقتل 70 ألفا من المدنيين في المناطق الخاضعة لاتفاقيتي "وقف الأعمال العدائية" و"خفض التصعيد"، إلى جانب ما يزيد عن 200 ألف جريح، بينهم مصابون بإصابات دائمة، كبتر الأعضاء.

 

اقر أيضا: مقتل 3 مدنيين بخرق جديد للنظام السوري لاتفاق إدلب

ويغطي التقرير الفترة من 27 شباط/ فبراير 2016 وحتى شباط/ فبراير 2019، ويقع في 3384 صفحة، موزعة على ثلاثة أجزاء (2016، 2017، 2018-2019)، مع نحو ثلاثة آلاف رابط لتسجيلات الفيديو ومواد داعمة أخرى.

وأوضح التقرير الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه، أنه تم خلال هذه الفترة تدمير أكثر من 30 ألف منزل، إضافة إلى المساجد والمدارس والمراكز الطبية والمؤسسات الخدمية.

وقد استخدم النظام السوري وحلفاؤه (روسيا والمليشيات الإيرانية) نحو 200 نوع من الأسلحة في قصف المناطق الخاضعة للهُدن، بينها الطائرات الحربية، والمدفعية، وقذائف الهاون، والرشاشات الثقيلة والقناصات.

والتقرير الذي صدر بمناسبة الذكرى الثامنة لانطلاقة الثورة السورية، بعنوان "هُدن دموية برعاية أممية"، "يجمع بين دفتيه كل الخروقات التي قام بها نظام الأسد وحلفاؤه بمختلف أنواع الأسلحة، وعدد الضحايا والمصابين، وعدد المنشآت المدنية التي طالها التدمير"، بحسب الرسالة التعريفية التي أُرفقت بالتقرير.

وتبدأ فترة التوثيق من الهدنة الأمريكية- الروسية التي انعقدت في 27 شباط/ فبراير 2016م، بعد عدة أشهر من التدخل الروسي المباشر في سوريا. وتم إقرار هذه الهدنة في مجلس الأمن بالإجماع، وسميت بـ"اتفاق وقف الأعمال العدائية"، "مرورا بهدنة (وزير الخارجية الأمريكي السابق جون) كيري- (نظيره الروسي سيرجي) لافروف التي بدأت في 12 أيلول/ سبتمبر 2016، أول أيام عيد الأضحى، ثم الهدنة الروسية التركية التي وُقعت في 29 كانون الأول/ ديسمبر من العام 2016"، بحسب المقدمة التي كتبها اللواء سليم إدريس.

وبحسب إدريس، فقد تم اعتماد مصدرين للتوثيق، هما مكتب التوثيق في "حركة تحرير الوطن"، الراصدون المتعاونون معها داخل سوريا، وخصوصا في ريف حمص الشمالي، ثم "ما تناقلته وكالات الإعلام بعد مقاطعته والتحقق منه"، لافتا إلى أن فريق التوثيق ضم نحو 50 شخصا من المدنيين والعسكريين.

وتضمن التوثيق أيضا "التطورات السياسية التي رافقت الأحداث العسكرية" في سوريا، بحسب إدريس.

من جهته، قال العميد فاتح حسون، القائد العام لـ"حركة تحرير الوطن" التي أعدّت التقرير، إن "الإحصائيات تدل على الفترة الممتدة من أول هدنة بعد التدخل الروسي التي اتفقت عليها أمريكا وروسيا، وبدأت في 27 شباط/ فبراير 2016 وحتى نفس التاريخ من العام 2019، من قبل مكتب التوثيق الذي أنشئ في الحركة لهذه الغاية".

وحول ما إذا قد تم رصد تصاعد أو انخفاض في مستوى الانتهاكات منذ عام 2016، أو بالمقارنة مع الفترة التي سبقت الهدن، أوضح حسون في حديث لـ"عربي21" أن "سياسة النظام وانتهاكاته واحدة، وهو يعول دائما على التزام الطرف الآخر"، مضيفا: "إنه (النظام) يميل للهدنه لترتيب صفوفه، ولا توجد فروقات ذات دلالة بما يتعلق بخروقات النظام قبل الفترة التي سبقت الهدن"، كما قال.

وتطرق حسون إلى الأطراف الضامنة لاتفاقيات الهدنة، وقال: "ببساطة، الأمر يتعلق بهم وببازارات سياسية، كما بين أمريكا وروسيا، أما إيران فهي ضد الهدن جملة وتفصيلا"، لكنه استدرك قائلا: "يمكن القول بكل تأكيد إن تركيا هي الضامن الجدي في الهدن، وما تنفذه اليوم في إدلب مثال واضح على ذلك؛ لأنها تريد أن تكون الاتفاقية الخاصة بوضع إدلب منطلق لعملية سياسية"، وفق تقديره.

ورغم "عدم التزام النظام بالهدن، ومحاولة إيران وروسيا خرقها"، إلا أن حسون رأى أنها "استطاعت تسليط الضوء بشكل كبير على إجرام النظام وحلفائه من جانب، ومعاناة السوريين من جانب آخر".

 

اقرأ أيضا: صحيفة إسبانية: 5 قضايا عالقة بعد 8 سنوات على حرب سوريا

 


 

للاطلاع على النص الكامل للتقرير:

 

الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
0
التعليقات (0)

خبر عاجل