طب وصحة

هكذا ساعدت امرأة في تطوير اختبار لكشف مرض "باركنسون"

الاختبار الجديد من شأنه أن يكشف مبكرا عن المرض قبل تطوره- جيتي
الاختبار الجديد من شأنه أن يكشف مبكرا عن المرض قبل تطوره- جيتي

نشرت صحيفة الغارديان تقريرا قالت فيه إن علماء تمكنوا من تطوير اختبار جديد لكشف مرض الشلل الرعاش "باركنسون"، بمساعدة امرأة لديها قدرة على تمييز المرضى عبر حاسة الشم.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته عربي21" إن الاختبار الجديد يمكن أن يساعد الأطباء في تشخيص المرضى في وقت مبكر وتحديد المصابين في المراحل المبكرة من المرض، والذين يمكنهم الاستفادة من الأدوية التجريبية التي تهدف إلى حماية خلايا المخ من التعرض للتلف.

ونقلت الصحيفة عن الباحثة بيرديتا باران، من جامعة مانشستر، قولها، إن الاختبار له القدرة على تقليل الوقت الذي يستغرقه التمييز بين الأشخاص الذين يعانون من الشيخوخة الطبيعية في الدماغ وبين الذين يعانون من العلامات الأولى للشلل الرعاش.

وأضافت: "لا يمكن لمعظم الناس اكتشاف رائحة باركنسون، لكن بعض الذين لديهم حاسة شم قوية، يستطيعون تمييز رائحة المرضى عن غيرهم، وأحد من يميزون هؤلاء المرضى هي جوي ميلن، الممرضة السابقة، التي لاحظت الرائحة في البداية لزوجها، قبل 12 عاما من تشخيص حالته".

أدركت ميلن أنها تستطيع أن تشتم "باركنسون" عندما حضرت مجموعة دعم للمرضى مع زوجها، ووجدت أن كل شخص في الغرفة يشبه رائحته تماما، ففكرت في الأمر قليلاً، ثم أبلغت الخبير تيلو كوناث، أخصائي البيولوجيا العصبية الذي يدرس مرض باركنسون بجامعة إدنبرة.

 

اقرأ أيضا: دراسة حديثة: هكذا يمكن للدماغ أن يتنبأ بالمستقبل

بدوره، اختبر كوناث مهارات ميلن التي استطاعت شم وتمييز مرضى باركنسون عن غيرهم، ثم أجرى كل من "باران، وكوناث، وميلن" اختبارات لتحديد المواد الرئيسية التي تثير رائحة باركنسون المميزة. وركزوا على المركبات التي تحتويها الرائحة، ليكتشفوا أن القسم العلوي من الظهر "الزهم" يفرز سائلا شمعيا تفرزه غدد الجلد.

ولفتت الصحيفة إلى أن العلماء استخدموا تقنية تسمى مقياس الطيف الكتلي لقياس مستويات المواد الكيميائية المتطايرة في "الزهم" على مرضى باركنسون ومتطوعين أصحاء، وبعد اختبار مجموعات مختلفة، قاموا بتقليص عدد المركبات العطرية من آلاف، إلى أربعة فقط يفرزها جسم مرضى "باركنسون" وهي مواد مركبة من إيكوسان، وحمض هيبوريك، وأوكاديكانال، وكانت جميعها أعلى من المعتاد لدى مرضى الشلل الرعاش، بينما كانت مستويات المادة الرابعة، ألدهيد البيريل، بنسبة أقل.


ويقول الباحثون : "إذا استطعنا اكتشاف المرض في وقت مبكر، فسيكون ذلك خبرا جيدا للغاية، وهذا يعني أن لدينا اختبارا يمكن إجراؤه قبل ظهور الأعراض الحركية".

 

وسيقوم الباحثون بإجراء تحليل لأكثر من 1000 مريض باركنسون ومئات الأشخاص الأصحاء لمعرفة مدى موثوقية الاختبار، وسيبحث العلماء أيضًا ما إذا كانت التغييرات في الرائحة تعكس تطور المرض، أو إيجاد أشكال مختلفة من مرض "باركنسون".

وقال مدير علم الأعصاب في جامعة إنسبروك الطبية ويرنر بوي، إن تشخيص مرض باركنسون في وقت مبكر وبشكل دقيق كان حاسماً في إعطاء المرضى أفضل النصائح للعلاج.

 

اقرأ أيضا: شرب القهوة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بألزهايمر و"باركنسون"

 
وقال إن اكتشاف رائحة باركنسون "يفتح نهجا جديدا تماما لاختبار وجود باركنسون من خلال اختبار غير جراحي لا يتضمن سوى مسح قطعة من الشاش في منطقة الرقبة للمريض".

وختم بوي: "إن تحديد المراحل المبكرة من المرض لدى أولئك الذين لم يصابوا بعد بأعراض لمرض الشلل الرعاش، هو خطوة أولى ضرورية لاختبار العلاجات الجديدة في نهاية المطاف، والتي ستؤخر أو تمنع ظهور هذا المرض".

التعليقات (0)