صحافة دولية

هل يصبح البقشيش الرقمي أول استعمالات العملة الافتراضية؟

بعض المواقع تحاول منح مستخدميها الأموال والمساعدة في توزيعها من خلال مجمع مكافآت مركزي- جيتي
بعض المواقع تحاول منح مستخدميها الأموال والمساعدة في توزيعها من خلال مجمع مكافآت مركزي- جيتي

نشر موقع "هاكرنون" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن إمكانية دمج العملة الافتراضية في الواقع العملي والاستعمالات الروتينية، وذلك نظرا للإقبال المتزايد على منح البقشيش الرقمي.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه تزامنا مع القفزة النوعية التي حققتها كل من عملة البيتكوين ومنصة إيثريوم خلال سنة 2017، سجلت المشاريع القائمة على العملة المشفرة نموا هائلا. وبناء على ذلك، تطلعت جميعها إلى جمع الأموال بمساعدة هذه الاستراتيجية الجديدة التي تسمى بعرض العملة الأولية.

وأورد الموقع أن الشركات المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات لم تكن في جميع أنحاء العالم قادرة على جمع الملايين في غضون أسابيع دون الاضطرار إلى طلب الدعم من قبل "المستثمر الملاك" أو عن طريق رأس المال الاستثماري، ما ينجر عنه التنازل عن نسبة مئوية من حقوق الملكية الخاصة بهم لصالح هذه الأطراف.

وأفاد الموقع بأن هذا النوع من النفاذ إلى التمويل العالمي لم يسبق له مثيل. ويعد تكافل المجتمع من أجل دعم هذا النوع من المشاريع بالأمر الملهم، إلا أن المشكل الحقيقي يتمثل في المشاكل التي تسعى هذه المشاريع إلى معالجتها. وفي حين يبدو الأمر رائعا من الناحية النظرية، فشلت العديد من مشاريع العملة المشفرة من الناحية التطبيقية في تقديم منتج الحد الأدنى أي المنتج القادر على المنافسة داخل الأسواق.

ونوه الموقع بأن العملة المشفرة والبلوك تشين تندرجان ضمن الأصول القائمة على المضاربة، مع قدر ضئيل من الاستخدام العملي الذي من شأنه أن ينافس الحلول المركزية المتوفرة حاليا. ومن المرجح أن تخضع هذه المشاريع مستقبلا للقيود التي تفرضها قابلية التوسع، ما يجعل العملة المشفرة في حاجة إلى إيجاد قطاع حيث يمكنها توفير استخدامات عملية وقيمة.
 
وأشار الموقع إلى أنه لطالما كان يُنظر إلى شبكة الإنترنت على أنها مساحة تسمح لجميع المستخدمين بالنفاذ إلى المعلومات بصفة مجانية. قد يكون هذا المفهوم مثيرا للإعجاب، بيد أنه لا يعد نموذجا قادرا على الاستمرار في التوسّع والارتقاء إلى المستوى المطلوب. ومن المؤكد أن إنشاء محتوى على شبكة الإنترنت لا يكون مجانيا، إذ أنه إلى حدود هذه اللحظة، وقع تغطية تكاليف التشغيل إما عن طريق الرعاية التجارية أو الدعايات أو الاستثمار أو جمع التبرعات.
 
وتطرّق الموقع إلى عملية الند للند في منح البقشيش أو التبرعات، التي تنم عن مستوى عال من الإيثار لدى الشخص، نظرا لأن صانع المحتوى يقدّم العمل الخاص به آملا في أن يتلقى مكافأة من طرف أولئك الذين يقدرون جهوده. وفي الوقت الحالي، تتجسد المشكلة في البقشيش الرقمي في أن العديد من المستثمرين في هذه المرحلة يرغبون في اتباع مبدأ "هودل" بهدف تحقيق عائدات قصيرة الأجل بدلا من محاولة استخدام عملتهم بصورة منتظمة.

 

اقرأ أيضاإليك 15 حقيقة يجب عليك معرفتها عن البيتكوين

وأورد الموقع أن بعض المواقع تحاول منح مستخدميها الأموال والمساعدة في توزيعها من خلال مجمع مكافآت مركزي، حتى يتسنى لهم الاستفادة من النصائح الرقمية دون الاضطرار إلى التبرع بالمال. وفي الواقع، هناك موقع للنشر الذاتي يعتمد هذا المبدأ ويسمح للمستخدمين بتقديم بقشيش لمبتكري المحتوى في منصة "إيثريوم" وهو قيد العمل بالفعل.
 
ومن أجل الاستفادة من النصائح الرقمية دون الاضطرار إلى تقديم مقابلٍ مالي، تحاول بعض المواقع تمكين مستخدميها من التصرّف في الأموال التي يكسبونها والمساعدة في توزيعها من خلال مجمّع المكافآت المركزي. وفي هذا الإطار، تم إصدار موقع للنشر الذاتي يعتمد هذا المبدأ ويسمح للمستخدمين بمنح بقشيش لمبتكري المحتوى من خلال رمز "باونتي" المتوفر على منصة "إيثريوم".
 
وذكر الموقع أن المكافآت القائمة على الحصص تمكّن المستثمرين من شراء قدر من العملة المشفرة والاحتفاظ بها، مما يتيح لهم إمكانية المشاركة في عملية توزيع العملات من مجمّع المكافآت. ومن هذا المنطلق، تستطيع إبقاء حصتك من العملة محفوظة بأمان، ويمكنك حينئذٍ الولوج إلى الحساب الخاص بك على مجمّع المكافآت وتقديم بقشيش لمبتكري المحتوى الآخرين. فعلى سبيل المثال، هناك موقع للنشر الذاتي يسمح للمستخدمين بتقديم البقشيش بالعملة المحلية "ستيم".
 
وكما اعتدنا على دفع ثمن المعلومات في العالم الحقيقي عبر شراء الكتب والصحف، فإننا نحتاج إلى اعتماد هذا السلوك أيضا ضمن عالم الإنترنت. وإن لم نفعل ذلك، فسوف نستمر في تقوية جامعي المعلومات المجانية مثل عمالقة شبكات التواصل الاجتماعي على غرار فيسبوك وتويتر ويوتيوب. وإن كنا نرغب في الاستمتاع بمحتوى أصلي وذو جودة عالية، فعلينا في المقابل دفع ثمنه، وبالتالي ستوفّر لنا العملة المشفرة طريقة عالمية لمكافأة أولئك الذين يكرّسون وقتهم لإنتاج محتوى جيد.
 
وفي الختام، أفاد الموقع بأن العملة المشفّرة لا تزال تبحث عن مجال مناسب للبروز، ومن المرجّح أن البقشيش الرقمي هو أفضل مجال لها. علاوة على ذلك، نحن في حاجة متزايدة للمحتوى المستقل وغير المتحيز، وبالتالي إن دمج البقشيش الرقمي مع العملة المشفرة قد يمثّل نقطة تحوّل كبرى وضرورية ليصبح هذا القطاع وسيط تبادل رئيسي وهام.
 

اقرأ أيضا: ماذا تعرف عن حيتان الـ"بيتكوين".. وماذا يملكون؟

التعليقات (0)