ملفات وتقارير

لماذا يدعم نظام السيسي ظاهرة الممثل محمد رمضان؟ خبراء يجيبون

تعد أزمة حفل رمضان واحدة من مجموعة أحداث ساخنة شهدها الوسط الفني بمصر مؤخرا
تعد أزمة حفل رمضان واحدة من مجموعة أحداث ساخنة شهدها الوسط الفني بمصر مؤخرا

وصف مختصون قرار نقابة المهن الموسيقية المصرية بعدم منح تصاريح للحفلات الغنائية إلا من خلال لجنة فنية لتقييم المستوى الفني، ومدى التزام الحفل بالقيم الأخلاقية والمجتمعية المتعارف عليها، وعدم مخالفتها للنظام العام، بأنها خطوة جاءت متأخرة لمعالجة الآثار السلبية لحفل الممثل الشاب محمد رمضان قبل أيام، الذي أثار ردود فعل غاضبة.

ولم تحدد النقابة، في بيانها الذي وصل "عربي21" نسخة منه، الإجراءات التي سوف تتخذها ضد رمضان، الذي نظم حفلا غنائيا وظهر فيه عاريا وسط مجموعة من الفتيات العاريات، ما دفع عددا من المحامين لتقديم بلاغات ضده وضد نقابة المهن التمثيلية لدى النائب العام.

وتعد أزمة حفل رمضان واحدة من مجموعة أحداث ساخنة شهدها الوسط الفني بمصر مؤخرا، من بينها تسريب مقطع فيديو للفنانة الشهيرة هالة صدقي وهى توجه الشتائم والألفاظ البذيئة للوسط الفني، ووصفته بالحثالة والقذر، ما دفع عددا من المحامين لتقديم بلاغات للنائب العام ضد صدقي وتصريحاتها.

وقد سبقت أزمتي رمضان وصدقي أزمات أخرى لمجموعة من الممثلات والممثلين بعد فشل زيجاتهم، وقيام كل طرف بكشف العديد من الأسرار الاجتماعية الخاصة بالطرف الآخر، كما جرى بين الممثلة سمية الخشاب وطليقها المطرب أحمد سعد والممثلة ريم البارودي، التي اتهمتها الخشاب بأن علاقتها القديمة بطليقها هي السبب في الانفصال.

"انحدار"

من جانبه، يؤكد الناقد الفني سامح المهدي لـ"عربي21" أن "الوسط الفني بمصر يعيش أسوأ مستوياته الفنية والأخلاقية، وكأن هناك ما يشبه الاتفاق بين كل عناصر الوسط الفني للإساءة لأنفسهم ولمصر".

ويوضح المهدي أن "الحفل الغنائي الذي نظمه رمضان كان يمكن أن يمر مثل غيره من الحفلات الصاخبة، ولكن رد فعل المجتمع المصري هو الذي دفع الجميع للتحرك من أجل إبراء ذمتهم أمام الرأي العام، وهو ما لا ينفى المسؤولية عنهم، خاصة نقابة المهن الموسيقية، التي تعاملت مع رمضان باعتباره مندوبا من المؤسسة العسكرية".

ويضيف الناقد الفني قائلا: "رمضان يمثل ظاهرة مرتبطة بالوضع العام الذي تعيشه مصر، فهو ممثل تجاوز كل الخطوط، وتم ضبطه متلبسا قبل أعوام وهو يتعاطى المخدرات، ومع ذلك كرمته وزارة الدفاع باعتباره الجندي المثالي، وكانت المدارس والجامعات تستضيفه ليتحدث عن القيم والأخلاق والكفاح من أجل الوصول للشهرة والنجومية، وكان وزير الدفاع السابق يحرص على التقاط الصور التذكارية بجواره، ما جعله يشعر وكأنه أصبح فوق القانون، وفوق القيم والأخلاق".

وحول ظاهرة الانفلات في الوسط الفني، يؤكد المهدي أن الفن بمصر الآن "لم يعد قيمة يسعى إليها القائمون عليه، فلا شركات الإنتاج مهتمة بالمحتوى، ولا الممثلون يهتمون بردود فعل الجماهير، بالإضافة لوجود حالة عامة للتوسع في نشر الأفكار العلمانية لتحويل المجتمع المصري من محافظ إلى مجتمع آخر لا يُعير أي اهتمام للقيم والأخلاق".

ويستدل المهدي بالدور الذي تقوم به نقابة المهن التمثيلية على وجه التحديد، وعدم قيامها بتفعيل ميثاق الفن الهادف، الذي يمنحها الحق في معاقبة أي طرف من أطراف المهنة إذا خرج عن القيم المتعارف عليها في المجتمع، بحجة حرية الإبداع، وفي المقابل كان لها موقف صارم بشطب كل من خالد أبو النجا وعمرو واكد؛ لأنهما عارضا التعديلات الدستورية، ووصفهما للنظام الحاكم بالمستبد الدموي.

"سيطرة من المنبع"

ومن وجهة نظر الباحث بعلم الاجتماع السياسي إسماعيل عبد الوهاب، فإن الموضوع "ليس متعلقا بالجانب الفني فقط، وإنما له ارتباطات بالحالة السياسية، بعد أن أصبح الفن تحت سيطرة نظام الانقلاب العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي، في إطار محاولته إعادة إنتاج عهد جمال عبد الناصر في السيطرة على الحياة الفنية والثقافية".

ويؤكد عبد الوهاب لـ"عربي21"، أن "النظام الحاكم لا يقوم باختيار الأعمال الفنية، أو يحدد الممثلين الذين يشاركون فيها، وإنما قام بالسيطرة عليها من المنبع، حيث أصبحت شركات الإنتاج الكبرى مملوكة لأجهزة المخابرات، والقنوات الفضائية التي تقوم بشراء المسلسلات وعرضها، مملوكة هي الأخرى للأجهزة ذاتها، كما غاب الدور القيمي الذي كانت تقوم به المؤسسات الدينية مثل الأزهر، حتى لا يتم اتهامها بمحاربة الفن والإبداع".

ويضيف عبد الوهاب قائلا: "في ظل هذا المناخ، وفي ظل الكبت السياسي والقبضة الأمنية وتوجه الدولة لمحاربة الثوابت الإسلامية بحجة تجديد الخطاب الديني ومواجهة الإخوان المسلمين، فإن النتيجة الطبيعية أن يظهر محمد رمضان وأمثاله، كما أن من الطبيعي أن يتم التعامل معهم باعتبارهم أبناء للنظام الحاكم، وبالتالي فهم بعيدون عن المحاسبة والمساءلة".

ويشير الباحث السياسي إلى أن نظام السيسي نفسه "مستفيد من انتشار مثل هذه الأزمات؛، لأنها في النهاية تقوم بإلهاء المجتمع عن الأوضاع السيئة التي يعيشها على المستويين السياسي والاقتصادي"، مضيفا أن "الشيء الإيجابي في الموضوع أن وسائل التواصل الاجتماعي ما زالت تستطيع القيام بدور يفضح نظام السيسي والذين يسيرون على دربه".

 

اقرأ أيضا: بعد "نمبر وان" و"الملك" و"مافيا".. رمضان يثير الجدل بـ"فيرس"

التعليقات (1)
مصري
الأربعاء، 03-04-2019 12:58 م
عندما يظهر هذا الممثل في أمريكا نقول صناعة هوليوديه أما في مصر فنقول صناعة مخابراتية بحته و هذا معروف منذ سطو العسكر الأوباش علي السلطة في مصر منذ 1952 و بالبحث ستجد مثل هذا كثيرا مما تم استخدامه لإلهاء الشعب بعيدا عما يقترفه العسكر من جرائم مع تجهيل و تغييب الشعب و تخريب و تدمير التعليم في مصر علي أيدي الحثالة و الأندال مثلما يفعل الأن السيسي جاسوس تل أبيب في اجيال الشباب الصاعدة الواعدة و لكن لنا في سيدنا موسي و فرعون الآية الكبري فمشيئة الله هي الغالبة و لله الأمر من قبل و من بعد .

خبر عاجل