مقالات مختارة

عودة الخط النوفمبري.. أمل فسيح

سليم قلالة
1300x600
1300x600

مهما حاول البعض تزييف الحقيقة بشأن الخيارات الأساسية للشعب الجزائري، يبقى الخط الوطني النوفمبري هو السيد لا محالة في هذه البلاد، وهو وحده الذي بإمكانه أن يصنع منها دولة مستقلة ديمقراطية واجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية.


كل من حاول الانحراف عن هذا الخط أو أراد التلاعب به أو استغلاله، انقلب عليه فجأة وجعله عبرة لمن يعتبر.


كم من مسؤول كانت نهايته مأساوية عندما خان عهد الشهداء؟ كم من سياسة فشلت في فصل هذا الشعب عن جذوره التاريخية وعن مبادئه وثوابته الوطنية، التي أبى أن يتخلى عنها وهو في أحلك الظروف؟


أيُّ شعار أجمل من ذلك الذي رفعه سكان مدينة ورقلة جامعا بين العقيد عميروش وابن باديس في لافتة واحدة؟ أي شعار أفضل من ذلك الذي جمع قادة الثورة في لافتة واحدة ضمت صورهم جميعا؟
وهل هناك كلمة سر أفضل من كلمة “خاوة” التي كانت أكثر الكلمات تداولا في أثناء ثورة التحرير المباركة؟ ألم يكن شعار “جيش شعب خاوة خاوة” من بين أولى الشعارات التي رُفعت في هذه المسيرة؟ وهل هناك تطلُّعٌ إلى وضع اليد في اليد أكثر من تطلع الشعب إلى وضع يده في يد جيشه الوطني الشعبي بحق، لتطهير البلاد من كل تلك الزمرة التي عاثت في الأرض فسادا؟


لقد تمَّت محاولة مسخ هوية هذا الشعب بالمشروع البنغبريطي، هل كان له استمرار؟ كما تم الاعتداء على اختيار الشعب أكثر من مرة من خلال مشروع أذناب فرنسا، هل استمرّ هؤلاء؟
في آخر المطاف، يبرز الخط النوفمبري قويا متماسكا وكأنه وُلد للتوّ. أليست هذه ثمرة إخلاص وتضحيات الشهداء؟ من قال إن هذا الجيل الذي جرت محاولة مسخه كليا منذ ما بعد العشرية السوداء، سيُظهِر كل هذه الوطنية وهذا الالتزام وهذا الوفاء للشهداء؟


لقد كانت هناك مراهنة من قِبَل قوى خفية وبارزة على تحطيم القيم الوطنية لأبنائنا، وتم تسخير الوسائل كافة لذلك، إلا أن المعدن الصافي لهؤلاء أبى أن يحول، وبمجرد نفض الغبار عنه عاد كما كان.
أليس في هذا كل الأمل بأننا يمكن أن نجعل من هذه الديناميكية الجديدة منطلقا لاستكمال بناء المشروع الوطني الذي يجمع كل الجزائريين والجزائريات؟


ينبغي أن نثق في هذا، لكي نقف في وجه كل محاولة لمنع هذه الديناميكية من أن تتحوَّل إلى فعل إيجابي عن طريق إلهائها بمشكلات فرعية، أو دفعها نحو اعتماد شعارات ضدَّ خطها الوطني أو ضد كل ما يرمز لهذا الخط من مؤسَّسات جمهورية أو ثوابت متطابقة مع الخط النوفمبري الأصيل. إن الأمل كل الأمل هو في منع حدوث هذا في مقابل الحرص كل الحرص على أن تتحول هذه الديناميكية الشعبية إلى فعل إيجابي يُعيد إحياء الأمجاد ويصنع المستقبل.

 

عن صحيفة الشروق الجزائرية

1
التعليقات (1)
متفائل
الثلاثاء، 09-04-2019 12:17 م
كل عاق لذاكرة الشعب التي عبر عنها بيان أول نوفمبر سيلقى نفس المصير ان شاء الله تبارك و تعالى ، واليوم وجب أن يتعلم جيشنا من الشعب على خط الذاكرة ، والفرصة باتت أثمن ، فاذا كان جيشنا قد التزم منذ الاستقلال بعدم التدخل في شؤون الاخرين، فوجب أن يلتزم بعدم التدخل في الشأن السياسي عموما و الشأن الحزبي خصوصا ، فيقف موقفا ايجابيا و هو الحد الفاصل بين نافية الأنا و نافية الاخر ، و تلك شمة الأحرار ، و تعبير صادق عن الروح النوفمبرية، هذا ما يجب أن يفهمه القائمون على مجمع الشروق ، وكل النخبة المثقفة داخل حدود جزائرنا الكبيبة ، اننا على موعد مع التاريخ .