صحافة دولية

موقع فرنسي: كيف سحق المشير حفتر عملية السلام؟

يسعى حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس بالقوة - (صفحة المكتب الإعلامي لقوات حفتر)
يسعى حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس بالقوة - (صفحة المكتب الإعلامي لقوات حفتر)

نشر موقع "ميديابارت" الفرنسي تقريرا ذكر فيه أنه مع إطلاق حملة عسكرية لاقتحام طرابلس، سحق اللواء المنشق، خليفة حفتر، الذي يطمح إلى تكرار سيناريو السيسي في ليبيا، عملية سلام طويلة وشاقة.

وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن حفتر، الذي كان مؤيدا لنظام الديكتاتور معمر القذافي سابقا، لا زال وفيا لتوجهاته العسكرية والحربية. وقد أثبت المشير، الذي يبلغ من العمر 75 سنة، ذلك عبر إطلاق حملة عسكرية على طرابلس تسببت إلى حد الآن في مقتل نحو 32 شخصا.

وأكد الموقع أن خليفة حفتر، الذي كان قائد الفرقة العسكرية التي تقوم بمهام خارج حدود ليبيا في عهد القذافي، قد أجهض بهجومه على العاصمة الليبية عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي يكمن الهدف منها في استعادة ليبيا لاستقرار غاب عنها منذ ثماني سنوات بعد أن دخلت في حرب وفوضى عارمة.

ونوه الموقع بأن الجيش الوطني الليبي، الذي يبلع عدد جنوده نحو 85 ألفا، تمركز في أحواز العاصمة لا سيما في وادي الربيع، وحول المطار الدولي الخارج عن الخدمة منذ تدميره في سنة 2014. وقد شنت قوات حفتر معارك برية مدعومة بضربات جوية، حيث دخل رجال حفتر في مواجهة مع "القوات المحلية" الهشة التابعة لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فايز السراج.

 

اقرأ أيضا: سلامة: لا يمكن عقد الملتقى الجامع بليبيا والغارات تُشن

وفي بلد مثل ليبيا يحلم الأهالي فيه بالسلام، تعاني البلاد من الصراعات بين الحكومات والبرلمانات الموازية، علاوة على فسيفساء من الميليشيات المحلية والقوات القبلية والجماعات الإسلامية المسلحة، التي تشكلت عقب عقد تحالفات أو جراء خصومات. وفي هذا السياق، أكد مختص في شؤون المنطقة أن "هناك تراجعا رهيبا إلى نقطة البداية، مما ينذر بحرب أهلية ثالثة في ليبيا بعد حرب 2011 وحرب 2014".

وحذر المختص من خطورة انزلاق البلاد نحو الانقسام إلى نصف غربي وآخر شرقي، وأوضح قائلا: "ليس العسكريون هم من شنوا هجوما على الإسلاميين، بل أشخاص من شرق ليبيا هاجموا آخرين من غربها، ومن هنا يظهر البعد الجديد للحرب".

ونقل الموقع على لسان أحد الباحثين قوله إنه "على الورق، ليس لقوات حفتر الإمكانيات اللازمة من أجل استعادة طرابلس، إلا أنه قادر على التمركز في أحواز العاصمة وشن حرب استنزاف، لتصبح منطقة رمادية دون رابح أو خاسر، وعبر شن هجمات وعمليات قصف تستمر حسب مدة الحرب. لكن، بمجرد أن يحشد حفتر ما يكفي من القبائل والميليشيات، سيكون بمقدوره بعد ذلك الاستيلاء على طرابلس".

في الواقع، وفي غضون أيام قليلة، نسف خليفة حفتر سنوات من الجهود الدبلوماسية متسببا في إهانة القوى الغربية. ويبدو أن حفتر أعد لهذه الخطوة جيدا، حيث شن هجومه العسكري على طرابلس في الرابع من نيسان/ أبريل، وتحديدا خلال زيارة رسمية للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى المدينة. وقد وقعت برمجة هذه الزيارة منذ 10 أيام على هامش التحضير لعقد مؤتمر ضخم دعا إليه المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، لتهيئة مناخ أفضل للحوار وفتح الطريق أمام إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.

وأشار الموقع إلى أن حفتر شن هجومه بعد مضي أربعة أيام فقط من عقد القمة العربية في تونس، التي احتضنت اجتماعا خاصا حول ليبيا بمشاركة كل من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية. مع ذلك، لم يخرج المشاركون لا في هذا الاجتماع ولا في القمة العربية بأي التزام ملموس.

وقال الموقع إن معارضي الجيش الوطني الليبي اتهموا فرنسا بمساندة حفتر، حيث كانت فرنسا، في عهد فرانسوا أولاند، أول القوى الغربية التي وقفت إلى جانب المشير الليبي. ودعمت فرنسا حفتر عبر حمايته سرا، كما اعترفت رسميا بشرعية جيشه من خلال جهاز المخابرات الفرنسية (المديرية العامة للأمن الخارجي).

ونقل الموقع على لسان مراقب للشأن الليبي قوله إن "فرنسا تتحمل مسؤولية كبيرة، حيث أكدت على امتداد أربع سنوات أن حفتر يريد التفاوض، بينما أنه في واقع الأمر لا يطمح إلى ذلك. ولا يريد حفتر سوى ترسيخ نظام عسكري وديكتاتورية يرتفع فيها صوت قائد واحد". كما ذكر مختص فرنسي آخر في الشأن الليبي أن توترا نشب بين وزارة الخارجية الفرنسية والإليزيه بشأن دعم خليفة حفتر، كما نوه هذا المختص بأن السراج دعا الفرنسيين إلى القدوم لطرابلس بعد هجوم المشير.

وقال الموقع إن "اتفاق باريس" في خصوص ليبيا توصل إلى اتفاق بالعمل على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية قبل نهاية سنة 2018. لكن العديد من المراقبين والمطلعين على الوضع الليبي أكدوا آنذاك أنه من الصعب تطبيق ما جاء به اتفاق باريس على أرض الواقع.

وفي الختام، أكد الموقع على لسان دبلوماسي فرنسي أنه "قد كانت هناك فرصة سانحة لتحقيق تسوية سياسية بعد عقد قمة أبو ظبي، حيث وقع الاتفاق تقريبا على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية وإصلاح المجلس الرئاسي، بهدف تأسيس حكومة عملية وأخرى تمثيلية من الشرق والغرب".

التعليقات (1)
الصديق
الأربعاء، 10-04-2019 01:04 م
لا أدري من أين جاء التقرير بأن عدد قوات حفتر 85 ألف ... يا ناس ميليشيات حفتر تتكون من بعض الجنود النظاميين + بعض المرتزقة + مع الكثير من الف5تيان الذين تم اغراؤهم ببعض المال مع دورة سريعة على استعمال البندقية ... ومن يريد يمكنه الدخول الى الصفحات الليبية ليرى أسرى قوات حفتر بالجملة و هم يستسلمون و يستطيع أن يرى أعمار بعضهم من خلال لقاءات بالفيديو