صحافة دولية

كيف أخبر ستيف بانون زعيم إيطاليا الشعبوي أن البابا هو العدو؟

بانون نصح سالفيني بمهاجمة البابا بسبب مشكلة الهجرة واللاجئين- الغارديان
بانون نصح سالفيني بمهاجمة البابا بسبب مشكلة الهجرة واللاجئين- الغارديان
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقال رأي للكاتب البريطاني ومحرر الشؤون المحلية مارك تاونسند، تحدث من خلاله عن تصريحات كبير مستشاري ترامب السابق، ستيف بانون، فيما يتعلق بممارسات بابا الفاتيكان في إيطاليا. وفي حديثه إلى وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، ألقى بانون اللوم على البابا فيما يتعلق بمشاكل إيطاليا مع اللاجئين.

وقال الكاتب، في هذا المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن المستشار الاستراتيجي نصح سالفيني بمهاجمة البابا بسبب مشكلة الهجرة واللاجئين في البلاد، وذلك وفقا لمصادر مقربة من المسؤول اليميني. وخلال اجتماع عُقد في واشنطن في نيسان/ أبريل 2016، كانت دعوات بانون لمهاجمة البابا بشكل علني قائمة على حقيقة أنه ساهم في تدفق جحافل اللاجئين والمهاجرين إلى البلاد.

ونقل الكاتب تصريح أحد كبار المسؤولين الذين يعلمون بشأن اجتماع المستشار الإستراتيجي مع رئيس حزب رابطة الشمال المناهض للهجرة لفائدة موقع "سورس ماتيريال" الإيطالي، الذي ورد فيه أن: "بانون نصح سالفيني قائلا إن البابا نفسه صار عدوا، لقد اقترح عليه التهجم عليه وانتقاده في العلن".

بعد الاجتماع، انتهج سالفيني مسارا أكثر صراحة ومباشرة في تعامله مع البابا، مدعيا أن بعض المحافظين من الفاتيكان كانوا إلى جانبه. وفي تغريدة نشرها في أيار/ مايو 2016، كتب سالفيني: "البابا يقول إن المهاجرين ليسوا خطرين، هذا هراء"، ليضيف لاحقا: "الهجرة غير الخاضعة للرقابة تعد غزوا منظما وممولا يجلب الفوضى والمشاكل وليس السلام"، وذلك لانتقاد نداء البابا للتعاطف مع المهاجرين.

تزامنت هذه التصريحات مع إيقاف مشروع بانون لإنشاء حركة شعبية أوروبية، فضلا عن إعلان سالفيني بأنه يريد ضم أحزاب ومنظمات أقصى اليمين في أوروبا لتشكيل تحالف. ويوم الاثنين الماضي، كشف سالفيني النقاب عن رؤيته للقارة الأوروبية خلال 50 سنة القادمة، التي تضمنت بعض الأفكار التي توحي بطابعه غير السلمي.

بيّن الكاتب أن هذا الإعلان من جانب سالفيني كان بعد أيام فقط من لقائه بانون، كما سبق للطرفين الاجتماع في مدينة روما الإيطالية منذ ستة أشهر. وفي مقابلته مع شبكة إن بي سي الأمريكية، قال بانون: "يمكنك التجوال في جميع أنحاء أوروبا، لتجد أن نيران الشعبوية تتأجج، وأن البابا مخطئ للغاية".

وفي أعقاب اجتماع بين وزير الداخلية الإيطالي ومستشار ترامب الاستراتيجي السابق، التقطت الكاميرات صورا لسالفيني مرتديا قميصا يحمل عبارة "بنديكت هو البابا الخاص بي". ويشير بذلك إلى البابا بنديكت السادس عشر، ومُشيدا بنهجه شديد التحفظ بالمقارنة مع البابا فرنسيس الحالي.

أضاف الكاتب أن المصدر المقرب من سالفيني ذكر بعض الدلائل حول استعداد زعيم حزب رابطة الشمال إلى مهاجمة البابا فرنسيس بشكل أكثر جدية، لكن مساعيه قوبلت برفض قادة الحزب وتصديهم لها. ومن المرجح أن وكيل الوزارة الإيطالي جيانكارلو جيورجيتي منع سالفيني من المضي قدما في مخططاته؛ نظرا لكونه مقربا من شخصيات بارزة في الفاتيكان.

وأورد المصدر ذاته أن سالفيني بدأ بالتحرك، وقال إنه يجدر بالحزب مهاجمة البابا، لكن جيورجيتي منعه من ذلك، في حين عمد رئيس الحزب إلى التصرف من تلقاء نفسه، وتعمد الظهور مرتديا القميص المثير للجدل. ومن جهته، لطالما كان بانون يبني قوى معارضة للبابا فرانسيس بالاعتماد على "معهد كرامة الإنسان"، الذي أسسه واتخذ من دير قريب من روما ويعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر مقرا له.

في كانون الثاني/ يناير 2017، أصبح بانون راعيا للمعهد الذي عمد مسؤولوه إلى اختيار الكاردينال ريمون بيرك رئيسا فخريا له، وهو رجل دين محافظ يعتقد أن الشبكات المنظمة للمثليين جنسيا تنشر "أجندة المثليين" في الفاتيكان. ويضطلع برئاسة هذا المعهد النائب الإيطالي السابق لوكا فولونتي، الذي يخضع للمحاكمة حاليا بسبب تهم فساد متعلقة بقبول رشاوى من أذربيجان.

علاوة على ذلك، يضم المعهد بين صفوفه أحد مؤسسي موقع بريتبارت الإخباري المثير للجدل، أوستن روس، الذي يضطلع بدور أحد الأمناء في الوقت الحالي. ويدير روس مركز العائلة وحقوق الإنسان المناهض لعمليات الإجهاض، الذي لطالما كان مؤسسه عرضة للانتقادات بشأن خطابه الذي كان يحرض على الكراهية.

وبشكل مشابه لفولونتي، كان روس مسؤولا في المؤتمر العالمي للأسر المثير للجدل في إيطاليا، وهو تجمع للمجموعات المسيحية اليمينية المتطرفة المناهضة للمثليين التي يدعمها الملياردير الروسي كونستانتين مالوفيف، الذي يُعرف بكونه مقربا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وخلص الكاتب إلى القول إن من بين الأمناء الآخرين لمعهد كرامة الإنسان رئيس مركز "بو غروب" للأبحاث والدراسات، بين هاريس كويني، الذي التقى بستيف بانون خلال الصيف الماضي. ويُضاف إلى قائمة الأمناء رئيس تحرير النسخة البريطانية من موقع "بريتبارت" الإخباري الأمريكي، رحيم قسام.

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
0
التعليقات (0)