ملفات وتقارير

بعد اتهام حفتر بقتل مهاجرين.. كيف سترد المنظمات الدولية؟

حكومة الوفاق اتهمت حفتر باستهداف مركز لإيواء مهاجرين بمنطقة قصر بن غشير جنوب طرابلس- جيتي
حكومة الوفاق اتهمت حفتر باستهداف مركز لإيواء مهاجرين بمنطقة قصر بن غشير جنوب طرابلس- جيتي

اتهمت حكومة الوفاق الليبية، القوات التابعة لـ"حفتر" والتي تشن هجوما مستمرا على العاصمة بأنها قامت باستهداف مركز لإيواء مهاجرين غير شرعيين بمنطقة "قصر بن غشير" (جنوب طرابلس)، واصفة ما حدث بأنه "انتهاك جسيم للقانون الدولي والإنساني الذي يحرم استهداف المدنيين والأحياء والمنشآت".

توثيق الانتهاكات

وقال المتحدث باسم الحكومة، مهند يونس، إنه "تم اقتحام مركز الإيواء بواسطة دبابة وتم إطلاق النار على المهاجرين العزل"، مؤكدا أن "الحكومة ستبلغ المنظمات والهيئات الدولية بأوضاع المهاجرين والنازحين واللاجئين".

وطالبت الحكومة مجلس الأمن الدولي بضرورة إرسال لجنة تقصي حقائق فورًا لتوثيق الانتهاكات، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية.

من جهتها، أعربت المنظمة الدولية للهجرة عن قلقها على أوضاع المهاجرين المحتجزين جنوب طرابلس، مشيرة إلى أن "هناك تطورات غير مقبولة ومقلقة للغاية في مركز "قصر بن غشير" للاحتجاز، حيث قيل إن مهاجرين عزل تعرضوا لإطلاق نار عشوائي، وأصيب كثير منهم بجروح بالغة".

لكن مدير إدارة شؤون مراكز الإيواء بجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، العقيد عبدالسلام عليوان، نفى وقوع إصابات خطيرة أو قتلى لمهاجرين في المركز المذكور، دون مزيد من التفاصيل.

معلومات جديدة


وذكر مصدر مطلع من العاصمة "طرابلس"، فضل عدم ذكر اسمه، لـ"عربي21" أن "الروايات متضاربة حول ما حدث في مركز الإيواء، وأن هذا المركز يعاني من ظروف صعبة فهم بلا حراسة أو تموين، وزادات أحداث طرابلس من مآسيهم".

 

اقرأ أيضا: قوات حفتر متهمة بتنفيذ إعدامات ميدانية وتمثيل بالجثث (شاهد)

وأوضح أن "جهاز الهجرة غير الشرعية، التابع للحكومة، وفر منذ أيام حافلات في محاولة منه لنقل هؤلاء المهاجرين إلى أماكن آمنة، لكنهم رفضوا نظرا لتجاربهم السيئة السابقة في المكان الذي كانت تنوي الحكومة نقلهم إليهم، كما أن بعضهم يريد الهرب من المركز في حال خلا من الحماية كما هو الآن"، وفق معلوماته.

"خوف دولي"


من جهته، قال المحلل السياسي الليبي المقيم في "كندا"، خالد الغول إن "الهجوم على مراكز إيواء مهاجرين إن ثبت فهو أكبر من مجرد إحراج للمجتمع الدولي، بل يعتبر إدانة له إن سكت ولم يتخذ خطوات تحقيق حول الفعل، كون هذه المراكز تتبع أو تحت إشراف منظمات دولية تراقب وتدعم".

وأضاف في تصريح لـ"عربي21" أنه "في حال إثبات ذلك فيعتبر بمثابة إدانة لـ"حفتر" وقواته وكذلك مجلس النواب وكل المؤيدي للحرب على العاصمة، وإن لم تستجب منظمات المجتمع الدولي لنداء الحكومة للتحقيق قد يسبب ذلك هروب المهاجرين إلى سواحل أوروبا"، حسب كلامه.

متى يحققون؟


وأبدت الناشطة في المجتمع المدني، هدى الكوافي استغرابها من "موقف المجتمع الدولي والمنظمات الدولية تجاه ما يحدث من انتهاكات جراء العدوان على العاصمة، وتراخيها حتى الآن في إجراء تحقيقات حول هذه الانتهاكات وإرسال لجان تقصي حقائق لإثبات انتهاك القانون الإنساني الذي ينظم عملهم من الأساس".

وتابعت لـ"عربي21": "من واجب الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية إجراء التحقيقات ومحاسبة المجرمين على أفعالهم، لكن متى يحققون؟ وهل تنتظر هذه المنظمات مطالبة حكومة الوفاق حتى تتحرك، أليست التحقيقات من صميم عمل هذه المنظمات التي تدعو للعدالة والحفاظ على حقوق الإنسان"، وفق تساؤلاتها.


اقرأ أيضا: مقتل مهاجرين غير نظاميين قرب طرابلس واتهامات لقوات حفتر

بدروه قال الناشط السياسي الليبي، أسامة كعبار إن "الحكومة ورئيسها "السراج" تسعى حثيثا من أجل إدانة عدوان "حفتر" على العاصمة وتوثيق هذا بشكل مباشر من خلال مطالبة المنظمات الدولية بالحضور وجمع المعلومات لتكون شاهد عيان على هذه الانتهاكات والجرائم".

وأضاف: "كما يسعى "السراج" لإحراج الدول الداعمة لـ"حفتر" وعدوانه والتى تستعمل "شماعة" مكافحة الإرهاب كغطاء للعمليات العسكرية التي يقودها الأخير، ولإثبات أن "حفتر" نفسه هو من يمارس "الإرهاب" وينتهك كل القوانين والأعراف الدولية"، حسب قوله لـ"عربي21".

التعليقات (0)