ملفات وتقارير

لماذا يحتاج السيسي الطوارئ بعد حصوله على التعديلات والتفويض؟

 نص القرار على أن تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله- جيتي
نص القرار على أن تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله- جيتي

في أول قراراته بعد إقرار البرلمان للتعديلات الدستورية التي تمنحته سلطات واسعة، وتمد حكمه عامين وتسمح له بمدة رئاسية جديدة؛ أصدر رئيس سلطة الانقلاب عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، قرارا جمهوريا، بإعلان حالة الطواريء في جميع أنحاء البلاد مدة 3 أشهر، بداية من الخميس، فيما وجه الجيش والشرطة لاتخاذ ما يلزم.

ونص القرار الذي نشرته الجريدة الرسمية، على أن تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله، وحفظ الأمن بجميع أنحاء البلاد وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وحفظ أرواح المواطنين.

وقالت المادة الرابعة من قرار السيسي، "يُعاقب بالسجن كل من يخالف الأوامر الصادرة من رئيس الجمهورية بالتطبيق لأحكام القانون رقم 162 لسنة 1958".

ويتخوف المصريون من فرض الطوارئ نظرا لسمعتها السيئة منذ عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، والذي طبقها لنحو 30 عاما، خاصة وأن تطبيقها في عهد السيسي، يتبعه وضع قيود على حرية الاجتماع والانتقال، ومراقبة الصحفالصحفي، والأمر بفرض الحراسة، وإخلاء بعض المناطق أو عزلها.

وحسب حقوقيين ومعارضين فإن السلطات تستغل قانون الطوارئ لإحالة المتهمين السياسيين لمحكمة أمن الدولة العليا، ولمواجهة المعارضة وحجب المواقع والصحف والحسابات المخالفة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت.

ويعد قرار السيسي بفرض الطوارئ هو الثامن منذ نيسان/ أبريل 2017، حين فرضه إثر هجمات استهدفت كنيسة مصرية، ورغم أنه فرض الطوارئ في البداية على شبه جزيرة سيناء تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014، إلا أنها أصبحت تطال جميع أنحاء الجمهورية قبل عامين.

 

اقرأ أيضا: أول قرار للسيسي بعد الاستفتاء.. إعلان الطوارئ لـ3 أشهر

ومع أن آخر قرار بفرض الطوارئ التي يسمح بها الدستور لمرتين فقط من 3 أشهر إلى 6 أشهر وبموافقة مجلس النواب، انتهى يوم 14 نيسان/ أبريل الجاري، إلا أن النظام العسكري دائما ما يقوم بتجديد القرار لمدة 3 أشهر جديد بعد انتهاء المدة السابقة بأيام.

"أمر لا نعلمه"

القرار المثير والذي يأتي بعد يومين من إعلان نتيجة الاستفتاء على الدستور الذي مدد فترة حكم السيسي الحالية لست سنوات والسماح له بالترشح لمدة ثالثة قد تمنحه حكم مصر حتى 2030، يدعو للتساؤل حول مغزاه ومدى حاجة السيسي له بعد ما حصل عليه من صلاحيات.

وفي إجابته قال السياسي المصري والبرلماني السابق، عاطف عواد: لا أدري ما هي حاجة السيسي للطوارئ بعد ما حصل عليه، موضحا أنه ناقش الأمر مع بعض السياسيين المصريين الذين أجمعوا على عدم وجود مبرر واضح لتمديده للطوارئ، مضيفا لـ"عربي21": "يبدو أن هناك أمرا لا نعلمه".

"لن يمنع الإرهاب"

وقال السياسي المصري، مجدي حمدان موسى: ‏كلاكيت ثامن مرة، تطبيق الطوارئ رغم من أن الدستور حدد مرتين فقط، مخاطبا القائمين على النظام بقوله "أليس منكم رجل رشيد".

وأكد نائب رئيس حزب الجبهة لـ"عربي21"، أن "تطبيق الطوارئ لم يمنع الإرهاب ولا التظاهر"، موضحا أنه "في ظل الطوارئ، قامت تظاهرات الغلابة في السبعينات، وقتل أنور السادات بداية الثمانينيات، وقتل رفعت المحجوب بداية التسعينيات".

مضيفا: "وأيضا في ظل الطوارئ تظاهر عساكر الأمن المركزي 1968، وقامت ثورة 25 يناير، وفجرت كنائس ومساجد، وقتل مصلين الروضة، وقتل ضباط الشرطة بالواحات".

 

اقرأ أيضا: السيسي يعلق على نتائج الاستفتاء ويصف شعبه بـ"العبقري"

توجه الفترة القادمة

 
وحقوقيا يرى الحقوقي المصري خلف بيومي، أن هناك مخالفة دستورية مؤكدا أن "النظام في الأصل لا يحترم دستور أو قانون"، مضيفا: "ولكنه يعتبر أن إعلان حالة الطوارئ دليل على استمرار الارهاب -من وجهة نظر النظام- ومبررا للقوة الغاشمة التي يستخدمها تجاه معارضيه".

مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، أكد لـ"عربي21"، أنه "بالطبع لابد أن يكون للنظام بعض الأغراض الأخرى من فرض حالة الطوارئ، ومنها إحالة المعارضيين لمحاكم أمن الدولة العليا طوارئ".

وأوضح أن من أهدافه أيضا "فرض حالة من الرعب لدى عموم المجتمع"، مشيرا إلى أنه "قد يكون سبب فرض حالة الطوارئ هو انتهاء مدة آخر قرار؛ ولكنها لا تخلو من رسائل للمعارضة عن توجه النظام خلال الفترة القادمة".

وتحدث الإعلامي والحقوقي هيثم أبوخليل، عن مخالفة قرار السيسي للدستور قبل التعديل وبعد التعديل، مشير إلى أن "المادة 154 من الدستور تنص على فرض الطوارئ مدة واحدة، وتمدد مرة واحدة مماثلة فقط"، قائلا: "العسكري مينفعش معاه دستور".

 

 

 


وأشار المحامي محمد عمر، إلى آثار تطبيق الطوارئ، مؤكدا أنه "بذلك تمتد صلاحية الجيش والشرطة في فرض إجراءات تأمينية وصلاحيات أكبر في التفتيش والمراقبة والمصادرة والإحالة لمحاكم استثنائية وحراسة قضائية، ويصبح عموم القطر المصري كنقطة تفتيش جمركية".

 

 

 


وربط الكاتب الصحفي صبحي بحيري، بين التعديلات الدستورية وقرار الطوارئ، قائلا: "المصريون أبهروا العالم في الاستفتاء، فجدد السيسي الطوارئ".

 


وسخرت الكاتبة الصحفية مي عزام، من تمديد الطوارئ كل 3 أشهر قائلة: كانوا غيروها مع التعديلات الدستورية وخلوا الطوارىء طوال فترة الرئيس.

 


وربطها الناشط شادي السماحي، بموجة ارتفاع الأسعار المتوقعة في حزيران/يونيو، بقوله إنها استراتيجيات نفسية من النظام للقضاء على أي موجة إعتراض ورد فعل على موجة ارتفاع الأسعار والسياسات القادمة.

 

 




التعليقات (3)
ابوعمر
الجمعة، 26-04-2019 10:32 ص
أعتقد الى حد الجزم أن الله (تخلى) نهائيا عن الشعب المصري .ليس حبا في(الارهابي السيسي)..بل لسلبية وخنوع ورعب وخوف ووجل غالبية المصريين.من الارهاب العسكري والبوليسي للارهابي السيسي..و الذين فضلوا الذل والهوان على الحياة الكريمة التي أساسها وقاعدتها ما يحصل ويحدث في الجزائر والسودان....الموت واحد ..الموت ينتظرنا جميعا..أليس (كل من عليها فان......ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام...)..فلما الخوف والوجل وحب الذل والهوان
الله القدير
الجمعة، 26-04-2019 01:57 ص
ان شاء الله ان نرى شباب مصر يدوس ويكنس السيسي ونظامه.
جوىدة
الجمعة، 26-04-2019 01:20 ص
اعتقد والله اعلم انهم ينخوفون بشدة من نجاح الثورة في الجزائر و السودان بما يمثل دافع كبير للمصرين في الثورة خاصة بعد ارتفاع الاسعار المنتظر خاصة ان المؤشرات تنبئ بارتفاع كبير في اسعار الوقود.