صحافة دولية

هكذا تضيق واشنطن وتل أبيب الخناق على طهران يوما بعد يوم

منذ انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي لسنة 2015، فرضت واشنطن عقوبات قاسية على إيران- جيتي
منذ انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي لسنة 2015، فرضت واشنطن عقوبات قاسية على إيران- جيتي

نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن ارتفاع وتيرة الضغط الذي تمارسه كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على إيران.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمتها "عربي21"، إنه يقف وراء هذا الضغط الثلاثي جون بولتون وبنيامين نتنياهو ومحمد بن سلمان، وهو فريق يجمع بين التعصب والمال والأسلحة بنسب غير محدودة ويرغب في فعل أي شيء لتغيير النظام في طهران.

 

وفي الأيام القليلة الماضية، أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات قنابل من طراز ب 52 إلى الخليج الفارسي، ولأول مرة قبل بضعة أسابيع أرسلت مقاتلات إف-35.

 

وبات واضحا أن مستشار الأمن القومي جون بولتون بصدد الإعداد لحرب وشيكة، ويتطلع إلى مهاجمة إيران في أي وقت.

ومنذ انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي لسنة 2015، فرضت واشنطن عقوبات قاسية على إيران، وزادت الضغط عليها من شهر إلى آخر إلى أن بلغت البلاد مرحلة شديدة الخطورة.

 

ومن جهتهم، يريد الإيرانيون أن تقف أوروبا إلى جانبهم، لكن الوضع الراهن لا يوفر لهم أي ضمان، لذلك بدأ صبرهم ينفذ.

وأوردت الصحيفة أن أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، ريتشارد دوربين وتوم أودال، اللذين يشعران بالقلق من مشهد الحرب، قد حذّرا الإدارة الأمريكية من نشر "روايات كاذبة" حول إيران.

 

وقد ذكّر كلاهما بأنه عندما قام الرئيس جورج بوش بنشر رواية خاطئة ضد العراق مقدمة من إسرائيل، زاد ذلك من إشعال فتيل الحرب. ويبدو أن بولتون ونتنياهو يسلكان نفس المسار ضد إيران.

وأضافت الصحيفة أن هذين السياسيّين والأمير ابن سلمان، أي "الفريق ب"، يسعون إلى تغيير النظام بأي ثمن دون الاكتراث للعواقب المدمرة التي يمكن أن تترتب عنه سواء على البلاد وسكانها أو على الشرق الأوسط. وهي عواقب غير متوقعة لم يدركها أي منهم بسبب كرههم الأعمى لجمهورية إيران.

ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله إن "الفريق ب يسعى إلى تفكيك إيران.

 

وقد نجح أعضاء الفريق الثلاثة في هزيمة الاتفاق النووي الذي توَّجه باراك أوباما بعد مفاوضات استمرت لمدة 18 سنة شاركت فيها القوى العالمية في عملية دبلوماسية غير عادية لا قيمة لها بالنسبة لإدارة الحالية في واشنطن".

 

اقرا أيضا :  قائد أمريكي لا يستبعد إرسال "أبراهام لينكولن" لمضيق هرمز


وبعد انسحابه من الاتفاقية منذ سنة تقريبا، قام ترامب بتضييق الخناق على النظام الإيراني على الرغم من أن الطرف الذي انتهك الاتفاق هو الولايات المتحدة، وبدأ في إصدار عقوبات ضد طهران للتخفيض من صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، لكن المسألة في الواقع تجاوزت مسألة النفط.

وذكرت الصحيفة أن وكالة الأمم المتحدة للرقابة النووية نشرت 14 تقريرا أكدت فيه أن طهران قد وفت بالتزاماتها التي تنص عليها الاتفاقية، لكن ذلك لا قيمة له بالنسبة لواشنطن.

 

وفي الأثناء، تستمر واشنطن في رفض العقوبات حيث يصدّر الإيرانيون في الوقت الحالي تقريبا نصف النفط الذي كانوا يصدرونه منذ سنة.

 

ومن المتوقع أن تنخفض صادراتها بشكل أقل مما سيؤدي إلى حدوث توترات داخل البلاد، وهو أحد أهداف "الفريق ب". وقد يكون لذلك عواقب لا يمكن التنبؤ بها.

وأفادت الصحيفة بأن طهران هذا الأسبوع سلطت الضوء على المادتين 26 و36 من اتفاقية سنة 2015 التي تنص على أنه يمكن لإيران أن تتخلى كليا أو جزئيا عن الاتفاقية إذا استأنف أحد الموّقعين فرض العقوبات على البلاد، وهو ما يحدث الآن مع الولايات المتحدة.

 

اقرا أيضا : ترامب يعلن عقوبات جديدة ضد إيران ويأمل تفاوضا مع قادتها

 

وفي ظل هذه الظروف، تخطط إيران للتخلي عن هذه الاتفاقية وعن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية أيضا. ومن شأن ذلك أن يمنع الولايات المتحدة من استخدام تلك المعاهدة ضد الإيرانيين، كما تفعل الآن، على الرغم من أن هذه الخطوة تنطوي على العديد من المخاطر بالنسبة لإيران.

ويوم الثلاثاء القادم، ستعقد إيران اجتماعا مع الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاقية في بروكسل.

 

ويعتبر الإيرانيون، الذين ليسوا متفائلين للغاية، أن الدعم السياسي الذي يتلقونه من بروكسل لا يكفي لمواجهة العقوبات القاسية التي تعاني منها البلاد، لذلك يرون أن الوقت قد حان حتى تنتقل أوروبا من الأقوال إلى الأفعال.

 

في المقابل، لا يبدو اتخاذ هذه الخطوة سهلا، إذ يرغب الأوروبيون في الحفاظ على الاتفاق لكنهم في الآن ذاته غير مستعدين للتصدي للعقوبات الأمريكية.

وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن "الفريق ب" يمضي قدما في الحملة التي تروج إلى أن إيران تمثل تهديدا للسلام والأمن في الشرق الأوسط.

 

ولكن الحقيقة هي أن إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، تغتنم كل فرصة لزعزعة استقرار المنطقة.

التعليقات (0)