سياسة عربية

جرحى بمسيرات العودة بغزة بجمعة "التراحم والتكافل"

انطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة يوم 30 آذار/ مارس 2018، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"- جيتي
انطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة يوم 30 آذار/ مارس 2018، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"- جيتي

اعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، أن 16 إصابة مختلفة وقعت اليوم الجمعة بصفوف المواطنين الفلسطينيين، بجمعة "التراحم والتكافل" بقنابل الغاز والأعيرة المطاطية الإسرائيلية شرق القطاع.

 

ورغم موجة الحر الشديد التي تجتاح قطاع غزة، وتواصل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، تواصل مسيرات العودة فعاليتها في الجمعة التاسعة والخمسين، ردا على كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مشددة على أهمية بث روح التكافل والتراحم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

محاولات فاشلة

وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار اليوم، جمعة "التراحم والتكافل"، مؤكدة أن "المسيرات ستتواصل ردا على غطرسة الإدارة الأمريكية وعنجهية الاحتلال، وعلى كل المحاولات الرامية لشطب القضية الوطنية".

وأوضحت في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، "مسيرات العودة متواصلة بسلميتها وبطابعها الشعبي، كشكل من أشكال المقاومة الشعبية، ولن تتراجع عن أدائها ولا عن ودورها، رغم المحاولات الفاشلة لإجهاضها والنيل منها".


ونوهت الهيئة بأن "غزة عبرت أصالتها وعمق تجذرها الفلسطيني بجغرافيتها وتاريخها، ورفضها لمحاولات فصلها وعزلها عن الوطن"، مشددة أن "شعبنا الفلسطيني يؤكد على حقه في المقاومة والتظاهر رفضا لاستمرار الاحتلال وسياساته العنصرية، لا سيما جريمة حصاره الظالم لغزة الصامدة".

وذكرت أن جرائم الاحتلال "لا يمكن لها أن تتوقف طالما بقي مرتكبوها خارج دائرة الملاحقة للامتثال والمحاكمة أمام المحاكم الدولية".

ودعت الهيئة الوطنية الشعب الفلسطيني للمشاركة في فعاليات اليوم، التي ستقام في مخيمات الخمس، لافتة إلى أهمية "تكثيف الزيارات لأسر الشهداء والجرحى، وتعزيز صمودهم، ورفع معنوياتهم بما يعزز تماسك النسيج المجتمعي الفلسطيني".

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يتراجع عن "التفاهمات" ويقلص مساحة الصيد بغزة

ذئاب تتربص

بدوره، أوضح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وعضو الهيئة العليا لمسيرات العودة، خضر حبيب، أن هذه الجمعة التي تأتي في ظل شهر رمضان المبارك هي "دعوة للتراحم والتكافل، خاصة أننا بحاجة ماسة لمثل هذه المعاني، في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا وقضيتنا الفلسطينية".

 

ولفت في تصريح خاص لـ"عربي21"، إلى أن "الشعب الفلسطيني يعيش في ظل أجواء مليئة بالذئاب التي تتربص بشعبنا وقضيتنا العادلة والمقدسة من أجل تصفيتها".


ورغم هذه الظروف الصعبة وموجة الحر الشديد التي تجتاح القطاع، أكد حبيب أن "مسيرات العودة مستمرة"، موجها التحية لمختلف أبناء الشعب الفلسطيني، الذي "رغم هذه الظروف الصعبة وهذا الحصار الخانق، إلا أنه مستمر في مقاومته عبر مسيرات العودة، التي يعلن من خلالها رفضه لكل ما يحاك ضد القضية ومحاولات تصفيتها".

وشدد على أن "الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه، وفي مقدمتها حق العودة إلى الديار التي اقتلع منها قصرا من قبل المشروع الصهيوني".

وحول استمرار عدوان الاحتلال وتنصله من التفاهمات التي تم التوصل إليها عبر العديد من الوسطاء التي كان آخرها تقليص مساحة الصيد، قال عضو الهيئة العليا: "هذا الأمر ليس غريبا على العدو الصهيوني الذي يراوغ ويماطل ويسوف، وهذه السلوكيات تتلاءم مع الطبيعة النكدة لهذا العدو".

دماء وأشلاء

وأضاف: "بكل تأكيد نحن لا يمكن أن نأخذ شيئا من هذا العدو إلا بدفع المزيد من الدماء والأشلاء والإصابات"، موضحا أن "هذه معركة محتدمة مع المشروع الصهيوني، ولن تنتهي إلا بزوال هذا الكيان، وعودة فلسطين إلى حضنها الدافئ؛ العربي والإسلامي".

ونوه القيادي بأن "هذه أمور نتوقعها من هذا العدو المجرم الذي اقتلع شعبنا واحتل أرضنا"، مؤكدا أن "اعتداءات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والمشاركين في مسيرات العودة لن تتوقف، لأن العدو يراهن على أن مزيد الإصابات والشهداء ربما يمارس المزيد من الضغط الشعبي على منظمي المسيرات لكي يتوقفوا عن الاستمرار في هذه المسيرات".

وتابع: "حتى هذه اللحظة، الرهان قائم عند العدو الصهيوني، ولكن شعبنا عبر هذه المشاركات الكبيرة في مخيمات العودة الخمس على امتداد السلك الزائل مع أرضنا المحتلة يثبت أن شعبنا لا يمكن أن يتراجع، وسيبقى يطالب بحقوقه، وفي مقدمتها حق العدوة".

وأدى القمع الدولي للمشاركين في مسيرات العودة من قبل جيش الاحتلال إلى استشهاد 305 فلسطينيين، وإصابة أكثر من 31 ألفا بجراح مختلفة، وصل منهم 17335 إلى مستشفيات القطاع، بحسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية وصلت "عربي21".

وانطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة يوم 30 آذار/ مارس 2018، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، وتدشين 5 مخيمات شرقي القطاع على مقربة من السياج الفاصل الذي يفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

التعليقات (0)