ملفات وتقارير

أين ستذهب أصوات الجالية العربية بالانتخابات الأوروبية بألمانيا؟

عدد من الجالية العربية تتجه لإعطاء أصواتها لأحزاب صغيرة تتبنى قضاياهم- عربي21
عدد من الجالية العربية تتجه لإعطاء أصواتها لأحزاب صغيرة تتبنى قضاياهم- عربي21

يختار الألمان ممثليهم من النواب في الاتحاد الأوروبي في انتخابات اليوم في كافة الولايات الألمانية.

الألمان من أصول عربية ومسلمة، الذين يبلغ تعدداهم قرابة خمسة ملايين من أصل ثمانين مليون، يشاركون في هذه الانتخابات، ويختارون ممثليهم في الاتحاد الأوروبي.

في هذه الانتخابات، تبحث الجاليات العربية والمسلمة عن أحزاب جديدة لانتخابها، لا سيما أن تجاربهم السابقة في انتخاب الأحزاب التقليدية لم تكن موفقة، كونها لم تقدم لهم شيئا، ولم تدافع عن قضاياهم. 

ويعبر الناشط السياسي أحمد محيسن عن ذلك بقوله: "لقد انتخبنا الأحزاب التقليدية، وعولنا عليهم كثيرا للتغيير من واقعنا والاستجابة لقضايانا، ولكنا وصلنا إلى قناعة بأنه لا جدوى من ذلك، فقد صدمنا من تصويت من كافة الأحزاب على  مشروع يجرم حركة مقاومة سلمية لدولة الاحتلال BDS ".

وأضاف في حديث مع "عربي21": "لذلك سأعطي الفرصة لأحزاب جديدة مثل حزب BIG الجديد؛ لكونه يتبنى الدفاع عن حقوق الجالية العربية والمسلمة، وهي التي تشكل الأقلية في المجتمع الألماني، ولا تجد قضاياها الحياتية والمعيشية اهتماما ولا استجابة كما ينبغي لدى الأحزاب الألمانية التقليدية".

وأكد أنه "من الجيد أن يكون هناك حزب يشبهنا، ويؤمن بقضايانا المعيشية في المجتمع ليمثلنا ويوصل صوتنا في المحافل الأوروبية من خلال طرح قضايانا المختلفة".

وقال الناشط البرليني، إياد الشرفا، إنه "لن نستطيع كمهاجرين جدد التأثير في سياسات القارة الأوروبية إلا عندما نكون متحدين تحت سقف سياسي واحد، و نستخدم صوتنا كلوبي قوي نمنحه لأحد الأحزاب بعد التعاقد معها لمنحنا ضمانات للدفاع عن حقوقنا".

وأضاف في حديث لـ"عربي21": "يجب أن تتحرك الجالية من خلال استغلال كل الطرق السياسية والقانونية للحفاظ على كينونتها وعلى معتقداتها وعاداتها وتاريخها، والانتخابات الأوروبية فرصة يجب استغلالها لانتخاب الأحزاب التي تهتم بقضايانا وتجعلها على سلم أولويات برنامجها الانتخابي".

وتابع: "على سبيل المثال، حزب BIG هو مثال لهذه الأحزاب الصاعدة، وربما لن يفوز في هذه الانتخابات، ولكن دعمه واجب أخلاقي وديني ووطني. فكيف تعطي صوتك لأحزاب لا تعيرك اهتماما ولا تراك أصلا، ولا يهمها غير صوتك، وتترك أحزابا تقول لك أعطني صوتك فقط حتى يمكنني أن أساعدك؟".

وعلى العكس تماما من ذلك، يقول الناشط البرليني كامل الفرماوي: "سأعطي صوتي للأحزاب الكبيرة، وبالنسبة للأحزاب الصغيرة، فهي تبدأ بشعارات جيدة، ثم سرعان ما تتغير بعد وصولها للبرلمان، أو لأنها لا تنجح أصلا".

وحول صعود اليمين المتطرف، قلل الفرماوي في حديث مع "عربي21" من خطرهم في الانتخابات الأوروبية، معتبرا أنهم "لن يفوزوا بالأغلبية، وإن فازوا فإنهم لن يستطيعوا أن يضروا بالأجانب بالشكل المروج له في الإعلام، لا سيما المندمجون منهم".


وقال الأكاديمي الألماني من أصل فلسطيني والباحث في الحركات المتطرفة والخطاب الإعلامي في جامعة نيوكاسيل وسام عامر: "لا شك أن الانتخابات الأوروبية هذه المرة تمتاز بأهمية خاصة، خصوصا مع تصاعد الأحزاب اليمينية في عدة دول أوروبية، وأيضا أزمة الهجرة واللاجئين وغير ذلك".

وأضاف في حديث مع "عربي21": "كل هذه الظروف وغيرها تجعل من الانتخابات الأوروبية مهمة جدا في التأثير الكبير على الأحزاب التقليدية، فكثير من هذه الأحزاب لم تعد ذات تأثير على الرأي العام، وقد خسرت كثيرا من المقاعد في برلمانات دولها".

وحول تأثير الجاليات العربية والمسلمة في هذه الانتخابات، يرى الباحث في جامعة نيوكاسل أن الصوت العربي والإسلامي لا يزال لم يرتق لمستوى الضغط، عازيا ذلك لعدم وجود وعي سياسي كاف عند الجماهير العربية ومدى أهمية المشاركة في صنع القرار، وكذلك عدم وجود معرفة كافية في برامج الأحزاب السياسية وما تخص الجاليات.

وأوضح عامر أن العزوف عن المشاركة من قبل الجاليات في الانتخابات، سواء المحلية أو الأوروبية، يضعف تأثيرهم، ويضيع حقوقهم، داعيا إياهم للمشاركة الحثيثة.

وعن مشاركة بعض الأحزاب الصغيرة الجديدة في الانتخابات، يتوقع الأكاديمي استمرار المنافسة القوية بين الأحزاب اليمينية الصاعدة والأحزاب التقليدية في هذه الانتخابات، ما سيصعب مهمة أي حزب من خلفيات مختلفة مثل وجود حزب مسلم، مستدركا بأنه على المدى البعيد ربما يكون لمثل هذه الأحزاب تأثير في المجتمع، ولكن المشاركة بحد ذاتها تعد مكسبا.

2
التعليقات (2)
حمزة مدلل
الأحد، 26-05-2019 03:33 م
بداية لا بأس بها للأجيال القادمة وبها تقوية الجالية العربية ككل مع نشر الثقافة الحزبية بين جاليتنا بشكل حضاري
العمدة علي اابردان
الأحد، 26-05-2019 04:07 ص
لا بد من وحدة الجالية حول مرشح يتعهد بصون حقوق المسلمين بأوروبا