سياسة عربية

سيطرة السيسي على الرياضة.. "بيزنس" أم حماية للجمهور؟

مخاوف من غضب الجماهير في مصر بسبب رفع أسعار التذاكر- جيتي
مخاوف من غضب الجماهير في مصر بسبب رفع أسعار التذاكر- جيتي
يواصل النظام في مصر مسيرة الهيمنة على قطاع الرياضة إعلاميا وإعلانيا من خلال ذراعه الإنتاجي شركة "إعلام المصريين"، التي يرأسها المنتج تامر مرسي، والتي يقال إنها تابعة لأجهزة المخابرات.

وفي بيان وصل "عربي21" نسخة منه، أعلنت منصة "Watch iT" الرقمية، التابعة لإعلام المصريين، مساء الاثنين، "عن حصولها على الحقوق الرقمية الحصرية للدوري المصري لمدة أربع سنوات، و يتيح ذلك لمستخدم المنصة الاستمتاع بكافة الأهداف و المباريات والملخصات".

وزعمت إدارة منصة "Watch iT" أن الحصول على حقوق الدوري المصري الرقمية هو "بداية إثراء المحتوى الرياضي الرقمي على المنصة، وأيضا يمثل حماية لحقوق استخدامه وسيتوالى إضافة الكثير من المحتوى الرقمي في مختلف المجالات".

والسبت الماضي، أطلقت مجموعة إعلام المصريين والهيئة الوطنية للإعلام، قناة "تايم سبورت" التي تُذاع على نسختها الأرضية مباريات كأس الأمم الأفريقية 2019، التي ستقام في مصر في الفترة ما بين 21 حزيران/ يونيو و19 تموز/ يوليو المقبل على البث الأرضي الرقمي.

وفي 19 أيار/ مايو الجاري، دشن قائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي، الموقع الرسمي لحجز تذاكر بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، "تذكرتي" لحجز وبيع تذاكر المباريات، ويتبع الموقع أيضا مؤسسة "إعلام المصريين" المخابراتية".

ووجهت الشركة تحذيرا شديد اللهجة، من أنه لا يمكن نقل ملكية تذاكر بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 بعد شرائها إلى مشجع آخر بأي حال من الأحوال.

وأثارت أسعار التذاكر المرتفعة جدلا واسعا في أوساط المشجعين، ما دفع المسؤولين إلى تعديلها جزئيا، وتراوح سعر تذكرة الدرجة الثالثة ما بين 100 جنيه و150 (6 و9 دولارات) والدرجة الثانية ما بين 300 جنيه و400 جنيه (17 و24 دولارا)، والدرجة الأولى ما بين 500 جنيه و600 جنيه (30 و36 دولارا).

القوى الناعمة

وفي تعليقه على سبب اهتمام النظام في مصر بقطاع الرياضة مؤخرا إعلاميا وإعلانيا، قال الناقد الرياضي، سمير صبري إن "الرياضة هي القوة الناعمة في مصر"، مشيرا إلى أن "هناك قطاعا كبيرا من الشعب يميل لهذه القوة ومتأثر بها بشكل قوي".

وبشأن كيفية استغلال الرياضة وتحديدا كرة القدم أكثر الألعاب شعبية بمصر لصالح النظام، أوضح لـ"عربي21": "أنه يتم استغلالها بعناصر من داخل المجال للترويج لهذا النظام، في الاستحقاقات الانتخابية، وصندوق تحيا مصر.. إلخ".

وكشف أن "الهيمنة على حقوق نقل الفعاليات الرياضية، وإعلاناتها يتم من خلال شركة تابعه لهذا النظام (إعلام المصريين) تتحكم في حقوق المباريات والإعلانات وتكون أداه لهذا النظام".

تحكم وتأمين

من جهته؛ قال الناقد والمحلل الرياضي، أحمد سعد، لـ"عربي21" إن "النظام قرر وضع يده على أي بيزنس بداية من التجارة، مرورا بالمقاولات وصولا إلى الرياضة، وهو بيزنس ضخم جدا، وتدار فيه مبالغ كبيرة من خلال حصيلة الإعلانات".

وأضاف أن "المخابرات لديها العديد من القنوات الفضائية؛ منها قناة أون سبورت خاصة بالرياضة، وتستحوذ على جميع الإعلانات، ولا يوجد أحد قادر على أخذ حصة إعلانية إلا من خلال هذه القناة، كما أن هناك شركة "بريزنتيشن" التي تحتكر مجال التسويق الرياضي، والحصة الإعلانية، بعد أن كانت وكالة الأهرام الحكومية".

وقدر متوسط بيزنس الإعلانات "بنحو خمس مليارات جنيه سنويا تسيطر عليها شركة بريزنتيشن وهي التي توزعها على القنوات والصحف والمواقع، ومؤخرا، وفي سبيل فرض المزيد من الإعلانات أنشأ النظام قناة تايم سبورت الأرضية لإذاعة مباريات كأس أمم أفريقيا للاستحواذ على الإعلانات، ما يعني حرمان تلفزيون الدولة الذي هو ملك الشعب من حصيلة الإعلانات".

وأكد سعد أن "النظام لا يريد الاستفادة من شعبية ومكانة الرياضة، ولكنه يريد أن يظل مسيطرا عليها ليحمي نفسه من الغضب الجماهيري الذي يخاف من اندلاعه بين لحظة وأخرى في ظل الأوضاع الصعبة المتمثلة في الغلاء وتردي جميع الخدمات، وهو يخشى من أن تأتي حالة الغضب من المدرجات"، مشيرا إلى أن "رفع أسعار تذاكر مباريات كأس أمم أفريقيا كان الهدف منه اقتصار الحضور على جماهير الصفوة الذين يظن النظام أنهم الطبقة المؤيدة له".
التعليقات (5)
عبد الله المصري
الثلاثاء، 28-05-2019 07:16 م
اذا السيسي مستعد يبيع نقسه و قد فعل فعن ماذا تتحدث
حنفي الغلبان
الثلاثاء، 28-05-2019 07:08 م
تختار أمريكا شخصاً ليكون عميلاً أو حذاءاً لها بناء على مواصفات منها الغباء . من ضمن ما تلعبه أمريكا مع هذا الذنب أن تطلق يده في المال العام ليختلس و ينهب ، و مسموح له أن يأكل الأكل الفاخر (و أن يملأ الثلاجة بغير الماء!) و مسموح له أن يلبس الملابس الأنيقة. لكن غالبية ما يسرقه هذا اللص من خلال بيزنس أو سطو على مساعدات أو أخذ المال من المؤسسات عينك عينك ، عليه أن يضعه في بنوك تابعة لأمريكا و متى وضعه طار منه و من البلد نهائياً و دخل فيما يسمى "الثقب الأسود"... يعني العميل يشبه حمار جحا ، أغراه جحا بالمسير عن طريق جزرة مربوطة على عصا أمام عينيه لا يصل فمه إليها و بقي يلهث لعله يحصل عليها . لكنه حمار ... يقال أن هنالك مؤتمر "خمة" قريب لحمير جحا.
مصري
الثلاثاء، 28-05-2019 06:34 م
هذا عنوان مثير للسخرية من يتاجر بالمخدرات و السلاح و الغذاء الفاسد يحمي من ؟؟؟ الجمهور ام عصاباته الإرهابية الإجرامية من العسكر الأوباش جواسيس اسرائيل السفلة .
الصعيدي المصري
الثلاثاء، 28-05-2019 03:11 م
السيسي لو استطاع احتكار الهواء وتعبئته في عبوات للمصريين .. لفعل ؟؟ هذا لكائن الدموي قام بتخريب مصر بأوامر من اسياده في تل ابيب والبيت الابيض ..
عمر-الجزائر
الثلاثاء، 28-05-2019 10:14 ص
بيزنس أم حماية للجمهور؟ "ياريت"،لا هذا ولا تلك! بل تخدير مزمن وإلهاء أبدي للجمهور! ليتفرغ هو لخدمة أحبائه الصهاينة (بشهادة الصهاينة أنفسهم) ومصالحه الشخصية إلى غاية العام 2030 على الأقل...