صحافة دولية

واشنطن بوست: ترامب يواصل هداياه للسعودية والكونغرس غاضب

واشنطن بوست: ترامب يؤسس لسابقة خطيرة بمواصلة هداياه لابن سلمان- جيتي
واشنطن بوست: ترامب يؤسس لسابقة خطيرة بمواصلة هداياه لابن سلمان- جيتي

خصصت صحيفة "واشنطن بوست" افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "اختار ترامب منح (أم بي أس) هدية وأسس لسابقة جديدة خطيرة"، للحديث عن صفقات الأسلحة التي قررت إدارة الرئيس دونالد ترامب تمريرها للسعودية، متجاوزة الكونغرس

 

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "غالبية أعضاء الحزبين في الكونغرس صوتوا الشهر الماضي ضد تقديم أي دعم إضافي للتدخل الكارثي السعودي في اليمن، وهو التدخل الذي فشل في تحقيق أهدافه، وأنتج أسوأ كارثة إنسانية في العالم". 

 

وتشير الصحيفة إلى أن "الرئيس ترامب استخدم الفيتو ضد هذا القرار، وضاعف في الوقت ذاته دعمه المطلق للنظام السعودي وحلفائه، فقد أبلغت وزارة الخارجية الكونغرس يوم الجمعة بأنها صادقت على 22 صفقة سلاح للسعودية وعدد آخر من الدول، متذرعة بحالة الطوارئ، ومتجاوزة الكونغرس، الذي يقوم في العادة بالنظر في الصفقات، وتضم الصفقات ذخائر جديدة تقتل المدنيين في اليمن". 

 

وتعتقد الافتتاحية أن "التحرك الجديد من الإدارة هو خرق آخر للمعايير المتبعة، إن لم يكن خرقا للقانون. إن الإشعار الذي قدمته الإدارة للكونغرس لم يوضح طبيعة (الحالة الطارئة) التي سمحت لها باستخدام ثغرة في قانون التحكم في تصدير السلاح، الذي يعطي الكونغرس الصلاحية لمراجعة صفقات الأسلحة".

 

وتستدرك الصحيفة بأنه "رغم حديث وزير الخارجية مايك بومبيو عن حاجة الدول العربية (لردع وحماية نفسها) ضد إيران، إلا أن الأسلحة لن تتوفر إلا بعد سنين، وهو ما يعني أنها ليست مرتبطة بالحرب الأهلية في اليمن، ولا التوتر المتصاعد في مكان آخر، وستذهب بعض الصفقات إلى الأردن، الذي ليس في حالة حرب مع اليمن أو مكان آخر". 

 

وترى الافتتاحية أن "المناورة تزيد من تحدي الرئيس ترامب لدور الكونغرس الشرعي في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية، وقد وضع الحزبان قيودا على مبيعات السلاح للسعودية؛ بسبب قصفها المتعمد والمتكرر للمدنيين، ولرفضها معاقبة المسؤولين البارزين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك جريمة قتل الصحافي المساهم في (واشنطن بوست) جمال خاشقجي، وتقطيع جثته في العام الماضي في قنصلية بلاده في إسطنبول، ومن أجل منع بيع الأسلحة وبشكل دائم فإن على الكونغرس إصدار تشريع يمكن لترامب مراجعته". 

 

وتستدرك الصحيفة بأن "ترامب تجاهل مرة أخرى سلطة الكونغرس ليحابي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي شن حرب اليمن، والذي أمر، بحسب تقييمات (سي آي إيه)، بجريمة قتل خاشقجي، وفشل ترامب في بداية العام الحالي في الاستجابة لمطلب لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، القاضي بتحديد مسؤولية ولي العهد عن الجريمة". 

 

وتجد الافتتاحية أنه "في حال السماح لهدية ترامب الجديدة بالوصول إلى ولي العهد، فإن الرئيس سيكون قد وضع سابقة جديدة: يمكن للرؤساء بيع السلاح لأي مكان في العالم بناء على حالة طوارئ ليست واضحة، ودون أن يسمح للكونغرس بمراجعة الصفقة". 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن "مؤيدي ترامب قلقون من ترامب وصفقات السلاح إلى السعودية، فرئيس لجنة الشؤون الخارجية، الجمهوري عن ولاية إيداهو، السيناتور جيمس ريستش يفكر في الموضوع، وقال في بيان إنه يراجع ويحلل مبرر هذا التحرك والتداعيات المرتبطة به".  

وتنوه الافتتاحية إلى أن "السيناتور لديه العلاج الجاهز للموضوع، فهو يستطيع تنظيم تصويت في لجنته على تشريع يمنع بيع السلاح للسعودية حتى توقف قصفها لليمن، وتلبي الشروط الأساسية الأخرى، بما فيها إطلاق سراح الناشطات المطالبات بحق المرأة واللاتي تعرضن للتعذيب". 

وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "وظيفة الكونغرس في النهاية هي الحد من تبني ترامب الغاشم لرجل السعودية القوي، وعليه أيضا الدفاع عن صلاحياته في رسم المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية، وعلى ريستش إظهار أنه قدر هذا التحدي". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)