سياسة عربية

مسؤول ليبي سابق: انقلاب حفتر على السراج جزء من صفقة القرن

مسؤول ليبي سابق يدعو الثوار إلى اليقظة تجاه أي حوار سياسي يسمح لحفتر بدخول طرابلس (أرشيف)
مسؤول ليبي سابق يدعو الثوار إلى اليقظة تجاه أي حوار سياسي يسمح لحفتر بدخول طرابلس (أرشيف)

حذّر مسؤول ليبي سابق من أن الدعوة لاستئناف المسار السياسي في ليبيا الذي تقوده الأمم المتحدة من دون شروط مسبقة، هي دعوة تخفي وراءها رغبة في توفير الغطاء السياسي لإدخال اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى العاصمة طرابلس.

وكشف الباحث السياسي الليبي محمد عمر حسين، الذي شغل منصب المستشار السياسي لرئيس حكومة الوفاق الليبية السابقة، النقاب في تصريحات له اليوم الجمعة نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، عن أن الدوائر المحيطة برئيس حكومة الوفاق فايز السراج تسعى لإقناعه بالجلوس على مائدة للحوار مع خليفة حفتر بهدف وقف إطلاق النار والتمهيد لإدخال خليفة حفتر للعاصمة تحت حزمة من العناوين والصلاحيات الرهيبة".

وأشار عمر إلى أن "المحيطين بالسراج لا تخفى ارتباطاتهم وعلاقاتهم المالية والاستخباراتية والدبلوماسية مع الأطراف الدولية والإقليمية المؤثرة والفاعلة في ما وصفه بـ "مؤامرة التركيع"، التي قال بأنها "جزء من صفقة القرن".

وأضاف: "المحرك والراعي الرئيس لهذا المخطط الشيطاني (صفقة القرن) هو غرفة عمليات أبوظبي، مع جملة من الداعمين الدوليين والإقليميين الذين تقاسموا الأدوار للمضي قدماً في اتجاه صناعة زعيم أوحد يكون الراعي الأول لمصالح ونفوذ القوى الكبرى في وطننا، والمتكفل بتجفيف منابع الإسلام ومظاهر التدين، التي يحسب الغرب لتمددها ألف حساب وحساب".

 



ووفق عمر حسين فإن المخطط يمنح الضوء الأخضر لتسير الأمور على النحو الآتي: أن تتكفل دولة الإمارات، ومملكة آل سعود بتغطيات الدعم المالي المطلق، وأن يقوم نظام السيسي، والمملكة الأردنية بتغطية الاحتياجات اللوجستية.

وتتولى فرنسا، حسب عمر حسين، ملف الدعم السياسي، وتقوم بمهام وزارة خارجية الإنقلاب للتأثير في الرأي العام الدولي، وأن تستكمل روسيا تقديم الدعم الضروري في كل الاتجاهات، وعلى طول المدى لضمان بسط وإحكام السيطرة".

وسيبقى الأمريكان، وفق ذات المصدر، في الظل ريثما تنتهي المهمات القذرة، وموقفهم مرتبط بالأساس مع من سينتصر في نهاية جولات الصراع؛ وحينها فقط سيتدخل العم سام ليجني الثمرات، وليتولى مهمة تقسيم ما تبقى من الكعكة!!".

 

إقرأ أيضا: فورين أفيرز: هذا هو المطلوب من واشنطن لوقف الحرب في ليبيا

وذكر المسؤول السياسي الليبي السابق، أن فريق مستشاري السراج يستند إلى تصريحات المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، التي أكد فيها أن "حفتر ظاهرة لا يمكنك تجاهلها"، لأنه يملك نفوذا على 75% من مناطق سيطرته، وتقريباً 70% من حقول النفط، وكذلك القوة العسكرية.

ولم يستبعد عمر حسين "أن يتولد عن هذه الضغوط والضمانات والرهانات المتوقعة؛ لقاء مرتقب بين الإخوة الأعدقاء؛ ليلوحوا بأغصان الزيتون لشعبهم الذي أنهكه الإرباك والإرهاق، والتضييق والتجويع، والتخويف بحرب الاستنزاف".

ودعا عمر حسين، قادة الثوار الذين يقاتلون على الأرض لحماية العاصمة طرابلس، إلى اليقظة، من أي لقاء مرتقب بين السراج وحفتر، وقال: "لا تستغرب أخي الثائر المرابط في الجبهات، إذا سمعت بأنه ثمة لقاء وشيك بين حفتر والسراج، لأن السراج يدرك تماماً أن الجلوس مع حفتر بضمانات أمريكية ناجزة، وبرعاية دولية وإقليمية، هو الطريق الأنجح لبقائه أطول مدة ممكنة على المسرح السياسي".

وأضاف: "لست أشك لحظة في قدرات جيش الثوار الشجعان على الأرض.. لكن مكمن الداء كما هو في كل الجولات التي مضت؛ يكمن في التمثيل السياسي والإعلامي لجبهة المقاتلين، وكيف يمكن ترجمة وتحويل التقدمات الميدانية إلى قرارات ومواقف وإعلانات وانتصارات سياسية وقانونية".

وأشار عمر حسين، إلى أن مبعث الشك في مواقف الحكومة السياسية، أنها "لا تزال تصر في خبث مستنكر على وصف الثوار بالقوة المساندة؛ لتجعل منهم مجرد صحوات مرتزقة للوفاق".

وأضاف: "إن الحقيقة المرة، تؤكد أن ما نعانيه من ضعف وتخاذل في الجبهة السياسية، يرجع إلى أن السراج ليس له علاقة من قريب أو من بعيد بأهداف ثورة فبراير، وأنه قد جاء على ظهر فرقاطة، وأن ولاءه لجماعة ليبيا الغد والأزلام، وأن وظيفته المحددة هي خدمة مصالح الغرب دون مقابل يرتجى لوطنه".

ورأى عمر حسين أن "إحسان الظن في هذه المدلهمات السياسية، هو انحراف وتضييع جلي لمقدرات القضية".

وقال: "إن أولى خطوات تصحيح مسار الثورة، وتأمين مكتسبات المعارك، هي إبعاد مستشاري السراج عن المشهد، وتكوين فريق استشاري جديد للمجلس لكي يصحح الأخطاء، ويعالج الخروقات السابقة".

 

إقرأ أيضا: وزير الخارجية الفرنسية يرد على الاتهامات بدعم حفتر

ودعا عمر حسين "رئيس حكومة الوفاق فايز السراج إلى أن يدرك أن شرعيته اليوم هي رهن بدفاعات الثوار عن أسوار العاصمة، وأن يعلم أن اتفاق الصخيرات قد أهيل عليه التراب بهجوم حفتر علي العاصمة يوم 4 نيسان (أبريل) الماضي".

كما طالب ذات المصدر، بتقديم قيادة شابة، ممن نشهد لهم بالصدق والأمانة والوطنية منذ فبراير 2011 إلى يومنا هذا، وأن يتم إشراكها في تحمل مسؤوليات العملية السياسية، وتسمية شخصية وطنية لتقلد حقيبة وزير الخارجية،، أو تسمية وزير دولة للشؤون الخارجية..

وشدد عمر حسين على ضرورة تغيير السفراء الليبيين في الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وبعثة الجامعة العربية، والإتحاد الأفريقي، ومندوب ليبيا في الأمم المتحدة، وفي جنيف، وفي الاتحاد الأوروبي، مع تغيير وزير العدل، وتسمية وزير للدفاع، ورئيس جديد للأركان، مع إعادة توزيع المناطق العسكرية.

ولمواجهة مخطط التآمر على الثورة الليبية، فإن المطلوب من حكومة الوفاق، وفق عمر حسين، "إرسال مبعوثين إلى دول العالم المؤثرة، وأن يتم قطع العلاقات مع الإمارات وتجميدها مع مصر، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع فرنسا.. والبدء في إجراءات محاكمة حفتر وقيادة تنظيم الكرامة الإرهابي".

وأضاف: "هذا هو الحد الأدنى الذي يجب أن يطلع ويجتمع عليه قادة الثوار في المحاور لمواجهة المخطط المرسوم، الذي يتضمن أن يستلم حفتر حقيبة وزارة الدفاع، وأن يكلف بقيادة الجيش، وأن يتولى مهمات مستشار الأمن القومي، وأن تكون لمن يرشحه حقيبة وزارة المالية؛ مع صلاحية تعيين محافظ مصرف ليبيا المركزي من الموالين له..!! وأن يكون فائز السراج رئيساً لليبيا مع نائبين له لضمان المحاصصة، وأن يستلم فتحي باشاغا رئاسة الحكومة"، وفق تعبيره.

وتشن القوات الموالية للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر منذ 4 نيسان (أبريل) الماضي، هجوما عسكريا على العاصمة الليبية للسيطرة عليها، راح ضحيته المئات من القتلى والجرحى.

ولم تفلح دعوات البعثة الأممية إلى ليبيا ولا المواقف الدولية الداعية لوقف إطلاق النار من إقناع اللواء الليبي المتقاعد بوقف زحفه على العاصمة طرابلس والعودة إلى المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.

 

إقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي: هجوم حفتر على طرابلس يهدد السلم الدولي

التعليقات (0)