ملفات وتقارير

هكذا قلبت معركة "الفتح المبين" معادلة حماة وحققت 3 أهداف

الفتح المبين الجبهة الوطنية للتحرير ريف حماة الشمالي
الفتح المبين الجبهة الوطنية للتحرير ريف حماة الشمالي

تستمر الاشتباكات بين الفصائل المعارضة والمقاتلة في الشمال السوري من جهة، وقوات النظام السوري وحلفائها من جهة أخرى، لا سيما في ريفي حماة الشمالي والغربي، مع احتفاظهما بالمواقع الجديدة التي تقدما إليها منذ بدء التصعيد في نيسان/ أبريل الجاري.


والنقطة التي تميز معارك الفصائل العسكرية في ريف حماة الشمالي حاليا، أنها تدور في مناطق سيطرة النظام، على خلاف الأيام الماضية التي دارت فيها المواجهات في مناطق سيطرة المعارضة كبلدة كفرنبودة وقرية القصابية في ريف إدلب الجنوبي.

وكانت فصائل المعارضة أعلنت انتهاء المرحلة الأولى من العمل العسكري على جبهات ريف حماة الشمالي تحت مسمى "دحر العدوان"، التي أعلنت فيها السيطرة على عدد من البلدات والمواقع العسكرية لقوات الأسد، وبدء المرحلة الثانية من العمل على مناطق جديدة تحت مسمى معركة "الفتح المبين".


واستطاعت المعارضة ضمن عملية "الفتح المبين"، أن تشعل مناطق تابعة للنظام السوري في الشمال السوري، وتنقل المعركة إلى مناطقه، أبرزها بلدات "تل ملح" و"الجبين" و"الجلمة" بريف حماة الشمالي.


ورصدت "عربي21"، أهمية هذه المعركة الجديدة، ونجاحاتها بالنسبة للمعارضة، لا سيما أنها كانت مفاجئة بشكل كبير للنظام السوري وروسيا التي تدعمه، وبات دورها يبرز بشكل كبير بعد الانتصارات التي حققتها المعارضة، من أجل عدم انهيار قوات الأسد والمليشيات الداعمة لها في الجبهات.

من جهته، أوضح ناجي مصطفى، المتحدث الرسمي باسم البجهة الوطنية للتحرير، التي تعد أبرز الفصائل المقاتلة في الشمال السوري، وتتبع الجيش الحر، أن "معركة الفتح المبين، استكمال لمعركة دحر العدوان وهي المرحلة الثانية من المعركة، ومعاركنا مستمرة وهي تعتمد استراتيجيتين، الأولى دفاعية في محاور تقدم عصابات الأسد، والثانية في محاور أخرى نسعى فيها للتقدم بعمليات هجومية لتحرير مناطق جديدة من قوات الأسد".

وقال لـ"عربي21": "إن عمليات التقدم تخدم العمليات الدفاعية في المحاور التي تقدمت فيها قوات الأسد مثل كفر نبودة ومحاور أخرى سيطرت عليها قوات النظام، وانحازت عنها قواتنا في المراحل الأخيرة".

دور روسي أكبر


وأكد مصطفى أن المعركة شديدة وعنيفة جدا، وأن المعارضة تواجه روسيا بشكل مباشر، والأخيرة موجودة بشكل فعال على الأرض، وهي الي تدير المعركة بالنسبة للنظام، وهي التي تقوم بقصف مناطق المعارصة.

وأكد كذلك "تواجد قوات خاصة روسية على الأرض، بالإضافة إلى التواجد الجوي الكثيف جدا للطيران الروسي، واستخدامهما كافة أنواع الذخائر والصواريخ".

 

اقرأ أيضا: مصادر: وصول قوات روسية خاصة لجبهات ريف حماة

وشدد على أن المعركة باتت بإدارة روسية، وتختلف عن المعارك السابقة منذ بدء التصعيد، وذلك بسبب التواجد الروسي بشكل مباشر بالمعارك والجبهات.

وأوضح سبب التواجد الكبير لروسيا في المعارك مؤخرا، لأن "الفصائل استطاعت هزيمة عصابات وقوات الأسد في محاور مختلفة، لذلك فإن روسيا باتت تشارك مباشرة في المعارك، لوقف الانهيارات الواضحة في قوات الأسد".

وقال إن النظام السوري بعد صدمته من هجمات الفصائل على مناطق تابعة له، ضمن معركة "الفتح المبين"، فإنه يحاول إحلال قوات جديدة القوات عوض المتواجدة في الجبهات، ولكنه أوضح: "نحن مستعدون ومعنوياتنا عالية جدا.. اليوم نحن في مرحلة كسر عظام".

وبحسب مصدر عسكري ميداني لـ"عربي21"، فإن خسائر النظام السوري، زادت مؤخرا وبشكل كبير، إذ أوضحت أن قتلى النظام على الأقل منذ بدء التصعيد 700 قتيل، من بينهم 30 ضابطا.

وقال إن خسائر النظام في العتاد بلغت 42 آلية مجنزرة، وأعداد كبيرة من الراجمات والسيارات، إلى جانب إعطاب طائرتين حربيتين، وإسقاط ثلاث طائرات استطلاع.

3 أهداف 


من جانبه، قال المحلل العسكري، العقيد السوري المتقاعد أحمد الرحال، إن معركة "الفتح المبين"، حققت تقدما استراتيجيا للمعارضة.

وأوضح أنها كسرت الحالة التي كانت عليها المعارضة في الأسابيع الخمسة الأولى، التي كانت عبارة عن تثبيت محاور وامتصاص هجوم النظام فقط.

ولكنه أوضح أنه عند انطلاق المعارضة بهجوم معاكس في مناطق خسرتها، وجدنا أن هناك محورين من أصل ثلاثة عانت منها المعارضة من الاستعصاءات، وذلك في محور الحويز ومحور الكركات، فهناك حشود قوية للنظام.

وتابع: "حتى إن المحور الثالث كفر نبودة، تحول إلى محور استنزاف، فهو يوما مع المعارضة ويوما مع النظام، الأمر الذي دفع بالفصائل أن تفكر بتكتيك جديد، لا سيما أن المنطق العسكري يقول إن المناورة في الجبهات والنيران جزء من تكتيك المعركة العسكرية، لذلك رصدت عيون الاستطلاع أن جبهات الجبين وتل محل وكفرهود هي غير مكتملة للنظام، وأنها خاصرة ضعيفة".

وقال إنه بناء على هذه الاستراتيجية فقد تم الإعلان عن "الفتح المبين"، بعملية نقل المعركة لجبهات أخرى، ما حقق للمعارضة ثلاثة أهداف:

- السيطرة على أربع مناطق تشكل أهمية
- شكلت إطلالة نارية على كفرنبودة
- قطع طريق الإمداد الرئيس للنظام ما بين محردة ومنطقة السقيلية


وأوضح أنه بذلك، تسببت عملية "الفتح المبين" بهلع لدى النظام، وخسائر كبيرة في عناصره، ما دفعه لتعزيز قواته بلواء 120 من الفرقة السابعة، واللواء 91 من الفرقة الثالثة، مع تكثيف كبير للطيران الحربي التابع له ولروسيا.

ولكنه أشار إلى أن "فصائل الثوار لجأت إلى تكتيكات مرافقة، هي الكمائن والقنص، جعلت النظام يتفاجأ ويقع في أفخاخ وكمائن كثيرة"، مضيفا أن "عناصر الثوار كانوا يتظاهرون بالانسحاب من بعض المناطق، ما يدفع النظام للتقدم ليقع في كمائن وأفخاخ متفجرة عدة، تسببت بخسائر كبيرة له".

صفعة روسية و"اتفاق جديد"


وعن الدور الروسي، قال الرحال، إن الخسائر الكبيرة للنظام السوري، جعلت الروس يهددون بأنهم سيزجون بأسلحة أكثر وأكبر، معتبرا أن "هذه التهديدات لا تنم عن قوة، ولكن محاولة من موسكو لوقف انهيار جبهات النظام".

واعتبر أن "للروس الصفعة الأكبر، الذين يرون أنفسهم دولة عظمة، وكانوا يتوقعون أن يكونوا خلال عشرة أيام فقط في أريحا على مسافة 80 كيلومترا، ونحن في اليوم الأربعين تقريبا، ولم يحققوا انتصارات، بل إنهم على العكس خسروا أربع مناطق مهمة".

 

اقرأ أيضا: كيف استعادت المعارضة زمام المبادرة بمعارك إدلب؟

وقال إن "الأمور ذاهبة إلى موقف آخر، إذا ما أرادت موسكو أن تحافظ على سوتشي وأستانا، فعليها وقف الاعتداءات، ونحن اليوم بحاجة إلى اتفاق جديد".

وشدد على أن "المنطق العسكري والمنطق السياسي يقولان إن كل ما سبق العملية أسقط نهائيا، وأصبح في طي النسيان، ويجب البحث عن اتفاق جديد، ويكون بضمانة غير روسية، لأن روسيا لم تعد ضامنا"، وفق قوله.

التعليقات (4)
شادي
الأربعاء، 12-06-2019 08:04 م
الحيوان بيدور على مرتزقة من نوع خاص لكن الناس أصبحت أكثر وعيا منصورون باذن الله يا أبطال
صوت من الداخل
الأربعاء، 12-06-2019 03:15 م
لاشك أن بوتين أثبت فعلا مقولة الدب الروسي الذي يعمل قبل يفكر واثبت انه ارعن لايتمتع باي ديناميكية سياسيه لقد ترك رجال المصالحات في درعا والغوطه بايدي من عاث فيهم قتلا وتصفية وهم الضامن للاتفاقات منا جعل المقاتل في الشمال يقاتل بشكل مستميت ثانيا تصرف كرئيس عصابه وليس رئيس دوله عظمى حين إبرام الاتفاقات والتوقيع عليها فيما قوات ذيل الطلب تقوم بخرقها مباشرة وهذا يعكس من هو حقيقة بوتين العصابه ثالثا ضرب النقاط الطبيه من قبل روسيا يدل على مدى المستوى الدبلوماسي لهذا الارعن كما جعل المقاتل في الشمال السوري ينسى فعلا انه يقاتل دوله عظمى ولو استمرت المعارك شهر ثاني لاكتشفنا مدى تفكير الارعن بوتين الذي لايفرق عن كونه رئيس عصابة قتل اطفال وتدمير بيوت ليظهر عنتريته الوهميه
مصري
الأربعاء، 12-06-2019 02:00 م
اللهم عليك ببشار و عصابته و كل من والاهم ، اللهم أحصهم عددا و أقتلهم بددا و لا تبق منهم أحدا .
همام الحارث
الأربعاء، 12-06-2019 12:41 م
الوريث القاصر ، من هو ؟ و الجيش النصيري القاصر ، ما هو ؟ جواب السؤالين : توفي حافظ الأسد في 10 يونيو عام 2000. في دستور سوريا لعام 1973 المعمول به حينئذ هنالك نص على أنه يجب أن لا يقل عمر رئيس سوريا عن 40 سنة ، و كان نائبي حافظ (زهير مشارقه – النصيري – و عبد الحليم خدام – المحسوب على مسلمي سوريا - ) يمتلك كل منهما هذا الشرط . في نفس يوم وفاة حافظ ، وافق ما يسمى "مجلس الشعب" بالإجماع على إجراء تعديل على الدستور يسمح بأن يكون عمر الرئيس 34 عاماً، وهو بالضبط عمر بشار في حينه . الغريب أن "مادلين اولبرايت" وزيرة خارجية أمريكا طارت إلى دمشق و التقت مع بشار على انفراد في خلوة مشهورة و قفزت عن زهير و عبد الحليم. فوراً سمى الإعلام بشار "فخامة الرئيس"، بينما سماه غالبية مثقفي سوريا بالسر أو بالعلن "الوريث القاصر" لأنه كان واضحاً أن أمريكا فرضته على رقاب الشعب من دون وجه حق. دارت الأيام دورتها ، و اشتعلت ثورة شعب سوريا المباركة في مارس 2011 و اضطر المنشقون من الجيش عسكرة الثورة فصارت مواجهات بين جيش بشار النصيري و الجيش السوري الحر ، فانهار جيش بشار و صار لا بد له من سند فأمرت أمريكا حكام إيران العملاء بإرسال مليشيات طائفية متعددة الجنسيات لكن هذه المليشيات كانت قاصرة أيضاً و كاد الثوار الأحرار أن ينتصروا و يدخلوا دمشق في الربع الأخير من عام 2015 . سارع رئيس أمريكا "أبو حسين أوباما" بالطلب من رئيس روسيا "أبو علي بوتين" أن يتدخل جيشه بتمويل من الأعراب و بالفعل بدأ جيش روسيا تدخلاً قوياً في سبتمبر 2015 مع توقع بوتين بانتهاء التدخل خلال شهرين أو 3 شهور في أقصى تقدير . وجد الروس جيشاً نصيرياً عاجزاً أو قاصراً و مليشيات فارسية مثله ، و بالتالي كان الروس يأملون أن يدربوهم بسرعة و يقودوهم من بعيد . لكن تبين أنه "لا يصلح العطار ما أفسده الدهر" . تقوم روسيا بطيرانها المجرم بقتل العباد و تدمير البلاد و التمهيد للقاصرين ليكملوا العمل البرَي لكن هؤلاء القاصرين بحاجة للروس أيضاً في البرَ . بعبارة أخرى ، أثبت أبو علي و أبو حسين (و من بعده طرامب) أنهم سياسيون فاشلون من حيث مراهنتهم على حصان خاسر . لا يمكن أن يرضى أي زعيم "دولة كبرى" عاقل لجيوشه و مخابراته و صانعي سياسات بلده أن يبقوا مشغولين لسنوات طويلة في مكان محدود قليل الأهمية بينما ساحات العالم مليئة بمتغيرات يصعد فيها منافسون محتملون إلى أعلى – كالصين و الهند - فيفاجئون أمريكا و روسيا بعدها بما لا يتوقعانه.

خبر عاجل