ملفات وتقارير

"الأفريقي" يناقش أزمة ليبيا.. هل يضغط دوليا وإقليميا؟

سيطرة مجلس الأمن على الملف الليبي لم تترك مجالا لأية وساطات او تدخلات من المنظمات الإقليمية- جيتي
سيطرة مجلس الأمن على الملف الليبي لم تترك مجالا لأية وساطات او تدخلات من المنظمات الإقليمية- جيتي

يحاول الاتحاد الإفريقي من وقت لآخر التواجد في الملف الليبي، محاولا طرح مبادرة أو عقد مؤتمر، لكنه حتى الآن لم يقدم أي حلول فعلية أو عملية للأزمة المعقدة، ما طرح تساؤلات حول ضعف هذه المنظمة الإقليمية وتحكم بعض الدول فيها وخاصة المهيمنة على ملف ليبيا ومنهم مصر.

وفي محاولة جديدة للتواجد، عقد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، اجتماعا اليوم الإثنين في مدينة الصخيرات المغربية، لمناقشة قضايا الأمن والتحديات التي تواجه المنطقة وعلى رأسها التطورات الأخيرة في ليبيا.

"تهديد الإرهاب"

وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربية أن المجلس سيعقد اجتماعه الـ12 ما بين 24 و26 يونيو الجاري بمشاركة 15 دولة عضوا وأنه سيناقش حفظ وتعزيز السلام بأفريقيا، والآثار الناجمة عن استمرار النزاعات المسلحة وتأثيرها على تنمية أفريقيا، خصوصًا وأن ليبيا والساحل بما في ذلك مالي وبوركينا فاسو ونيجيريا تعيش تحت تهديد "الإرهاب".

وأجرى مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، إسماعيل شرقي، قبيل الاجتماع محادثات مع المبعوث الأممي، غسان سلامة، ونائبته، ستيفاني ويليامز بالعاصمة النرويجية "أوسلو"، موضحا أن اللقاء تناول تقييما مشتركا للوضع المروع في ليبيا، والذي يتطلب بذل جهود منسقة أكثر من أي وقت مضى لمساعدة الشعب الليبي على تصميم حل دائم للأزمة"، حسب كلامه.

والسؤال: ما مدى نجاح الاتحاد الإفريقي في طرح حلول حقيقة لأزمات ليبيا؟ ومن يعطله؟

"عجز ودور شرفي"

من جهته، قال الأكاديمي المتخصص في شؤون إفريقيا وليبيا، خيري عمر إنه "منذ عام 2011 ويقوم الاتحاد الإفريقي في ليبيا بدور شرفي وليس فعلي، ولم تقبل حتى الآن أي مبادرة تقدم بها هذا الاتحاد وانحصرت الأزمة الليبية بين الدول الفاعلة دوليا وإقليميا".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "مجلس الأمن هو المهيمن على ملف ليبيا ولم يترك أي شيء لأي منظمة إقليمية ومنها الاتحاد حتى المبادرات أو الضغط عليه، وحتى لو سعى "الأفريقي" للضغط على مجلس الأمن فلن يأتي بنتيجة كون الأخير منقسم أصلا على نفسه بخصوص ليبيا"، وفق رأيه.

 

اقرأ أيضا :  ماذا بعد رفض حفتر مبادرة السراج وإعلانه استمرار الحرب؟


وحول قدرة الاتحاد على إقناع الأطراف الليبية بالتفاوض، أضاف عمر: "لن يستطيع كون هذه الأطراف متعددة وليست مركزية أو منحصرة في "حفتر والسراج" فقط بل هناك أطراف أخرى قد لا تنضبط بأي قرار دولي أو إقليمي ومنها مجلس النواب والمجموعات المسلحة"، حسب تقديراته.

"حوار ودور مساعد"


لكن عضو البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة أشار إلى أن "مثل هذه المجالس والمؤتمرات ليس بوسعها الخروج بأكثر من بيان متزن تدعو فيه لوقف إطلاق النار وتؤكد على أن حل الأزمة الليبية يجب أن يكون عبر الحوار، لكن لا أعتقد أن يكون لذلك صدى عند الأطراف الليبية ولا أطراف المجتمع الدولي".

واستدرك قائلا لـ"عربي21": "القضية تجاوزت كل ذلك وأقصى ما يمكن توقعه هو أن تكون نتائج هذا الاجتماع الإفريقي وغيره عاملا مساعدا لما يسعى له "غسان سلامة" عبر رحلاته المكوكية ومحاولاته إقناع الجميع بحل سياسي ربما تضغط فيه الدول المؤثرة على أطراف الصراع لايجاد بديل عن الحرب"، كما قال.

"حالة حرب"

وبدوره، رأى المحلل السياسي الليبي المقيم في كندا، خالد الغول أنه "لن ينجح أحد في إقرار السلم في ليبيا بعد حدوث هذه الحرب "عدوان حفتر على العاصمة"، وهذا الاجتماع وغيره ما هي إلا مجرد جلسات نقاش لا أكثر".

وتابع: "كل الحاضرين يدركون أن "الحرب" هي قرار اتخذ من قبل "حفتر" ومؤيديه دوليا وإقليميا بعد فشل كل المناورات السياسية التي حدثت منذ بدء الحوار في "غدامس" وحتى الصخيرات وبعدها بـ 3 سنوات وأنها ستسمتر حرب لاهوادة فيها فإما ينتصر ولو دمرت كل "طرابلس" أو يخسر المعركة تماما"، كما صرح لـ"عربي21".

إلتفاف على مشروع التغيير

وقال المدون والناشط الليبي، أنور شريف إن "الدول الإفريقية غير العربية تريد تسجيل حضورها في الأزمة الليبية لضمان مصالحها الاقتصادية مع ليييا في المستقبل، لكن المبادرات السياسية التي تطالب بوقف إطلاق النار وبقاء "حفتر" في "طرابلس" هي بمثابة الالتفاف على مشروع التغيير في ليبيا"، حسب وصفه.

واستدرك قائلا لـ"عربي21": "لذا فيجب عدم الإصغاء أو التعاطي مع مثل هذه المبادرات إلا بعد رجوع قوات "حفتر" من حيث أتت، وكذلك وقف عمل "سلامة" سياسيا حتى ترجع هذه القوات لأماكنها قبل العدوان"، كما رأى.

التعليقات (0)