ملفات وتقارير

هل تقوم الجزائر بدور إقليمي جديد ضد حفتر؟

هاجم رئيس الوزراء الجزائري حفتر - جيتي
هاجم رئيس الوزراء الجزائري حفتر - جيتي
أثارت زيارة وزير الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا، إلى دولة الجزائر في هذا التوقيت مزيدا من التساؤلات عن الدور الإقليمي الذي يمكن أن تلعبه هذه الدولة الجارة، وما إذا كانت ستدعم "الوفاق" وقواتها عسكريا كما تدعمها سياسيا.

وقام "باشاغا" بزيارة مفاجئة وغير معلنة إلى الجزائر التقى خلالها رئيس الوزراء ووزير الداخلية وبعض المسؤولين هناك، في محاولة منه لإحياء اتفاقات أمنية بين البلدين وتوقيع اتفاقات جديدة تماشيا مع التطورات الجديدة في البلاد"، وفق الصفحة الرسمية للداخلية الليبية.

وأكد الوزير الليبي أن "التطورات في المنطقة تفرض أهمية تفعيل التعاون الأمني بين الجزائر وليبيا، مضيفا: "الأولوية بالنسبة لبلدينا تفعيل الاتفاقات السابقة ووضع اتفاقات أخرى جديدة، إلى جانب إطلاق عملية كبيرة في مجال التعاون الخاص بالتدريب والتكوين"، كما قال.

هجوم على "حفتر"

من جهته، قال رئيس الوزراء الجزائري، نور الدين بدوي إن "حفتر لا يمثل شيئا أمام قداسة وعظمة ليبيا، وأهميتها إقليميا ودوليا، وإن هناك امتعاضا من قبل القادة الأفارقة بشأن الوضع الحالي في ليبيا".

وطالب "بدوي" الاتحاد الأفريقي بأن يكون له دور أكثر فعالية في استقرار البلاد، كما طالب الأمم المتحدة بإصدار بيان بشأن الظرف الحالي الذي تمر به ليبيا جراء محاولة "حفتر" السيطرة على العاصمة "طرابلس"، كما نقلت عنه الداخلية الليبية.

في حين، أكد وزير الداخلية الجزائري، صلاح الدين دحمون، أن المحادثات التي جمعته بنظيره الليبي تركزت حول موقف الجزائر من الوضع العام في ليبيا، مشددا أن "الحل السياسي هو الأمثل لتجاوز الأزمة في ليبيا، وذلك عبر تفعيل الحوار بين الفرقاء في هذا البلد، حسب قوله.

وتأتي زيارة "باشاغا" إلى الجزائر بعد حوالي من شهر من زيارة قام بها رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج إلى هناك بحث فيها آخر التطورات.

مواجهة "فرنسا والإمارات "

ورأى الناشط السياسي الليبي، أسامة كعبار أن "الجزائر دأبت على الحيادية الإيجابية في الأزمة الليبية، ودعمت الاستقرار والحل السياسي بعيدا عن الاحتكام للغة القوة والسلاح، وهي كذلك تفطن لحجم المؤامرة على ليبيا، ومن هنا تظهر مواقفها".

وأضاف في تصريحه لـ"عربي21" أن "القيادة الجزائرية دائما جادة وحازمة وصاحبة مواقف ثابتة، وعليه بكل تأكيد سنرى دعما مباشرا لحكومة الوفاق في حربها لمواجهة المشروع الفرنسي الإماراتي، ولمنع انتقال المؤامرة إلى حدودها"، وفق تقديره.

لا دعم عسكريا

وأشار المحلل السياسي الليبي، علي فيدان إلى أن "الزيارة تأتي في السياق الطبيعي بعد زيارة سابقة لدولة تونس وذكر فيها ضرورة إيجاد اتفاقية الدفاع المشترك بين الدول المغاربية، أما لقائه برئيس الوزراء الجزائري شخصيا فهذا يأتي في إطار صراع النفوذ بين الجزائر ومصر".

وتابع لـ"عربي21": "لا شك أن هناك صراعا باردا بين الطرفين (مصر والجزائر) في الملف الليبي عكسته تصريحات المسؤولين الجزائريين لجهة تدخل بعض الدول في الشأن الليبي"، حسب كلامه.

وبخصوص دعم الجزائر للوفاق، قال فيدان: "لا أعتقد أنها ستدعمها عسكريا لأنها تمر بمرحلة انتقالية بعد أفول "بوتفليقة" ورموزه من السلطة، وكذلك تخشى من محاسبتها خرق القرار الأممي الذي يدعو إلى حظر توريد السلاح إلى ليبيا، وسيقتصر الأمر على الدعم السياسي"، كما رأى.

تعاون استخباراتي

وقال الصحفي المقرب من حكومة "الوفاق"، محمد الشامي إن "الزيارة لم تكن صدفة بل جاءت بعد تعيين "لواء مجحفل" من حكومة الوفاق لحماية الحدود الليبية - الجزائرية وجنوب ليبيا الغربي وأيضا بتعيين العميد، علي كنه آمرا للمنطقة العسكرية الجنوبية التابعة للوفاق".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "ما حدث في مدينة "غريان" والكشف عن وجود الصواريخ الأمريكية الحديثة ضد المدرعات القادمة لحفتر من دولة الإمارات زاد توجس الجزائر وخوفهم من بيعها من قبل مليشيات حفتر لمقاتلي تنظيم الدولة، وفق معلوماته.

واستدرك قائلا: "كل هذه التداعيات جعلت الزيارة مطلوبة ومهمة جدا وعلى إثرها سيتم تفعيل الخطط الأمنية والعسكرية بين الطرفين والدعم السياسي الكامل، وستكون هذه الخطوة بداية للتعاون الأمني والمخابراتي بين البلدين"، كما أشار.
التعليقات (1)
CVBFDWN
الثلاثاء، 30-07-2019 01:07 م
القبائل خنازير اللعنة الله عليهم الى يوم دين