ملفات وتقارير

باحثة إسرائيلية: روسيا تعيق تطبيع علاقاتنا مع الدول العربية

أهرونسون: روسيا تأخذ بعين الاعتبار أهمية التأثير القائم لمسلميها، الذين يشكلون عشرة بالمئة من إجمالي سكانها- أ ف ب
أهرونسون: روسيا تأخذ بعين الاعتبار أهمية التأثير القائم لمسلميها، الذين يشكلون عشرة بالمئة من إجمالي سكانها- أ ف ب

قالت باحثة إسرائيلية إن "المعارضة الروسية الواضحة للخطة الأمريكية لسلام الشرق الأوسط، المسماة صفقة القرن، لن تتوقف عند مقاطعتها لقمة البحرين الأخيرة، ولذلك يجب الضغط على الروس لعدم تشكيل عوامل ضغط على دول المنطقة للمس بالمصلحة الإسرائيلية".


وأضافت ميكي أهرونسون، في ورقة بحثية نشرها معهد القدس للدراسات الأمنية والاستراتيجية، وترجمتها "عربي21"، أنه "في حين أن الصين وروسيا أعلنتا مقاطعتهما لقمة البحرين، فمن المعلوم أن بكين لا تقدم خططا بديلة، لكن موسكو لديها خبرة في ذلك، ولو كان من وراء الكواليس، ما قد يشوش على الجهود الأمريكية من جهة، ويتعارض مع المصالح الإسرائيلية الإقليمية من جهة أخرى". 

 

وأشارت أهرونسون، التي عملت بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي في مكتب رئيس الحكومة، إلى أن "مقاطعة الروس للجهود الأمريكية كقمة المنامة، ليست نابعة من الحرص على الفلسطينيين ومصالحهم، وإنما خشية على مصالحهم هم، وليس سواهم؛ لأن روسيا تسعى لتجنيد الدول العربية والإسلامية والشارع العربي والإسلامي في توجهها القاضي بالتمركز في الشرق الأوسط وأفريقيا".


وأوضحت أهرونسون، خبيرة الشؤون الدولية، ومتخصصة في السياسة الروسية بالشرق الأوسط، أن "روسيا تأخذ بعين الاعتبار أهمية التأثير القائم لمسلميها، الذين يشكلون عشرة بالمئة من إجمالي سكانها، ومنع اندلاع مشاكل داخلية فيها، وجاء آخر موقف علني لهم على لسان نائب المفتي هناك الذي دعا مؤخرا لدعم الكفاح الفلسطيني بكل الطرق الممكنة".


وأضافت أن "روسيا تسعى لإحباط أي تمدد للمواقف الغربية بالمنطقة العربية. وفي ضوء هذه المواقف العلنية، فان الكرملين لا ينفذ سياسة معادية فقط للمصالح الإسرائيلية، وإنما لمصالح الدول العربية والإسلامية المعتدلة، حيث تعتبر الفرضية الروسية أن وضع حد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي شرط لتحقق الاستقرار في الشرق الأوسط كله، ما يرفع من مستوى المطالب الفلسطينية، ويعيق جهود تحقيق السلام في المنطقة".


وأكدت أهرونسون، التي درست بجامعة بيرمنغهام البريطانية، وتتحدث خمس لغات، أن "هذا السلوك الروسي يذكرنا بالخط الذي انتهجه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي أعلن في خطابه الشهير بجامعة القاهرة أن شرط تحقيق السلام هو وقف الاستيطان الإسرائيلي كأساس لتحقيق أي تقدم، وتسبب هذا الشرط بإفشال أي جهود محلية وإقليمية ودولية لانطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية".


وأشارت إلى أن "هذه الجهود الروسية تعيق ترميم العلاقات الإسرائيلية العربية والإسلامية القائمة على مصالح مشتركة، ولا تتعارض مع التطلعات الوطنية الفلسطينية، لكن اللافت أن روسيا لا تكتفي بإعلان مواقفها هذه، بل تسعى لتجنيد الدول العربية البارزة إلى جانبها، كما حصل قبيل انعقاد مؤتمر المنامة حين أعلن وزيرا خارجية روسيا ومصر أن لديهما موقفا مشتركا من الحاجة لإيجاد حل نهائي للموضوع الفلسطيني".


وأضافت أن "مصر رغم اتفاقها مع روسيا، لكنها أرسلت وفدا يمثلها إلى المنامة، لأن لديها مع السعودية مصلحة كبرى في إحداث تنمية اقتصادية في المنطقة عموما، وللمناطق الفلسطينية خصوصا".


وختمت بالقول إن "الاستنتاج الواضح أنه ينبغي لإسرائيل ألّا تكون العامل الرئيسي في تقويض العلاقة بين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وباقي النقاط المحورية الأخرى للنزاع في الشرق الأوسط، وألا تتصدر معارضة الجهود الروسية؛ لأن السعودية ودول الخليج على سبيل المثال لديها آذان صاغية في الكرملين".

التعليقات (0)