حقوق وحريات

تفاعل فلسطيني مع حملة "خليك صاحي".. بماذا نصح خبراء؟

معركة "صراع الأدمغة" تتصاعد بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي- أرشيفية
معركة "صراع الأدمغة" تتصاعد بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي- أرشيفية

في الوقت الذي تتواصل فيه معركة "صراع الأدمغة" بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، يتصاعد التفاعل المجتمعي الفلسطيني مع حملة "خليك صاحي".

 

ولزيادة التأثير الإيجابي لمثل تلك الحملات، قدم خبيران عدة نصائح تتعلق بأهم عناصر نجاح هذه الحملة الهادفة.


التوجيه المباشر

وأطلقت "لجنة التحصين المجتمعي" مؤخرا في قطاع غزة، حملة "خليك صاحي" الهادفة إلى تحصين المجتمع من مخاطر أساليب أجهزة مخابرات الاحتلال التي تحاول اختراق المجتمع الفلسطيني والعربي.

وأكد المتحدث باسم اللجنة المختص في التوعية المجتمعية محمد أبو هربيد، أن هناك "تفاعلا مجتمعيا ومؤسساتيا متصاعدا مع الحملة"، منوها أن "مستوى الوعي الأمني المجتمعي يرتفع يوما بعد يوم".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "الحملة تنسق في عملها وأنشطتها المختلفة، مع العديد من المؤسسات الصحفية والثقافية النخبوية المؤثرة في المجتمع، والتي أبدت الرغبة والاستعداد للمشاركة في تنفيذ العديد من الأنشطة التوعوية التي تستهدف الفئات المختلفة في القطاع".

وأضاف أبو هربيد: "بادر العديد من النشطاء واستعدوا للتعاون في تحصين المجتمع من مختلف المخاطر الأمنية عبر منصاتهم المجتمعية"، منوها أن "الحملة تمنح الحالات التي تعرضت للاستغلال أو لانتهاكات معينة فرصة المساعدة والتوجيه المباشر للخروج من المشكلة التي وقعت فيها".

وذكر أن "طالبة جامعية تواصلت مع الحملة بعد تعرضها لمشكلة خلال حديثها عبر وسائل التواصل مع شاب، وتم توجيهها ماذا تفعل حتى تخلصت مما عانت منه"، مضيفا أن "هناك العديد من الأشخاص الذين تواصوا مع الحملة بشكل مباشر وغير مباشر، وطلبوا المشورة والنصح لتجاوز مشكلات يعانون منها".

ونبه المتحدث باسم اللجنة، أن "الحملة مستمرة وخطتها طويلة الأمد، لأن استراتيجية التحصين المجتمعي قائمة على مراكمة أنشطة التوعية والتثقيف بأدوات وأساليب متنوعة".

وحول أهم ركائز نجاح مثل تلك الحملات وزيادة التفاعل المجتمعي معها، شدد الخبير الأمني العميد مصباح أبو كرش، على وجوب أن "تصاحب النصائح الأمنية النظرية ببعض أشكال الشرح العملي القادرة على تحقيق أهداف التوعية المرجوة، وخاصة تلك التي يستخدم من خلالها العدو مجموعة من السواتر المختلفة، التي يتكشف لاحقا أن من يقف خلفها هي أجهزة أمن هذا العدو".

 

اقرأ أيضا: "خليك صاحي".. حملة في غزة لمواجهة مخابرات الاحتلال

الصراع الأمني

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "العدو يعمل بشكل احترافي خطير في هذا المجال، ويقوم باختيار المداخل التي تتناسب مع النفسية الفلسطينية واحتياجاتها".

وعلى سبيل المثال وليس الحصر، ذكر أبو كرش، أن "ضابط مخابرات العدو أو أحد عملائه المخضرمين، يقوم بالتواصل مع أحد عناصر المقاومة عبر إحدى وسائل الاتصال أو باستخدام وسيلة اتصال أخرى، ويبلغه بشكل متدرج عن رغبته بدعم المقاومة معنويا وماديا، وبالتالي يفتح شهية الشخص الذي استقبل الاتصال لمواصلة علاقته بالمتصل".

وأضاف: "على طريق نجاح مثل هذه الحملات، ولتحقيق هدفها في حماية المجتمع من محاولات الاختراق الأمني، يجب أن تكون هناك آليات تحافظ على استمرارية هذه الإجراءات الوقائية التوعوية".

ورأى أبو كرش، أن "حلقات مسلسل أرطغرل أثرت بشكل كبير على شرائح كبيرة في مجتمعنا، فلماذا لا نؤسس لمسلسلات مثلها نصل بأسلوبها وحكاياتها إلى الهدف المراد تحقيقه؟".

وقدر أن "التفوق الحقيقي لنا كفلسطينيين ضد هذا العدو، يمكن أن يتحقق بشكل كبير من خلال البوابة الأمنية، رغم أن الإمكانيات تميل لصالح العدو، وهي تلعب دورا لا يمكن الاستهانة به في هذا الصراع الأمني".

ولفت أن "تأثير الفارق في هذه الإمكانيات لصالح العدو لا يكون بنفس مستوى التأثير كما هو الحال عندما نتحدث عن الإمكانيات العسكرية القتالية المتوفرة لديه بشكل فارق".

وأكد العميد أن "الحرص على العمل بشكل أمني صحيح من خلال كفاءات وخبرات أمنية مبدعة، سيكون له أكبر الأثر الإيجابي في معادلة صراعنا ضد العدو، ما يتطلب تكاتف كل المنظومة العاملة بمختلف تخصصاتها لإنجاح عمل هذه الشبكة الأمنية الوطنية المتشعبة".

وبشأن أهمية هذه الحملات في إجهاض محاولات الاحتلال، أوضح الخبير الإعلامي محسن الإفرنجي، أنه "طالما بقي الاحتلال، فستتواصل محاولاته المستميتة لتجنيد العملاء، ومعها يجب أن تتواصل الحملات التوعوية لحماية وتعزيز اللحمة الوطنية وحماية النسيج الداخلي من التفكك والاستهداف".

 

اقرأ أيضا: الموساد ينشر تفاصيل مثيرة لاغتيال 3 قيادات لفتح ببيروت

خطة شاملة

وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذه الحملات تكون ذات أهمية كبرى، إذا كانت ضمن خطة شاملة وواعية ومتكاملة الجوانب، غير أنها لن تؤتي ثمارها إن كانت جهودا فردية، لأن حجم الاستهداف الذي يواجهه المجتمع الفلسطيني جراء عمليات الإسقاط أكبر من أن تتم مواجهته بصورة عابرة أو فردية".

وذكر الإفرنجي، أن "المحاولات الإسرائيلية لإسقاط فلسطينيين، والحملات المضادة لها تدخل في إطار ما يعرف بـ"صراع الأدمغة" بين أجهزة الاحتلال وفصائل المقاومة، التي نجحت في كثير من الأحيان في تفكيك خلايا التجسس الإسرائيلية ووأدها في مهدها، وفي منع تمدد العملاء داخل المجتمع؛ بل نجحت أيضا في تجنيد عملاء لصالحها".

ولفت إلى أن نجاح مثل تلك الحملات في تحقيق أهدافها، "يتطلب توفر عدة عناصر مهمة، منها أن تكون جهدا جماعيا لا فرديا، عبر إشراك وتكاتف العديد من الهيئات والجمعيات والتجمعات والنقابات ورجال الإصلاح لتحقيق هذا الجهد، وعلى رأسها الإعلامية إلى جانب المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية والأمنية والدينية وغيرها".

وشدد على أهمية أن "تتخذ الحملات زمام المبادرة، ولا تبقى ضمن دائرة رد الفعل المضاد لمحاولات الاحتلال، كما أن عليها أن تتصف بالديمومة والاستمرارية لأن الاحتلال باق، ويحاول بكل الطرق إسقاط عملاء جدد في قبضته، خاصة أنه يعاني في غزة في هذا الإطار".

كما أن "تنوع أدوات وخطاب الحملات التوعوية، وعدم الاكتفاء بالرسائل المباشرة مع تنويع وسائل عرض مضمون الحملات أمر مهم في نجاح الحملة"، بحسب الخبير الذي لفت لأهمية "استخدام الدراما في الحملات من خلال بعض المقاطع التمثيلية، ودمجها مع بعض المقتطفات الصوتية الحقيقية لعملاء أعلنوا توبتهم".

ومن بين تلك العناصر، "الاهتمام بنشطاء الإعلام الجديد ومتابعتهم لحمايتهم من خلال فتح قنوات اتصال حية ومباشرة معهم لإشراكهم في الحملة والتوعية من ناحية، وفي حماية النشطاء الآخرين".

ونوه الإفرنجي، إلى ضرورة "تعزيز وعي المجتمع بضرورة مساعدة العملاء الذين أعلنوا توبتهم، وعدم التعامل السلبي مع أسرهم وأطفالهم"، لافتا لأهمية "التركيز على ضمير العميل ومستقبله ومستقبل أطفاله وعائلته وأقربائه حال إصراره على مواصلة طريقه للتخابر مع الاحتلال".

التعليقات (0)