طب وصحة

هل يحمي نمط الحياة الصحي الناس من الإصابة بألزهايمر؟

تعدّ الدراسة بشرى سارة للخائفين من المرض- أرشيفية CC0
تعدّ الدراسة بشرى سارة للخائفين من المرض- أرشيفية CC0

يعد ألزهايمر والخرف من الأمراض التي قد يصاب بها الإنسان عن طريق الوراثة، وكثيرا ما يتابع الأطباء الأشخاص الذين لديهم في عائلتهم مصابين بألزهايمر، لكشف إذا ما تطور عندهم المرض أم لا.

 

ويساهم الخوف من وراثة مرض ألزهايمر بزيادة قلق الناس، إلا أن دراسة جديدة فتحت الباب على أمل جديد في تأخير ظهور أعراض المرض عند هؤلاء.

فبحسب موقع "سي بي أس نيوز" الأمريكي، فقد كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة إكستر البريطانية أن أسلوب الحياة الصحي يمكن أن يقلل خطر إصابة الإنسان بمرض ألزهايمر أو أشكال أخرى من الخرف، حتى لو كان لديه جينات تزيد من خطر إصابته بهذا المرض.

وأفاد الباحثون بأن الأشخاص الذين يعانون من مخاطر وراثية عالية وعادات صحية سيئة هم أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للإصابة بالخرف، مقابل أولئك الذين لديهم مخاطر وراثية منخفضة وعادات صحية جيدة.

وقال الموقع إنه بصرف النظر عن مقدار الخطر الجيني الذي يتعرض له شخص ما، فإن اتباع نظام غذائي جيد، وممارسة التمارين الرياضية بشكل صحيح، والحد من الكحول، وعدم التدخين، يجعل الإصابة بالخرف أقل احتمالا.

وقال "جون هاجا" من المعهد الوطني الأمريكي للشيخوخة، أحد القائمين على الدراسة: "أنا أعتبر هذه الأخبار سارة".

 

اقرأ أيضا: تعرف على أهم 3 أسباب لفشل الحميات الغذائية

واستدرك بالقول: "لكن لا يستطيع أي شخص أن يضمن لك بأنك ستهرب من هذا المرض الفظيع، لكن يمكنك أن تقلب الاحتمالات لصالحك بحياة صحية".

واستخدم فريق البحث برئاسة الطبيبة "إلزبيتا كوزما" بيانات من البنك الحيوي البريطاني، لدراسة ما يقرب من 200000 شخص في عمر 60 عاما أو أكبر، ولا يوجد لديهم علامات أو أعراض الخرف في البداية.

وتم تصنيف المخاطر الوراثية الخاصة بهم على أنها مرتفعة أو متوسطة أو منخفضة، استنادا إلى عشرات الطفرات المعروفة بأنها تؤثر على الخرف، كما تم تجميعها حسب عوامل نمط الحياة.

وبعد حوالي ثماني سنوات من الدراسة، كان 1.8% من الذين لديهم مخاطر وراثية عالية ونمط حياة غير صحي قد أصيبوا بالخرف، مقابل 0.6% من الأشخاص الذين يعانون من مخاطر وراثية منخفضة ونمط حياة صحي.

وبحسب الباحثين، فقد تطور الخرف عند الذين لديهم مخاطر جينية أعلى للإصابة به بدرجتين، حيث تطور عند ما يزيد قليلا على 1% من أولئك الذين لديهم أنماط حياة صحية، مقارنة بما يقرب من 2% من أولئك الذين لديهم أنماط حياة سيئة.

وقال الموقع إن الباحثين كان لديهم فقط معلومات حول الطفرات التي تؤثر على الأشخاص من أصل أوروبي، لذلك ليس معروفا ما إذا كان الأمر نفسه ينطبق على المجموعات العرقية أو الإثنية الأخرى.

وقال الدكتور "رودي تانزي"، خبير علم الوراثة في مستشفى ماساتشوستس العام، "إن النتائج يجب أن تشجع الأشخاص الذين يخشون من أن طفرات الجينات وحدها تحدد مصيرهم".

وأضاف: "هذا يعني أنه مع 95% من الطفرات، فإن نمط حياة الشخص سيحدث فرقا".

ونصح الناس بعدم القلق كثيرا بشأن جينات ألزهايمر المتوارثة، ونبههم بأن عليهم قضاء المزيد من الوقت في إدراك كيف يعيشون حياة صحية.

ولفت الموقع إلى أن هناك حوالي 50 مليون شخص يعانون من الخرف، ومرض ألزهايمر هو النوع الأكثر شيوعا، وتساهم الجينات وأسلوب الحياة في العديد من الأمراض العقلية.


التعليقات (0)