قضايا وآراء

اخنقه يا فوزي (2-2)

هاني الديب
1300x600
1300x600
استكمالا لقصة الشهيد فوزي، يجب أن نذكر أن والد فوزي قام بنفس دور ابنه من قبل، وكان رد فعل الفيل والنمل تماما كما حدث مع فوزي!

يزعجني أيما إزعاج أن يقوم كثير من الإسلاميين وغير الإسلاميين بتكييل اللكمات تلو اللكمات لجماعة الإخوان المسلمين، والابتعاد عن النقد البنّاء الذي يقيم الماضي ويطرح البديل أو البدائل المستقبلية، ويشارك في نهضة الأمة ويكون لبنة في المستقبل الذي نرجوه.

كثير من هؤلاء أسمع منهم تحميل الإخوان وزر سقوط الربيع العربي، بل وحتى صعود المستبدين والظالمين إلى سدة الحكم، حتى في بلاد لم ترَ الربيع العربي إلا في التلفاز.

وكثير من هؤلاء ينحصر نصرهم للقضية في حدود مشاهدة التلفاز أو جلسات الفضفضة الآمنه المزينة بما لذ وطاب من الطعام، على ألا يكون نتاج هكذا "جهاد" انتقاص شيء من أموالهم أو مناصبهم، أو أن يؤدي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لأي أذى طفيف قد يلحق بأولاد عمة خالة جدتهم!

هؤلاء شأنهم من ينتقد أداء فريق قدم ناشئ يلاعب النادي الفائز ببطولة العالم على أرض هذا النادي البطل، وفي درجة حرارة عالية لم يعتدها لاعبو هذا المنتخب الناشئ. المنتقدون للفريق الناشئ لم يلعبو الكرة مرة واحدة في حياتهم، ولم يدعموا النادي الناشئ بمليم من جيوبهم، ولم يذهبوا للملعب ليشجعوه في أي مباراة، حتى وهو يلعب أمام النادي البطل.

نعم، من حق الجميع أن ينتقد من شاء، ولكن يجب أن يكون النقد بناء! ويجب على الجميع أن يتكاتف لحماية الإسلام المستهدف الحقيقي في كل ما يجري في وطننا العربي الآن. فقد ذهب زمن فرض الكفاية؛ لأن الواجب لم يتم، وحان وقت فرض العين الذي يحتم على الجميع أن يكون لهم دور، أيا كان حجم هذا الدور.

آن الأوان أن يتوقف من يطعنون الإخوان بالسكين السام انتقاما من بعض قيادتهم، أو تحقيقا لمصالح شخصية ضيقة، أو إثباتا لنظرية عدم وجود جماعات، أو رفعا للحرج عن عجزهم الشخصي في الأداء.

آن الأوان لمن يريدون أن يبرروا للسلطان الظالم ويطبلوا للنظام الغاشم؛ أن يعلموا أنهم يرقصون رقصة الموت مع الذئاب وأن الدور قادم عليهم، وأن الاستسلام لا علاقة له بالإسلام.

كما آن الأوان لقيادة الإخوان الحالية أن تسلم الراية لمن يأخذها بحقها ويقوم بواجبه في رسم خارطة المستقبل، لا من يكون أداة معاونة (من غير قصد) في تدمير الجماعة بالتراخي في مراجعة الماضي وأخذ العظات والعبر، كما آن الأوان للكف عن خطاب المسكنة والاستضعاف ومحاولات التقرب إلى من لم ولن يرقبوا فيهم إلاّ ولا ذمة، والانطلاق بقوة مستحضرين قول الله عز وجل: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين".

إنني أحذر مرة وأنبه ألف مرة.. إياكم أن تقضوا على الإخوان، فالقضاء عليهم سيكون أكبر كارثية من سقوط الخلافة العثمانية. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
التعليقات (2)
محمد آل شرقي
الخميس، 25-07-2019 06:30 ص
الإخوان مثل أى تكتل بشري في العالم لهم وعليهم ، ولكن بسبب الظروف المعاكسة ولأسباب تتعلق الاندفاعات غير المدروسة من قياداتهم فإن دالة عليهم دائما هى الأبرز والأوجع . أنا لا الوم الإخوان على عجزهم عن تحقيق غالبية الأهداف التي طرحوها كسبب ومبرر لوجودهم لسبب بسيط ومنطقي ... هذه هي قدراتهم وإمكانتهم ... بل أنا الومهم أشد اللوم بسبب إندفاعهم نحو خطوط ومناطق وأهداف لا يملكون بالقطع الإمكانات والأدوات التي تمكنهم من التعاطي معها بنجاح ولذلك هم دائما في قلب العاصفة وفي حالة من الشتات وتلقي الضربات ، والحقيقة هم لديهم كفاءة عالية ومهارة متميزة في إستدعاء المحنة . يعاني الإخوان من مشكلتين : مشكلة ضعف ومحدودية الإمكانات ، ومشكلة الوسط المعادي لهم ولكل من يحاول أن يقترب من معضلة التغيير في ديارنا المنتهكة من قبل أعداء الإنسانية . وفي ظل هذه المعادلة البائسة من يملك إن يتقدم خطوات في الاتجاه الصحيح ؟ وفي هذه الرؤية الإستكشافية … هل النتيجة الطبيعية والمنطقية لمثل هذا الطرح الرافض الذي يحاول أن يتلمس الطريق أن يتم غلق الأبواب والشبابيك ثم الاضطجاع على الشق الأيمن في إنتظار الفرج ؟ !!! بالطبع لا ثم لا . نقول بكل وضوح أن على الجماعة أن تعمل ضمن النطاق الذي يمكن أن تتقدم فيه بشكل ناجح ولو ببطئ شديد ، لابد من إنجاز متراكم في نطاق الممكن بما يسمح بالبناء عليه بحسب ما توفره الإمكانات والظروف . ولابد إن يكون واضحا ابتداء عدم إمكانية إستدعاء واستحضار كل أهداف الجماعة التي هي في الحقيقة أهداف الإسلام تحت مبرر شمول الإسلام ، إلا بعد خلق وإيجاد طرق ومسارات ومساحات تسمح للحراك والتقدم والإنجاز على أرض الواقع . نعم الإسلام شامل لكل جوانب الحياة ، ولكن الذين يعملون للإسلام نصيبهم من الشمول هو ذلك القدر الذي يطيقونه من الأعمال والمهام بحسب الإمكانات والآليات والوسائل المتاحة لهم والتي تمكنهم من القيام بذلك . الكاتب حفظه الله منزعج جدا من التعرض للإخوان بالنقد والنكير من قبل بعض المندفعين والمغامرين هنا وهناك ، وحق له ذلك ، ولكن يجب الحرص على المحافظة على هذا الخط المبدئي التصحيحي مهما كانت ردود الأفعال الغاضبة ، وسيادته أبحر طويلا في من خلال كتاباته في التعرض لهم من خلال رؤية نقدية متوازنة وهادفة ، وهذا حقه وأيضا هو حق كل مسلم مهتم بالعمل الإسلامي ، وكما يردد الفاضل (مصري جدا) دائما أن الجماعة (ثروة قومية) وهذا توصيف صحيح ودقيق ، وطبيعي جدا أن يكون لكل إسلامي وغير إسلامي حق ونصيب في هذه الثروة القومية وإن لم يكونوا من المنتمين للعمل الإسلامي بشكل مباشر ، هذا المسلك الغاضب على أداء الجماعة طبيعي جدا في ظل التداعيات الكارثية لأعمال غير مدروسة كثيرا ما يصاحبها الإرتجال والعشوائية و القفز على المراحل . هذا التكتل المبارك طرح نفسه لتحمل مهمة ومسؤولية العمل الإسلامي هكذا بالجملة وبشكل مفتوح بلا حدود ودون أى تخصيص أو تصنيف أو تحديد ، ومنذ أن ولدت وهى تبحر في بحر الظلمات طولا وعرضا وعمقا ولكن لا أحد يبصر علامات واضحة تبشر بنهايات سعيدة قريبة أو بعيدة لذلك لزم إعادة النظر في مجمل الحراك الإسلامي ضمن السياقات التي تحكم الواقع المضطرب الذي تعيشه الأمة .
مصري جدا
الإثنين، 22-07-2019 09:54 م
الدكتور المحترم ،، بعيدا عن كل هؤلاء وهؤلاء وفقا لتصنيفكم ،،، مازالت الكرة في ملعب الاخوان دون غيرهم في الحفاظ على بنيان الجماعة ومنهجها كخطوة في الخروج من المأزق ،،، لكن قيادات الجماعة او بقايا قيادات الجماعة التي أخفقت في تجربتها التاريخية والتي ربما لن تتكرر أصبحت غير مناسبة على مستوى المعلومات والكفاءات والعلاقات وربما القبول العام بسبب التداعيات الكارثية للتجربة المؤلمة،، بقايا قيادات الجماعة لم ولن تسلم الراية لانها ترى نفسها الأجدر بالحفاظ على الدعوة وأن التمسك بموقعها التنظيمي جهاد في سبيل الله ووفاء لمن في السجون بل وفاء لدماء الشهداء ،،، الدكتور المحترم ،، نعم الجماعة ثروة قومية لمصر والعروبة والإسلام بل و للانسانية بفكرها الوسطي ومنهجها السلمي ،، لكن وبكل اسف سكان هذه المنطقة من العالم مميزون للغاية في اهدار الفرص وتبديد الثروات ،،،