صحافة دولية

مخاوف داخل الكونغرس من عواقب عزل ترامب.. لماذا؟

"ذا نايشن": عزل ترامب قد يعزز التفوق الديمقراطي بالقدر ذاته الذي قد يقود فيه إلى تآكل الديمقراطية- جيتي
"ذا نايشن": عزل ترامب قد يعزز التفوق الديمقراطي بالقدر ذاته الذي قد يقود فيه إلى تآكل الديمقراطية- جيتي

نشرت صحيفة ذا نايشن الأمريكية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على الأسباب التي قد تجعل عزل الرئيس دونالد ترامب من منصبه أمرا ممكنا.

 

ويبدو أن شائعات عزل الرئيس ترامب واستعداد العديد من الأطراف لعزله تطرح تساؤلات عديدة حول آفاق انتخابه لولاية ثانية.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن هناك خوفا متصاعدا داخل الكونغرس الأمريكي بشأن العواقب التي يمكن أن تنجم عن عزل دونالد ترامب بسبب ارتكابه للعديد من الجرائم والتجاوزات. وعلى الرغم من هذه المشاعر السلبية، فإنه لا يجب على أعضاء الكونغرس الديمقراطيين أن يكونوا قلقين للغاية.

وذكرت الصحيفة أن الحسابات السياسية والتردد حيال المضي قدمًا في عزل ترامب تتجذر في فهم خاطئ لما حدث في انتخابات التجديد النصفي لسنة 2018، فضلا عن التقدير المبالغ فيه لعدد الدوائر الانتخابية في الكونغرس. والجدير بالذكر أن الديمقراطيين تمكنوا من الحصول على الأغلبية في الكونغرس الأمريكي بفارق 17 مقعدا عن الجمهوريين في الانتخابات التي أقيمت خلال السنة الماضية.

 

اقرأ أيضا: 118 نائبا بالكونغرس الأمريكي يؤيدون تحقيقا لعزل ترامب

حيال هذا الشأن، أوضح ممثل ولاية جورجيا الديمقراطي، هانك جونسون، الذي يشغل منصب عضو في اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي، مخاوف زملائه الديمقراطيين وقال :" أعتقد أنه يجب علينا إيلاء اهتمام كبير بما يحدث في المقاطعات التي يبلغ عددها 30 أو أكثر، وفي ما يفكر فيه هؤلاء الناس".

وبينت الصحيفة أن ما يفكر فيه الناس هو أن هناك 30 مقاطعة يسيطر عليها الديمقراطيون، لكنها تضم في أغلبها مناصري ترامب، وهو ما يمثل فكرة غير سليمة من الناحية النظرية. وقبل كل شيء، فاز الديمقراطيون بحوالي 21 مقعدا في المقاطعات التي كان ترامب قد فاز بها في 2016، ناهيك عن كون 16 منها أقل اعتدالا مما يزعمه المحللون.

ونوهت الصحيفة بأن هناك نقطة نقاش متكررة في وسائل الإعلام وبين الخبراء الإستراتيجيين، والتي تقول بأن العديد من أعضاء الكونغرس الجدد ينتمون إلى مناطق فاز بها ترامب في سنة 2016. ومعنى ذلك أن مؤيدي ترامب غيروا ولاءهم ومنحوا أصواتهم لمرشح الكونغرس الديمقراطي.

 

وعلى الرغم من هذه التخمينات، فإن الواقع يبرهن العكس تماما. ويرجع سبب ذلك في أن عدد الأشخاص الذين صوتوا ضد ترامب في 2018 كانوا داعمين لهيلاري كلينتون في 2016، والذين عادوا إلى صناديق الاقتراع للتصويت ضد مرشح الحزب الجمهوري بشكل أكثر كثافة من عودة مؤيدي ترامب في 2016 إلى صناديق الاقتراع.

وقالت الصحيفة إن ما يحدث حاليا تؤججه نيران الحماس الديمقراطي الذي يتقد بوقود المقاومة وشغفها، حيث عاد الديمقراطيون للمشاركة في الانتخابات النصفية بأعداد تاريخية. ومن جهتهم، كان عدد كبير من الجمهوريين راضين عن أداء ترامب في البيت الأبيض ولم يكلفوا أنفسهم عناء مساواة عدد الناخبين الديمقراطيين.

 

اقرأ أيضا: ديمقراطيون يتهمون ترامب بإثارة التوتر العرقي

وأوردت الصحيفة أن الشغف والحماس الذي يقود الناخبين لم يحدث تغييرا جذريا بالشكل المتوقع، ويرجع ذلك إلى إخلاص بعض داعمي ترامب من جهة، ومعادلة الكفة بين الحزبين في أغلب الأوقات. واستنادا إلى ذلك، كان الناخبون الذين عارضوا ترامب في 2016 مسؤولين عن فوز الديمقراطيين في 2018.

يمكننا رؤية هذا النمط من خلال مقارنة إجمالي الأصوات سنة 2016 مع تلك الموجودة سنة 2018. ففي المقاطعات الـ21 التي فاز بها ترامب في السنة الماضية، شهدت سبع منها انخفاضا مقارنة بأرقام كلينتون لسنة 2018. ويضاف إلى ذلك عدم تصويت مؤيدي ترامب إلى مرشحهم الجمهوري، ما يفسر رجوح الكفة نحو الديمقراطيين هذه المرة.

من جهتهم، لعب مؤيدو ترامب السابقون دورا رئيسيا في قلب الطاولة هذه المرة، كما أن هناك عوامل عديدة تبرر الدور الكبير الذي لعبه الناخبون الجمهوريون الساخطون. ففي ولاية جورجيا مثلا، جلبت حملة ستايسي أبرامز موجات من الناخبين الجدد إلى صناديق الاقتراع، مما عزز فرص لوسي ماكبيث بالفوز بالمقاطعة السادسة للولاية.

وأفادت الصحيفة بأن الآثار المترتبة عن هذا الواقع كانت هائلة، حيث إن الناخبين الذين عارضوا ترامب منذ البداية عادوا بأعداد تاريخية للتصويت ضد ممثلي حزبه وكبح جماحه. ووفقا لاستطلاعات الآراء، صوت العديد من الناخبين في الانتخابات النصفية بداعي معارضة ترامب لا غير، فهم يريدون من الكونغرس محاسبة الرئيس الأمريكي على أخطائه بغض النظر عن عزله من عدمه.

وأوضحت الصحيفة أن عزل ترامب قد يعزز التفوق الديمقراطي بالقدر ذاته الذي قد يقود فيه إلى تآكل الديمقراطية. ويرجع سبب انشقاق الجمهوريين إلى عرقلة ترامب للعدالة وتدميره للأعراف الاجتماعية وتعزيزه للشكوك التي قادت بالأساس إلى عزوفهم عن دعمه.

وخلصت الصحيفة إلى القول إن الضرورة السياسية لهذه اللحظة هي عكس ما يتوقعه الكثيرون، لكن الشيء الذي يجب فعله حيال الرجل الذي يضطلع بمنصب رئيس الولايات المتحدة هو تحويل رغبات الناخبين إلى واقع. ويمني هؤلاء الناخبون أنفسهم بتحلي الكونغرس ببعض الشجاعة وفرض عواقب على من دمر الديمقراطية والقيم الأمريكية وخرق قواعدها الدستورية.

التعليقات (1)
نبيل
الخميس، 15-08-2019 09:02 ص
+فرض عواقب على من دمر الديمقراطية والقيم الأمريكية+ الرجل رجل أعمال وبأحاسيسه الطبيعية سواء كان مصيبا أو مخطئا عنصريا أو متعايشا وكان ضرورة للعالم كي يكشف زيف السياسيين ومدى اجرامهم ..كذلك ستار القيم والديمقراطية والعدالة...الرهيف والشبه زائف والذي يمكن ازالته أو سحبه في أي وقت حسب ثقافة أي رئيس ..والعالم العربي بأسره يشكر ترامب أنه فضح البهايم والسفاحين الجاثمين على صدور العرب مند سنين على أعلى مستوى بالعالم بأسره دون الحاجة لمؤتمرات أومترجمين أو مخبرين بالرغم من أذية شعب فلسطين في فكرة القدس وصفقة القرن والتهاون بسوريا واليمن وليبيا لكن الباطل باطل دائما ولن يكتب له أي نجاح وترامب لم يدرس تاريخ العرب أو ثقافتهم وكل من يحيط به تسيطر عليه لوبيات اجرامية..