قضايا وآراء

"النهضة" واستحقاق الرئاسة في تونس

جمال نصار
1300x600
1300x600

في البداية لابد من التسليم بأن أهل مكة أدرى بشعابها، وأن كل دولة وكل فصيل سياسي له ظروفه وملابساته، وأن صاحب القرار دائمًا هو الذي يتحمل نتيجة قراراته سواء بالإيجاب أو بالسلب، والشعوب إما أن تكون عونًا لصاحب الفكرة، وذاك الفصيل، وتتحمل الصعاب وتقف في وجه التحديات، أو تنجرف مع التيار ولا تستطيع الصمود ضد المـؤامرات التي تحاك لها.

تجربة رائدة

ولا شك أن تجربة "النهضة" في تونس كانت الرائدة في المنطقة العربية، وفي بلدان الثورات العربية؛ لتعاملها المتميز مع الأحداث، وعدم تعجّلها لتصدّر المشهد التونسي برغم حصولها على عدد أصوات كبير في المجلس الوطني التأسيسي، وفي مجلس النواب، بعد ثورة الياسمين، إلا أنها تعاملت بحكمة نتيجة للظرف الإقليمي والدولي بعد الثورات العربية، لمعرفتها بكم التآمر الذي يحاك ببلدان الثورات العربية، وخصوصًا من دولة الإمارات الداعمة للثورات المضادة، والانقلابات العسكرية في المنطقة.

ولعل ما حدث في مصر يجعل الكثيرين يشفقون على تونس ونهضتها من أن تقع في نفس الفخ الذي نُصب للإخوان المسلمين بتسلمهم السلطة دون أن يكون لهم ظهير في مؤسسات الدولة، مما عجّل بالقضاء على تجربتهم في الحكم، والانقضاض على المسار الديمقراطي بالانقلاب العسكري الذي دبّر له السيسي بمعاونة المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.

تباين الآراء حول ترشيح "النهضة" لمنصب الرئاسة

اختلفت الآراء وتباينت حول مشاركة "النهضة" بمرشح في الانتخابات الرئاسية، والدفع بنائب رئيس البرلمان التونسي، ونائب رئيس الحركة عبد الفتاح مورو لهذا المنصب الكبير، وهل هذا تكتيك مرحلي لمكاسب سياسية مستقبلية، أم أنها ستخوض التجربة إلى نهايتها بكل تبعاتها؟

فمن ذهب مع حق الترشح واقتناص الفرصة، يقولون إن تونس تختلف عن مصر، وحركة "النهضة" لم تتصدر المشهد مباشرة بعد الثورة ولكنها تحالفت مع بعض الأحزاب، فيما سُمي بالترويكا، ومنها حزب "نداء تونس" الذي خرج منه الرئيس التونسي السبسي، الذي وافته المنية منذ أيام.

 

 

ما حدث في مصر يجعل الكثيرين يشفقون على تونس ونهضتها من أن تقع في نفس الفخ الذي نُصب للإخوان المسلمين



ومن يرى عدم الدخول في هذا المعترك لأن الأوضاع الإقليمية والدولية ربما تكون عقبة في وصول "النهضة" إلى هذا المنصب، وأن ما تعانيه تونس من أوضاع اقتصادية متردية لن تستطيع "النهضة" القيام بحلها في هذا الوقت، وخصوصًا أن بعض الدول في المنطقة ممن يحملون لواء الثورة المضادة سيحولون دون تحقيق النهضة لأي تقدم في اتجاه رئاسة الدولة. 

وهناك من يرى حق ترشيح "النهضة" لأحد قيادييها، ولكن ربما يتحفظون على ترشيح عبدالفتاح مورو، لغلبة لغة الخطابة على أحاديثه، وأنه محسوب على فئة المشايخ المعممين.

ومن يرى أنه من واجب "النهضة" عدم الدخول في هذا المعترك والدفع بشخصية محسوبة على الثورة مثل الدكتور المنصف المرزوقي الرئيس الأسبق، حتى لا يتم تفتيت الأصوات وإعطاء الفرصة للمال السياسي لكي يعمل عمله، وربما تأتي شخصية محسوبة على النظام القديم.

واقع الحال في تونس للتنافس على الرئاسة

تم غلق باب الترشح للانتخابات الرئاسية المبكرة في تونس التي ستقام في الخامس عشر من أيلول (سبتمبر) المقبل، ووصل عدد من قدّموا أوراق ترشحهم للانتخابات إلى 98 مرشحًا، تم رفض أوراق 66 مرشحًا لعدم توافر شروط الترشح التي حددتها اللجنة العليا المستقلة للانتخابات.

ومن أبرز المرشحين رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد عن حزب "تحيا تونس"، ونائب رئيس حركة "النهضة" ورئيس مجلس النواب بالإنابة عبد الفتاح مورو، ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، مدعومًا من حزب "نداء تونس" والذي تردد كثيرًا على السبسي، قبل وفاته وهو من المرشحين البارزين لخلافته، وحمادي الجبالي رئيس الحكومة الأسبق بعد الثورة، ومحسن مرزوق الذي قدّم ترشحه عن حزب "مشروع تونس"، ورجل الأعمال والإعلام والدعاية القوي نبيل القروي، رافعًا شعار الدفاع عن الفقراء، بالرغم من أن القضاء وجه له تهمًا بتبييض الأموال.

وفي سابقة في العالم العربي، قدم المحامي التونسي منير بعتور الذي يرفع لواء الدفاع عن المثليين.
وحددت الدعاية الانتخابية من 2 إلى 13 أيلول (سبتمبر)، وبعد يوم الصمت الانتخابي، يدلي الناخبون بأصواتهم في 15 أيلول (سبتمبر) المقبل.

في طريق "النهضة"

من أهم العقبات التي ستواجه "النهضة"، هو أنها بترشيح أحد قادتها لهذا المنصب المهم سيدفع بالمنظومة القديمة وحلفائها من اليمين الليبرالي والسلفي، ومن اليسار للتوافق على مرشح وحيد للوقوف ضد مرشح "النهضة"، وستعمل الآلة الإعلامية الجبارة التي يسيطرون عليها في تونس مثلما فعلت في 2014 نحو توجيه الرأي العام للتصويت ضدهم، ومنذ الجولة الأولى، بحجة الدفاع عن النمط التونسي أو المشروع الحداثي أو البورقيبي ضد الظلامية والرجعية، كما يدّعون، وستدعمهم بعض المواقع والقنوات الإعلامية العربية المأجورة في مصر والإمارات والسعودية، بكل الوسائل وبكل الطرق الشريفة وغير الشريفة، وسيقومون بتشويه الشيخ عبد الفتاح مورو والتقليل من شأنه بكل الوسائل الخبيثة.

وربما يصل الشيخ عبد الفتاح مورو للدور الثاني في تلك الانتخابات، ولكن فوزه برئاسة البلاد يبدو أمرًا صعبًا في ظل الظروف الحالية في الداخل والخارج لأنه ومهما كان عدد الأصوات التي سيتحصّل عليها في الدور الأول، فإن الكل سيتحالف ضده في الدور الثاني، ولن يكون الرئيس في النهاية إلا من تدعمه قوى إقليمية ودولية، إلا إذا حصلت مفاجأة أو معجزة، والكلمة الأخيرة، بطبيعة الحال، للشعب التونسي القادر على اختيار رئيسه بشكل ديمقراطي.

 

من أهم العقبات التي ستواجه "النهضة"، هو أنها بترشيح أحد قادتها لهذا المنصب المهم سيدفع بالمنظومة القديمة وحلفائها من اليمين الليبرالي والسلفي، ومن اليسار للتوافق على مرشح وحيد


ومن أبرز من يرى عدم جدوى ترشيح "النهضة" لمنصب الرئاسة أستاذ العلوم السياسية الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي حيث قال: "أنصح حركة النهضة في تونس بالابتعاد عن الانتخابات الرئاسية، وألاّ تقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه الإخوان في مصر عندما رشّحوا المرحوم بإذن الله محمد مرسي واكتشفوا بأن (الدولة العميقة) ضدهم، حتى لو فازت النهضة فإن (الدولة العميقة) في تونس ستسُقطها".

أقول لا شك أن حركة "النهضة" حينما اتخذت قرار المشاركة في الانتخابات الرئاسية جاء ذلك بعد دراسة الأوضاع الداخلية والخارجية، وأن من حقها الترشح لهذا المنصب، كما هو حق كل فصيل سياسي، ولكن في تقديري أن الظروف التي تعيشها تونس على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، والأوضاع الإقليمية والدولية لا تتناسب مع هذا القرار في هذ الوقت بالذات، ومن الأفضل دعم شخصية محسوبة على الثورة التونسية مثل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي، إلى أن يكون لها أرضية كافية في مؤسسات الدولة تسمح لها بخوض غمار هذه التجربة دون تكاليف باهظة.

 

التعليقات (4)
مرجان
الثلاثاء، 20-08-2019 03:28 م
سؤال؟ ماهو دور فرنسا في هذا السيناريو؟! وهل فرض علي حركة النهضه ان تكون جزء من السيناريو ام دخولها للانتخابات بكامل الاراده. مورو وعلامات إستفهام عن هذا الرجل؟ ماعيب المنصف المرزوقي لماذا لا تؤيده حركة النهضه والرجل له مواقف مشرفه ضد الانقلاب في مصر والقضايا العربيه و رغم إنه توجه غير إسلامي لكنه لم يتعرض لثوابت في الدين مثل السبسي . ثم لماذا علي الحركات الاسلاميه تقبل بالأخر ولايقبلها الاخرين .. بصراحه لن تنجي من التنازل عن المبادئ إلا الخسارة وعند الله تجتمع الخصوم..
عبدالرزاق الجملي .... تونس
الجمعة، 16-08-2019 11:39 م
حركة النهضة لم تعد بتلك القوة التي كانت عليها في بداية الثورة و قد انفض عنها كثير من المتعاطفين و لم يبق لها الا كتلتها الصماء من انصارها و لو ان بعضهم ساءتهم بعض سياسات شيخهم الغنوشي و حتى بعض القيادات التاريخية الوازنة في الحركة التي اعترضت على الشيخ تغييره لرؤساء بعض القواءم الذين انتخبتهم القواعد النهضاوية .... بالنسبة" للحداثيين و التقدميين" فاءنهم مشتتون و لن يجدوا من يجمعهم مثلما فعل الرئيس الراحل السبسي في انتخابات 2014 أما السفارات الاجنبية فلن تكون لها كلمة فاصلة في هذه الانتخابات خاصة و قد تبين للاغلبية من الشعب ان الاعلام و الحداثويين ضحكوا عليهم و أيضاً مع تقدم شخصيات وطنية للاستحقاق الرئاسي مثل الدكتورين منصف المرزوقي و قيس سعيد و بدرجة أقل المحامي سيف الدين مخلوف فاءن المعركة الانتخابية ستكون حامية الوطيس لكنها لن تبوح باسرارها بسهولة فمازال غموض كبير يحف حظوظ المترشحين بالفوز
adem
الخميس، 15-08-2019 10:42 م
سيدي المحترم المقارنة بين التجربة المصرية و التونسية ليست في محلّها على الإطلاق السبب واحد و لكنه عظيم إسرائيل و أمنها و تفوقها . حكمك على فشل الإخوان بسبب فشل التجربة كحكمك على المقاومة الجزائرية مثلا في نهاية القرن18 بالفشل لأنها لم تقض على الاحتلال وقتها ، سيدي تراكم المقومات هو الذي هيّأ الظروف للثورة التحريرية .فيما يخص الفائز المحتمل لا يهم من يفوز ؟ ولكن كيف ؟ بالصندوق ؟ أو بالفيتو الفرنسي ؟ بقي تحالف أذناب فرنسا و ماكيناتهم المالية و الإعلامية و قذارة حملتهم الانتخابية هل تعتقد سيدي أنّنا في نزهة أو لعبة غميضة للصغار ؟ هذا متوقع بالفطرة .بالنسبة لرأي النفيسي و رأي شخصكم المحترم فهو نسبيّ ، السؤال هل تريد النهضة حقيقة المنصب ؟ لأنه منصب رمزيّ و هل تستطيع أن تحكم ؟ بتقديري المتواضع جدا لا ،لذلك أعتقد أنّ المشاركة هدفه تثبيت مكانة الحركة في الساحة السياسية كرقم 01 ثمّ التفاوض من موقع قوة على الاستحقاقات القادمة من أجل فسح المجال أكثر لإطارات الحركة للولوج إلى مناطق نفوذ على مستوى مؤسسات الدولة المختلفة .
مصري جدا
الخميس، 15-08-2019 09:11 م
حوار بين الشيخ حسن البنا وبين استاذه الشيخ محب الدين الخطيب حول تولى الاخوان الحكم ،، الحوار من مقال للشيخ الخطيب نشر عام 1947 ،،، في مقال كتبه الخطيب بعنوان: (متى وكيف يقوم الحكم الإسلامي؟) في مجلة (المسلمون) سنة 1952م، فقد كان يخشى أن يكرر الإخوان أخطاءهم السياسية، يقول محب الدين الخطيب: "قبل نحو ست سنوات انتشرت دعوة الإخوان المسلمين في ديار الشام، وقويت بالشباب والنواب، وحمَلة الأقلام، وتجاوبت العواطف بين الإخوان المسلمين هناك والإخوان المسلمين هنا، وكان لهم هنا وهناك صحيفتان يوميتان قويتان. وحل موسم الانتخابات لمجلس النواب السوري فتقدم الإخوان المسلمون هناك لخوض المعركة الانتخابية، وكانت مصر تتلقى أخبار تلك المعركة من الشام ـ في الصباح المبكر، وفي الضحى، وفي المساء، وقبل النوم ـ من أسلاك البرق ومن الهاتف (التليفون) وبكل وسائل المواصلات، وكان اهتمام الإخوان المسلمين في مصر بحركات هذه المعركة الانتخابية في الشام إن لم يزد على اهتمام الإخوان الذين في الشام فإنه لم يكن يقلُّ عنه بلا ريب. ولاحظ القائد الشهيد أخي حسن البنا رحمه الله أن كاتب هذه السطور أقل حماسة لهذا الأمر مما كان يتوقع، فجاءني ذات مساء، وجلس إلى جانب مكتبي في قلم تحرير صحيفة الإخوان اليومية في القاهرة وقال لي: ـ إني لاحظت أمرا عجبا. إننا منذ تعارفنا وتعاونا قبل عشرين سنة لم يحدث حادث أو تنزل نازلة إلا كانت قلوبنا متجاوبة في اتجاه واحد بلا تواطؤ ولا مذاكرة. والآن فإن هذه الانتخابات المحتدمة معركتها في الشام يقوم بها إخوان لنا عرفناهم من طريقك ومن طريق صحيفة (الفتح)، أو شباب يعدون أنفسهم أبناءك أو كأبنائك، وفيهم عدد غير قليل من ذوي قرابتك، وإن أحدهم كان يساكنك هنا في منزلك، وطار لخوض المعركة في دمشق اهتماما بها، وما منا إلا من هو مهتم بها كاهتمام إخواننا هناك، إلا أنت فإني أراك واقفا تتفرج بدم الشيوخ، وعهدنا بك أنك أكثر حماسة منا لكل ما نتحمس له. فأجبته: إني خائف أن ينجحوا، وأن تكون أكثرية النواب منهم، فتكون النتيجة تأليف الوزارة منهم واضطلاعهم بمسؤولية الحكم! فبدت على وجهه أمارات الدهشة رحمه الله وسألني: وهل هذا مما تخافه؟ قلت: أجل. قال: إذن فإني كنت مصيبا بالمجيء إليك الآن، فإن اختلافنا إلى هذا الحد يحتم علينا أن نتفاهم. فسألته: هل لو بلغ النجاح بالإخوان المسلمين في الشام إلى درجة أن تتألف منهم الوزارة، سيتولون الحكم بالموظفين الموجودين في الوزارات والمصالح والدوواوين، أم سيعزلونهم ويأتون بموظفين من بلاد أخرى؟ قال: طبعا سيبقى الموظفون كما هم، إلا من يكون ملوثا بمخازي يؤاخذه عليها القانون. قلت: أنا لا أزعم أن الشكوى من الموظفين هناك بلغت إلى حد الشكوى من أمثالهم هنا. ومع ذلك فإن مصر الآن قدوة للشام والعراق وجزيرة العرب، وكل ما أشكوه أنا وأنت من العيوب هنا قد سرت عدواه إلى هناك بمقياس واسع أو ضيق، ومهما استعان وزراء الإخوان المسلمين برؤساء تغلب عليهم النزاهة فإن العيوب أفدح من أن تصلح إلا بقوة خارقة تتاح من عالم الغيب، وهذا ما لا نرى الآن دلائله، ونتيجة ذلك أنه سيوصم به الإسلام نفسه. هذه واحدة. ثم سألته: هل وزارة الإخوان المسلمين ستتولى الحكم بهذه الأنظمة، أم أعددتم أنظمة إسلامية تحل محلها؟ قال: لم تتح لنا الفرصة بعد لإعداد أنظمة إسلامية، ولم يتخصص أحد منا حتى الآن لهذه الدراسة، ولو فعلنا فإن الجو لا يلائم هذا التغيير، ولا نجد الآن من يعين عليه. قلت: إذا كان الإخوان المسلمون في الشام ستتولى وزارتهم الحكم بالأنظمة الموجودة وبالموظفين الموجودين، فما فائدة الإسلام من هذا؟ أنا أرى أن تحمُّل غير الإخوان المسلمين مسؤولية هذا العبء أكثر فائدة للإسلام من تحمل الإخوان هذه المسؤولية. وهذه ثانية. ثم قال محب الدين الخطيب شارحا فكرته: إن المسلمين مضى عليهم سنوات يقتصرون في إسلامهم على المسجد ومظاهر رمضان ومناسك الحج، ألا يستطيعون أن يصبروا عشرين سنة أخرى يربون فيها جيلا يعيش للإسلام وأنظمته، لا لنفسه ووجاهته، ويعدون فيها لذلك الجيل أنظمة الإسلام وآدابه وقواعده وأحكام فقهه الاجتماعي والإداري والمالي والدولي، فضلا عن تنظيم فقه الالتزامات والعقود، وفقه القصاص والتعزيرات والحدود. وأعظم من كل ذلك أن نتعرف إلى سنن الإسلام في أهدافه الملية وتوجيهاته المتعلقة بكيانه ومقاصده ومراميه. إن هاتين الأمانتين: أمانة إعداد الجيل الآتي، وإعداد النظام له، إذا استطعنا القيام بهما في عشرين سنة كان هذا أعظم عمل قام به المسلمون منذ ألف سنة إلى الآن".